مازلنا نعتقد أن غياب منتخباتنا عن المنصات والوهج الإعلامي هو بسبب شح المواهب والنجوم ونبدأ التغزل في الأجيال الماضية على أنها خارقة للعادة وأنها لن تتكرر مرة أخرى وأنها جاءت بما عجزت عنه أجيال الألفية الثالثة ومن ثم لا يمنع أن ندلف قليلاً على حياتهم الخاصة ونقارن بينهما بأن الأجيال الحالية أصحاب سهر واستراحات وسفر وجشع مالي وكأننا ننزه الأجيال السابقة عن كل ما تم ذكره ولا يمنع كذلك من المقارنة المالية للاعبين بأن اللاعب السابق كان الإخلاص والولاء هو ما يجعله يحرث الملعب. أما لاعب اليوم فولاؤه للمال ولمن يدفع أكثر وكل تلك الدراسة التي استنبطناها لن تجد من يتفوه بها لا عربياً ولا عالمياً، لأنهم دخلوا عالم الاحتراف قبلنا بسنين وقد بدأ الاحتراف لديهم منذ نشأت كرة القدم. ما دعاني لكتابة تلك المقدمة التعاطي الإعلامي مع قضية سالم الدوسري ودخوله المعسكر المعد للمنتخب بعكازين وكأننا أصبحنا في منأى عن العالم. ونحن مسلمين ومؤمنين بالقضاء والقدر وأولى من غيرنا بهذا الإيمان. فاللاعب كانت لديه مباراة قبل معسكر المنتخب فأصيب بها أو حصلت له بعد المباراة تقلصات عضلية أو إرهاق عضلي ما الذي يمنع وبغض النظر عن مشاركته في تلك المباراة أليس الإنسان معرضا للحوادث والكوارث؟ وهل سالم الدوسري مصنوع من فولاذ ومنزه عن الانزلاق أو الوقوع من أي مكان كسائر بني البشر؟ لاعب أصيب وجاء للمعسكر أفضل من أن يغيب ولا يأتي. عاطفتنا تحولت إلى تعصب أعمى لا يعرف أن يفرق بين الأبيض والأسود فتخيل أن هناك من خرج علينا وجرد سالم الدوسري من الوطنية وكأن الوطنية أصبحت رداء نعطيه من نشاء وننزعه من آخر. وحتى لا نسقط على فئة معينة من الجماهير فتعاطينا الإعلامي تقريباً متشابه تجد المشجع بالرياض مثله بالدمام والأحساء وجده والقصيم والكل يغني على ليلاه بمعنى لو أن من أتى للمعسكر لاعب من النصر أو الأهلي لحدث مثل ما حدث لسالم الدوسري وهذا هو الذي أبعد منتخبنا عن المنصات هو تعاطينا الإعلامي مع الأحداث والقضايا التي تحدث للاعبين. فعاطفتنا تحولت إلى تعصب أعمى لا يعرف أن يفرق بين الأبيض والأسود فتخيل أن هناك من خرج علينا وجرد سالم الدوسري من الوطنية وكأن الوطنية أصبحت رداء نعطيه من نشاء وننزعه من آخر. ماذا لو اكتفى سالم بالاتصال بالجهازين الإداري والطبي للمنتخب وقدم لهما تقريرا طبيا بإصابته؟ هل كان سيرحمه المتلونون أم سيجردونه من وطنيته ويطالبون بسحب جنسيته ونفيه إلى جزر القمر أو واق الواق؟ الانفتاح الإعلامي عامل سلبي على منتخبنا فقد أضره أكثر مما نفعه. فالأجيال السابقة لا تختلف عن الحالية كثيراً، الفارق أن الإعلام هناك خدمهم كثيراً. أما الآن فرغم كثرته وتنوعه وتطوره، إلا أنه أضر بمنتخبنا كثيراً. فالكل أصبح يبحث عن الظهور الإعلامي. كما أن الإعلام أصبح تجارة والكل يبحث عن مصلحته ضارباً بمصلحة الوطن عرض الحائط. أتمنى أن نرتقي بأسلوبنا وبفكرنا فو الله توجد لدينا مواهب كثيرة، لكن نحن بحاجة إلى دعمها ومساندتها وعدم ملاحقتهم حتى في مصادر رزقهم والتقليل من قيمتهم. فالمبلغ الذي تم دفعه في صفقة جاريث بيل الويلزي يغطي جميع صفقات لاعبين المملكة المحليين والأجانب منذ بدأ الاحتراف وحتى عشر سنوات مقبلة ونحن مازلنا نحقر لاعبينا ونقلل قيمتهم. ((بطولة منتخبنا الدولية)) جميل جداً تلك البادرة من الاتحاد السعودي لكرة القدم بإقامة تلك البطولة الودية على أرض الوطن وفي أيام الفيفا منها يستفيد لاعبونا خبرة واحتكاكا مع تلك المنتخبات ومنها استفادة من زيادة رصيدهم في عدد المباريات الودية، لأنها جاءت مواكبة لأيام الفيفا. نتمنى لمنتخبنا التوفيق في هذه البطولة التي تعتبر إعدادا جيدا قبل التجمع المقبل الذي سوف يكون لمباراة العراق في الإمارات. [email protected]