كان ما نشرته «سبق» بالأمس من أن التلاميذ يعودون لمدارسهم لكن عددا من تلك المدارس ليس مؤهلاً لاستقبال المدارس بسبب نواقص في التجهيزات من نوع أو آخر، وأتوقع اليوم أن يعاجل المتحدث الرسمي لوزارة التربية والتعليم بتفنيد ذلك تفنيداً تدعمه الأدلة. ليس مقبولاً أقل من أن تكون مدارسنا على أتم الاستعداد وأحسنه؛ فما ننفقه كبلد على منظومة التعليم العام (أي ميزانية وزارة التربية والتعليم فقط) يتجاوز 118 مليار ريال للعام المالي الحالي (2013)، مما يجعلنا في صدارة دول العام انفاقاً على التعليم (كنسبة من اجمالي الانفاق العام، إذ يقدر ما يخصص من الميزانية العامة للدولة على التعليم بنحو 25 بالمائة متجاوزة بذلك جميع دول منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية وهي الدول الاكثر ثراءً) أي ما يوازي 7.5 بالمائة من الناتج المحلي الإجمالي. أي أنه يساير البلدان المتقدمة تكلفةً، ونتطلع -بطبيعة الحال- أن يجاريها عائداً وجودةً. كما أنه ليس مقبولاً أن يحدث أي تقصير في منظومة التعليم، فهي خط دفاعنا الأهم؛ فمنتجاتها هي فلذات الأكباد، ومن يجلس اليوم على مقاعد الدرس تلميذاً نأمل -بمشيئة الله- أن يتقوى بمكوثه على تلك المقاعد ليصبح عقلاً ورافداً يتقوى به البلد وأهله. ولا أجزم هنا أن العام الدراسي سيبدأ بنواقص في مدارس الحكومة المتناثرة في طول البلاد وعرضها، فتلك مسئولية «سبق» وأخواتها، كما أنها مسئولية كل أب وأم لمعرفة أوضاع المدارس التي تضم أبناءهم وبناتهم فيتبينوا الوضع حقيقة: هل الكادر الدراسي متكامل؟ هل التجهيزات كاملة؟ هل المقررات الدراسية متوافرة؟ قد يقول قائل: ذلك ليس من مهام الأهالي ولا أولياء الأمور! إذاً مسئولية من؟ مَنّ مسئول أن يطمئن أن كل مدرسة نحو 31 ألف مدرسة تديرها وزارة التربية والتعليم مؤهلة وجديرة باستقبال التلاميذ؟ الأمر لا يتطلب أن يشعر أحد بعدم الارتياح، بل بحاجة لإجابة فنية من الجهة المعنية في وزارة التربية والتعليم تخبرنا ما هي الآلية التي تطمئن الوزارة من خلالها أن كل مدرسة من المدارس التابعة لها هي بالفعل وحقيقة جاهزة. مثلاً، هل هناك جهة أو جهاز في الوزارة ومديريات التعليم المنتشرة مناطة بها مهمة التفتيش على المدارس قبل بداية العام الدراسي للتعرف على أوضاعها ووضع خطة للصيانة ولاستكمال التجهيزات خلال فصل الصيف؟ وهل هناك جهة أو جهاز في الوزارة ومديريات التعليم المنتشرة للاطمئنان قبل بدء العام الدراسي أن المدارس بالفعل خضعت للصيانة واستكملت التجهيزات الضرورية فيها؟ أهمية طرح مثل هذه الأسئلة التي ليس فيها الكثير من العمق هي التفريق بين ما يوضع على الورق كخطط وتطلعات وتوصيات وما ينجز ويتحقق فعلاً. وفوق كل ذلك، فيجب أن لا ننسى أبداً أن هذه المنظومة التعليمية ينفق عليها بسخاء لكي توفر أفضل تعليم ممكن لأبنائنا وبناتنا، فهل هذا متحقق أم هو في طريقه للتحقق؟ ولكن قبل الخوض في كل هذا أعود لأتساءل سؤالاً مدرسياً: هل مدارسنا جاهزة منذ يوم أمس لاستقبال الطلاب؟ أجب بنعم أم لا، داعماً إجابتك بالأدلة. تويتر: @ihsanbuhulaiga