ذكرت صحيفة «واشنطن بوست» الاربعاء ، نقلا عن وثائق استخباراتية سرية للغاية، أن قيادة القاعدة كلفت خلايا من المهندسين بالبحث عن وسائل يمكن بها إسقاط أو خطف الطائرات الأمريكية بدون طيار عن بعد أو التشويش عليها، حيث تأمل في استغلال نقاط الضعف التقنية في نظام هذا السلاح الذي أوقع خسائر ضخمة في صفوف الشبكة الارهابية. وأوضحت هذه الوثائق أنه على الرغم من عدم وجود أي دليل على تسبب القاعدة في تحطم أي طائرة بدون طيار أو عرقلة سير عملياتها، قام مسؤولو الاستخبارات الامريكيون عن قرب بتتبع الجهود المستمرة التي تبذلها القاعدة لتطوير استراتيجية مضادة للطائرات بدون طيار منذ عام 2010. وقالت الصحيفة إن قادة القاعدة يأملون الآن في التمكن من تحقيق طفرة تكنولوجية يمكن بها تقويض حملة الهجمات بواسطة الطائرات الامريكية بدون طيار التي أودت بحياة نحو ثلاثة آلاف شخص على مدى العقد الماضي. هذا النوع من الهجمات الجوية أرغم عناصر القاعدة والمسلحين الاخرين على اتخاذ أقصى التدابير من أجل تقييد تحركاتهم في باكستان وأفغانستان واليمن والصومال وأماكن أخرى. لكن الهجمات التي تشنها الطائرات بدون طيار أوقعت أيضًا خسائر بشرية هائلة في صفوف المدنيين، الامر الذي أثار غضبًا شعبيًا عارمًا ضد السياسات الامريكية تجاه تلك الدول. وهذه التفاصيل الخاصة بمحاولات القاعدة التصدي لحملة الهجمات بواسطة الطائرات بدون طيار وردت في تقرير استخباراتي سري حصلت عليه الواشنطن بوست من إدوارد سنودن الموظف السابق لدى وكالة الامن الوطني والهارب حاليًا. وذكرت الصحيفة أن التقرير يحمل عنوان «تهديدات للمركبات الجوية غير المأهولة» وهو عبارة عن ملخص لعشرات التقييمات الاستخبارية المسجلة لدى أجهزة الاستخبارات الامريكية منذ 2006. وأشار محللو الاستخبارات الأمريكيون في تقييماتهم إلى أن المعلومات الخاصة بالأنظمة التشغيلية للطائرات بدون طيار متاحة بشكل عام. ولكن الصحيفة حجبت بعض الأجزاء التفصيلية في الوثيقة السرية والتي يمكن أن تلقي الضوء على نقاط ضعف معينة لبعض الطائرات. وأضافت صحيفة «واشنطن بوست» أن الطائرات بدون طيار أحدثت ثورة في الحرب في عهد الرئيس باراك أوباما وسلفه جورج دبليو بوش وصارت تمثل إحدى ركائز استراتيجية الحكومة الأمريكية في مكافحة الإرهاب. وخلصت أجهزة الاستخبارات الامريكية إلى أن القاعدة تواجه «تحديات جوهرية» في التوصل إلى وسيلة فعالة لمهاجمة الطائرات بدون طيار بحسب تقرير سنودن. ورغم ذلك اعترف المسؤلون وخبراء الطيران الامريكيون بوجود نقطة ضعف في الطائرات بدون طيار فيما يتعلق بنظام الاتصال اللاسلكي عبر الاقمار الاصطناعية وأجهزة التحكم عن بعد التي تمكن المتحكم في المحطة الارضية من توجيهها من على بعد آلاف الأميال.