الأحياء العشوائية القابعة جنوب وشرق مدينة جدة والتي تحولت لبؤر للمخاطر الأمنية كونها المفضلة لمخالفي نظام الإقامة وأرباب السوابق ، مازالت تفتقر لخدمات البنية التحتية، وتمثل تحدياً أمنياً واجتماعياً للجهات الرسمية، حيث ينتظر قاطنوها وتحديدا في الأطراف الشرقيةوالجنوبيةبجدة، واقعاً جديداً متطلعين إلى توفير خدمات البنية التحتية وتحسين ظروفهم المعيشية وأن تصلهم المشاريع التطويرية لمدينة جدة. والأحياء العشوائية وبعد مرور 13 شهرا على كارثة سيول جدة والتي أخرجت معاناة قاطنيها الذين لا يزالون يحبسون أنفاسهم، خشية تكرر المأساة خلال الشتاء الحالي ، مساكن تتوسط احدى العشوائيات تفتقر لشبكات تصريف مياه الأمطار، مما يجعلها عرضة لمظاهر كارثية اخرى عند هطول أمطار شبيهة بتلك التي هطلت قبل عام. وينتظر غالبية السكان بتلك الأحياء الجنوبية من جدة وتحديدا حيي غليل والنزلة وشارع المحجر، وغالبيتهم من العمال المقيمين الذين يعملون في المدينة الصناعية ، ينتظرون أن تطال أحياءهم مشاريع من شأنها تحسين واقع منطقتهم وتجنيبها كارثة أخرى. ويقول سعيد عبدالرحمن مقيم يمني «نعاني تراكم مياه الأمطار وسط أزقة أحيائنا الضيقة وتسربها إلى داخل منازلنا، عازياً السبب إلى أن غالبية المباني قديمة وغير قادرة على الصمود في وجه الأمطار ناهيك عن افتقارها لشبكات تصريف مياه الأمطار». ويعبر عبدالرحمن عن تشاؤمه حول امكانية التغير وتطوير الأحياء، بقوله «مر عام ولم يتغير شيء، ومازال الحال كما هو عليه، ونتوقع مزيدا من الكوارث والأضرار بسبب الأمطار». وبين صالح عوض يقطن بحي النزلة اليمانية ان الحي الذي تقطنه اعداد كبيرة من السودانيين واليمنيين، تعرضوا لخسائر بفعل السيول التي نجمت عن هطول المطر منوها الى معاناته من تداعيات الأمطار التي تسربت مياهها الى منزلي، إضافة إلى عدم قدرته على التوجه لعمله لخوف عائلته من مداهمة مياه الأمطار للمنزل. قاطنو الأحياء الجنوبية من جدة وتحديدا حيي غليل والنزلة وشارع المحجر مازالوا ينتظرون أن تطال أحياءهم مشاريع من شأنها تحسين واقع منطقتهم وبنيتها التحتية وتجنيبها كارثة أخرى. وكان المتحدث الرسمي بشرطة جدة العقيد مسفر الجعيد قد أكد أن الأحياء العشوائية والشعبية القديمة تعد بؤرة لشتى أنواع الفساد والمصدرة للجريمة موضحاً أن هذه الأحياء تعد موطناً لمخالفي أنظمة الإقامة . ويعزي مختصون في المجال الأمني والاجتماعي، انخفاض تكلفة المعيشة في تلك الأحياء مثل حي السبيل، والهندواية، والكندر، كأحد أسباب اختيارها مسكناً لمخالفي أنظمة الإقامة، كما يساعد أسلوب تخطيط الأحياء العشوائية بالتستر على المطلوبين والمخالفين وصعوبة رصدهم في تلك المواقع. وقال رافع الزهراني الذي يقطن بحي قويزة، ان الحي والأحياء الشعبية المجاورة له تعرضت للدمار اثر السيول الماضية لوقوعها على خط مجرى السيل، وقيام العديد من سكانه والمقيمين بهجر منازلهم او عرضها للبيع. ويؤكد عبدالله الأحمري يعمل بمجال العقار أن المشاريع التطويرية مثل تطوير خزام، وحي الرويس كفيلة لرفع المستوى الاجتماعي والاقتصادي لهذه الأحياء، موضحاً أن مخالفي أنظمة الإقامة اعتادوا السكن في الأحياء الشعبية . ويقول علي عبدالعليم وأشرف محمود وسعيد محمود نتطلع إلى يوم يخلو فيه المكان من المخالفين منوهين الى اهمية ترحليهم. وفي تصريح سابق للمدير العام لشركة الرويس العالمية للتطوير العمراني الدكتور وليد عبدالعال، قال فيه إن منطقة مكةالمكرمة تعد من أكثر المناطق التي تشهد تخلفا للوافدين بعد أدائهم مناسك العمرة والحج، ووجدوا في تلك المناطق العشوائية محاضن تؤويهم، وبات من الضروري التصدي لظاهرة المناطق العشوائية. وأوضح أن استراتيجية معالجة الموضوع لا تقتصر على إزالة الضرر فقط، وانما تتجاوزه إلى أهداف تنموية طموحة، تتمثل في تحويل تلك الأحياء من مناطق عشوائية إلى أحياء مخططة ومنظمة، ترفع المستوى العمراني والاجتماعي والاقتصادي لها بشكل خاص والمدينة بشكل عام. وكان الدكتور سامي بن ياسين برهمين المتحدث الرسمي للجنة التنفيذية لمشروع معالجة تطوير الأحياء العشوائية في منطقة مكةالمكرمة، أعلن في وقت سابق أن الأمير خالد الفيصل أمير منطقة مكةالمكرمة ورئيس اللجنة التنفيذية للمشروع، وجه بالإسراع في تأمين السكن للمواطنين والمستحقين من خلال انشاء مشاريع اسكان في ضواحي المدن وبعض الأحياء المجاورة.