هزت المجتمع السعودي مساء أمس الاثنين حادثة قتل شنيعة أقدم خلالها رجل في الثلاثينيات من عمره يعاني من "اضطرابات نفسية" بقتل زوجته وأربعة من ابنائه في محافظة شرورة بآلة حادة، فصل فيها رأس الزوجة عن جسدها ونحر أبناءه الثلاثة منها فيما كان آخر ضحاياه ابنه الأكبر من زوجته السابقة والبالغ من العمر 11 عاما بعد أن أحضره من بيت والدته إلى مسرح الجريمة ليجهز عليه، في دلالة على أن الأب كان ينوي قتل كل أفراد أسرته. من جانبه صرح الناطق الإعلامي باسم إمارة منطقة نجران إبراهيم بن حسين آل سدر يوم أمس بأن أمير منطقة نجران الأمير مشعل بن عبدالله بن عبدالعزيز أصدر تعليماته باتخاذ كافة الإجراءات اللازمة لكشف ملابسات قيام الرجل بقتل أفراد أسرته بدءاً من زوجته وابنائه الأربعة، والقيام بالتحقيقات لمعرفة الأسباب والدوافع التي أدت إلى ارتكابه هذه الجريمة البشعة، وسأل سموه الله أن يتغمد ضحايا هذه الجريمة بواسع رحمته. وفي تصريح للناطق الإعلامي بشرطة نجران النقيب عبدالله العشوي قال فيه عن ملابسات الحادثة: "إنه في تمام العاشرة من مساء يوم الاثنين الموافق 19/10/1434 حضر لمركز شرطة محافظة شرورة شخص من "حملة المشاهد" في العقد الثالث من العمر مبلغا عن إقدامه على قتل زوجته وأولاده في الساعة 12 ظهرا وبالانتقال إلى منزله اتضح فعلا قيامه بقتل زوجته وأولاده الأربعة نحرا بآلة حادة (سكين) إذ يبلغ أكبر ابنائه 11 سنة وأصغرهم طفلة عمرها عامان، وتم التعامل مع الحالة وأودعت الجثامين ثلاجة الموتى لحين الانتهاء من إجراءات التحقيق. من جهة أخرى رفض استشاري الطب النفسي الدكتور طارق الحبيب أن يطلق على مرتكب حادثة "شرورة" مجرماً، وأكد أن ما دفعه على ارتكاب ذلك هو مرض شهير يعرف ب"الاضطراب الذهاني" وهو يصيب الإنسان ويجعل عنده بعض الاعتقادات الخاطئة. وأضاف الحبيب: "هذه الاعتقادات يكون الشخص المصاب بها جازماً تماماً، فكما يرى الحقيقة أمامه يعتقد بهذا الشيء، ولذلك هو يعتقد مثلاً أن زوجته هي شيطان وليست زوجته الحقيقية، وأن أولاده شياطين ليسوا حقيقيين، أو أن زوجته تخونه وأن هؤلاء الأولاد ليسوا أولاده هو، أو أي شيء من الاعتقادات الخاطئة الأخرى". وذكر الدكتور طارق أن نسبة هذا المرض ما يعادل 1 بالمائة من الناس، وأن له عدة أسباب منها الجانب الوراثي وجانب التغييرات الكيميائية وأسباب أخرى كثيرة. وتابع الحبيب حديثه حول هذا المرض: "أحياناً تتضح الأعراض وتتمثل في أنه يتكلم مع نفسه وينتابه الضحك بلا سبب، أو أنه يبدأ بالكلام عن بعض اعتقاداته الخاطئة، وأحياناً أخرى يكون المرض صامتا وفجأة يمارس هذا الفعل المفاجئ من قتل وغيره".