حينما تتكرر توصيات مؤتمر الأدباء السعوديين في دوراته الأربع والمتباعدة السنين وفي ظل أربعين عاما دون ان تنفذ اي منها وان نفذ احدها وهو أن يقام الأخير في المدينةالمنورة احتفاءً بها لاختيارها عاصمة الثقافة الاسلامية لعام 2013 م فهذا يعني ان ثمة خللا واضحا في آلية تنفيذه ووجود ثغرات جلية العيان في علة وجوده من الأساس والاّ ماذا يعني ألا تتأسس هيئة الثقافة ورابطة الأدباء وصندوق الدعم المادي وجائزة الدولة التقديرية وتفريغ الأدباء في ظل توفر وزارة عملاقة الأثر والتأثير وكوكبة لامعة من خيرة أدباء الوطن ومثقفيه والذين ينتظرون لو تسند اليهم مهام التنفيذ والمتابعة ليس من المعقول أن تتكرر بعض من التوصيات في دورات متباينة السنين دون أن نستشعرها واقعا ملموسا وعاملا محسوسا في تشكيل تاريخ ثقافتنا المحلية وتأصيل أدبنا السعودي وهو يعيش في أوج مراحل ازدهاره بشتى صنوفه ومختلف مشاربه إنه أمرٌ شائك وغير محتمل التأجيل أكثر فالكثير من أدباء العرب يتساءل لماذا لا توجد رابطة ادباء ولا هيئة ثقافة ! يتساءل البعض ما الضير في أن يدعى الشباب الواعد ولا يقصى الآخر الرائد المخضرم لتبادل التجارب الإبداعية الحياتية واستثمار عطاءاتهم المتباينة الأطياف مما يسهل في مد جسور التواصل الفكري الثقافي الحضاري فيما بين جيلين مختلفين وحسب اختلاف انتماءاتهم الانتاجية ذات الأبعاد الدلالية الفاعلة والرؤى الجمالية الناهضة ! أحاديث جانبية كانت متداولة بين أدباء المملكة المشاركين والحاضرين جلسات المؤتمر الرابع الأخير الذي ختم في المدينةالمنورة وحضره ما يقارب اربعمائة أديب وأننا نجد ذلك حقا مدعاة للتساؤل كيف للتوصيات المستعصيات أن تتيسر وينفذها المسؤولون فور الانتهاء من فعاليات المؤتمر في كل دورة ضمانا لتحقيق الأهداف المرجوة من نشأته والا فما الفرق بينه وبين بقية الملتقيات الأدبية والمهرجانات الثقافية التي تقيمها الأندية الأدبية وجمعيات الثقافة والفنون ومؤسسات الدولة ! وثمة نقطة تساؤل أخرى أثارها البعض في ردهات المؤتمر وتسارعت مواقع التواصل الالكتروني تنتقلها وهو أن تغطية القناة الثقافية السعودية لفعاليات المؤتمر جاءت خجلى أحرجت بعضنا مع الأصدقاء من أدباء ومثقفي الوطن العربي الذين تم تزويدهم بتردد القناة إذ بهم يصابون بخيبة الأمل ! والأمر أن ما شاهدوه من حوارات جاء لمذيعات أقحمن أنفسهن فيما لا يجدن طرحه ولا يحسن القيام به مما أوقعهن في مستنقع السخرية من الفرد المستضاف والمتابع الفطن وفي هذا الموطن نتساءل من السبب في خيبة الآخر فيما أمله من أدباء خير بقاع الله. ويبقى أمر الدعوات ومن سيحضر المؤتمر مثار جدل لدى الكثير ممن حضر ومن لم يحضر ! وقد سجلت صحفنا المحلية والتفاعلات الرقمية للجمهور المتابع حيث لوحظ الحضور المستجد للمرة الأولى وبالذات النسائي ! ويتساءل البعض ما الضير في أن يدعى الشباب الواعد ولا يقصى الآخر الرائد المخضرم لتبادل التجارب الإبداعية الحياتية واستثمار عطاءاتهم المتباينة الأطياف مما يسهل في مد جسور التواصل الفكري الثقافي الحضاري فيما بين جيلين مختلفين وحسب اختلاف انتماءاتهم الانتاجية ذات الأبعاد الدلالية الفاعلة والرؤى الجمالية الناهضة !