هذا مقال للكاتب الأردني الأستاذ أحمد حسن الزغبي، أعجبني كثيرا فقررت أن أسطو عليه ليشاركني القراء متعة الاطلاع عليه: من باب ''الفنطزة'' لا أكثر، وبتصرف أقرب الى الترف الصحّي، ''تيّست'' قبل أيّام، وذهبت الى مختبر طبي لإجراء فحوصات عامة للاطمئنان على هذه الماكينة المختبئة تحت جلدي... فتبيّن أن نسبة الكوليسترول لدي- شأني شأن 5 ملايين أردني - تساوي 3 أضعاف المعدل الطبيعي، بينما الدهون الثلاثية تفوق الأربعة أضعاف بقليل... ونصحتني الطبيبة المختصة بضرورة المشي نصف ساعة يومياً، مع ضرورة مقاطعة المنتجات الدهنية مثل البيض والرؤوس (رؤوس الخراف) والمعاليق والمناسف وقرص العجة، وغيرها من أطايب الطعام. ولبست ما تيسّر لي من ملابس رياضية، واتجهت شرقاً نحو الخلاء حيث السهول والمناطق الزراعية،. وبعد بضع خطوات من المشي السريع، توقّف قربي أحد المعارف وفتح باب السيارة الأمامي وهزّ رأسه بتكرّم: '' اطلع تا ..اوصلك»، فاعتذرت له عن الركوب وقلت انّي أتقصّد المشي لتخفيف الوزن والخلاص من الكوليسترول والديتول والبترول. فشدّني من سترتي الرياضية وقال لي : عليّ الحرام غير تطلع!!..فجاوبته باستفزاز: عليّ الحرام ما انا طالع!!.. وشرع الرجل في فك حزام الأمان بغرض النزول من السيارة، ليجبرني بالقوة على الركوب معه، فركضت هارباً وكان ذلك أول فرصة لتمرين رياضي حقيقي في برنامج المشي.. قرّرت بعد اتصال الأخير أن أعود للمشي فهو يناسب وقاري أكثر من الركض، ويبعد الهلع عن قلوب أقاربيوقبل أن أتوارى عن أنظار ذلك الرجل، رنّ هاتفي الخلوي .. تكلّمت وأنا ألهث..قال لي المتّصل : خير شو في، أخوي شافك تركض؟.. قلت له: أني أقوم ببعض الرياضة..فزفر زفرة ارتياح بعد ان سببت اضطربا في قلبه الذي سقط على حد تعبيره واتهمني ''بالولدنة» و هكذا قرّرت بعد اتصال الأخير أن أعود للمشي فهو يناسب وقاري أكثر من الركض، ويبعد الهلع عن قلوب أقاربي وفجأة ظهر صاحب السيارة الأول الذي كان يريد توصيلي بالقوة، وبدأ بالدوران في ذات المنطقة باحثاً عني ، فاختبأت خلف كرم زيتون الى ان فقد الرجل أثري.. وخرجت من الكرم متسللاّ..فصادفني شيخ جليل وسألني قبل ان ألقي عليه التحية : بدّك تشتري ولا تبيع؟ قلت له: ان كرم الزيتون ليس لي ..وأنا مجرّد شخص لذت به لقضاء حاجة..فلم يصدّقني وقال : بحياة ابوك بقدّيش اشتريته!! تركت الرجل وأكملت طريقي دون أن أجيبه .. ، فإذا برسالة نصية قصيرة تصلني بعد أن قطعت نحو 150 متراً ويتساءل مرسلها : وين مشرّق؟ فرددت عليه بأنني أمارس الرياضة للتخلص من الكوليسترول والدهون الثلاثية..وبعدها أغلقت هاتفي كي لا يلهيني شيء عن المشي، وبعد قليل اعترضني صبي أسمر وقال: ''بتدور ع زغاليل ''؟؟..قلت له: لا، انا أمشي للتخلص من الكوليسترول!! قال الصبي : بقول لك ابوي في عندنا زغاليل بدون كوليسترول، فتجاهلت الصبي وسرت على طريق ترابي مقررا العودة الى بيتي بعد ان فشلت في أول نص ساعة رياضة.. دخلت البيت فوجدت جاراً لا يربطني به اي خيط تواصل، وقريبا لا يحبني ولا أحبه على الإطلاق، و''حجّة'' من معارف أمي البعيدات ..سلّمت على الحضور.. واكتشفت ان الجميع حضروا في توقيت متزامن ليعرفوا : وين كنت مشرّق؟.. وأنا الآن أمام خيارين : إما أن اترك المشي والرياضة، و''انجلط'' بسبب الكوليسترول العالي.. ، وإما أن أمارس الرياضة و''انجلط'' بسبب فضول الناس (هذه صرخة إنسان شجاع، وأصفه بالشجاعة لأنه فضح كيف أن الفضوليين يرفعون «الضغط والسكري» بحشر أنوفهم الطويلة في ما لا يعنيهم) [email protected]