عندما نسافر نثني كثيراً على بعض السمات الانسانية عند من شددنا الرحال إليهم وبخاصة من الأجانب ونتوقف كثيراً عند الابتسامات التي يوزعها الناس هناك على من يعرفون ومن لا يعرفون. ونتذكر مباشرة الوجه العابس الذي نقابل به بعضنا هنا داخل البلاد أو عندما نلتقي بأشخاص يحملون ملامحنا الشرقية هناك. ونتحدث كثيراً عن الفارق بين هذا وذاك. ورغم أننا ندرك الفرق بين وجه يقابلك بابتسامة والوجه الآخر العابس أو الجامد إلا أن كثيراً منا لا يحاول أن يغير عبوسه إلى ابتسام رغم أن الابتسامة لدينا متصلة بديننا ونجازى عليها خير الجزاء فهي بمثابة صدقة (تبسمك في وجه أخيك صدقة) هذا ما علمنا إياه رسولنا عليه الصلاة والسلام فهل عملنا به؟ وما الذي يمنعنا من ذلك؟ أهو الشك في بعضنا وتفسير النوايا؟ ربما هو كذلك وربما هناك أمور أخرى تتعلق بالسمات الشخصية الجمعية لسكان أقاليم دون أخرى وتدخل فيها مؤشرات بيئية عرفنا أن الحلم بالتحلم وكذلك الابتسامة وغيرها مما نستطيع أن نصطنعه لفترة حتى يكون جزءا منا، ولكننا ومع هذا نظل نمتدح كل من يبتسم لنا ونصر على قفل شفاهنا بقفل الصلابة وتفسير النوايا تفسيراً لا يدل عل نفس مطمئنة أبداً. كثيرة ولكن الأهم من هذا كله أين دورنا في التغيير الذاتي لأبسط الأمور، فالابتسامة لا تكلفنا شيئاً وليست بالأمر العصي .. وقد عرفنا أن الحلم بالتحلم وكذلك الابتسامة وغيرها مما نستطيع أن نصطنعه لفترة حتى يكون جزءا منا، ولكننا ومع هذا نظل نمتدح كل من يبتسم لنا ونصر على قفل شفاهنا بقفل الصلابة وتفسير النوايا تفسيراً لا يدل عل نفس مطمئنة أبداً. والحقيقة أن الابتسامة قبل أن تكون صناعة انسانية هي طبيعة موجودة لدى بعض الناس مهما كان جنسهم ولونهم ودينهم.. وبعد أن فطن الناس إلى أهميتها وأثرها على الآخر صاروا يدعون إليها كوسيلة جذب وبث للراحة والطمأنينة والاستعداد للعون وذلك في التجارة والخدمات العامة في كثير من الوظائف التي تعتمد على مقابلة الجمهور لما لها من أثر حسن في التواصل مع الآخرين، فنحن نحتاج الابتسامة من الطرف الآخر حتى لو لم يحقق لنا مطلبنا.. فابتسامة منه كفيلة بخلق فضاء من الود في التعامل وكأنها أحياناً تسكب الصبر في نفوسنا فقد ننتظر برحابة صدر، وقد نؤجل طلبنا لوقت آخر، وقد نقبل برفضه تماماً لو كان ذلك الرفض مغلفا بابتسامة. فهي في النهاية علاج لكثير من المواقف ولهذا لم أستغرب صدور تعميم من إمارة المنطقة الشرقية في هذا الشأن يدعو للابتسام ويرغب به ويذكر الموظفين بأهميته وخاصة أن الناس كثيراً ما يشتكون من وجوه موظفي الدولة العابسة في كثير من الدوائر. ليتنا نقيس خساراتنا وأرباحنا مع الابتسامة أو بدونها لنعرف الفرق ونهتدي للصواب ونبتسم دائما. طالبة سعودية قضت فترة تدريبية في دولة عربية وكانت مضطرة لترك السكن الجامعي والسكن في مبنى يضم مجموعة من الأجانب الموظفين. تقول: كنت أقابل الكثير منهم عند المصعد في الصباح وكانت ابتساماتهم وتبادل الكلمات الصباحية الجميلة تبعث في نفسي البهجة والنشاط فأذهب إلى مقر عملي في حالة نفسية جميلة ولكن لم يكن كل الأجانب كذلك فبعضهم جامد وعابس ومنكمش على ذاته فالقضية إذا ليست في جنس أو دولة أو طقس بل في الروح الانسانية وما الذي تستطيع أن تصنعه لها وللآخرين. Twitter: @amalaltoaimi