واصل الفتح مسلسل تألقه ونقش اسمه بمداد من ذهب في ذاكرة التاريخ عندما توج ببطولة السوبر السعودي في نسختها الأولى عقب فوزه المثير على الاتحاد بثلاثة أهداف لهدفين، وتعتبر بطولة السوبر هي البطولة الثانية التي يحققها الفريق الفتيّ منذ صعوده لمصاف أندية الممتاز قبل خمسة مواسم ، حيث حقق في الموسم الماضي بطولة دوري زين السعودي للمحترفين، وجاء تتويج الفتح «النموذجي « بالبطولة منطقيا عطفا على الاستعداد المثالي لمنافسات الموسم الجديد الذي بدأه بمعسكر خارجي في ألمانيا ثم المشاركة في بطولة الوحدة الدولية التي حقق لقبها بعد فوزه على كافة منافسيه. الجبال يواصل الإبداع أكد المدرب التونسي فتحي الجبال إنه أفضل مدرب حاليا في الساحة الرياضية المحلية، ولعل الإنجازات التي حققها مع فريقه الفتح وقبلها تطوير مستواه يؤكد ذلك. فالمدرب التونسي فرض نفسه على الجميع وكسب احترامهم بعد أن حقق ما عجز عنه بقية المدربين العرب ( غير السعوديين ) الذين قدِموا في فترات سابقة للإشراف على الأندية السعودية . فالمدرب الذي أطلق عليه الغالبية لقب ( السير ) فتح الجبال نظرا للفترة الطويلة التي قضاها مع فريقه الحالي الفتح ، لم يبرز كلاعب بسبب انشغاله بدراسته ومن ثم إتمام الدراسات العليا في المجال الرياضي التي توجها بالحصول على دبلوم إجازة في مجال كرة القدم قبل أن يتجه لعالم التدريب في السعودية عام 1999 عندما عمل مساعدا لمواطنه بلحسن مالوش مدرب فريق سدوس آنذاك ثم بعد ذلك تولى تدريب فريق النجمة عام 2002 ثم فريق الحزم عام 2003 قبل العودة مجددا لتدريب سدوس ثم نجران الذي صعد معه لدوري الأضواء والشهرة قبل نهاية الدوري بأربع جولات، وفي عام 2007 عاد المدرب لبلاده ولن البقاء هناك لم يدم طويلا، حيث قدم منتصف نفس العام لتولى تدريب فريق الفتح ويصعد معه عام 2008 للدوري الممتاز، ويستمر معه خلال السنوات الفارطة حتى قاده في العام الماضي للفوز ببطولة الدوري وفي هذا العام للفوز ببطولة السوبر، وهذه الإنجازات التي تحققت لم تكن محض الصدفة أو ضربة حظ وإنما نتيجة عمل فني منظم مدعّم بالطموح والرغبة في تحقيق إنجازات تسجل له ولفريقه وترفع من اسمه وأسهمه في المجال التدريبي رغم إمكانات فريقه المادية والعناصرية التي لا تقارن بالأندية الكبيرة. بطولتان في 6 سنوات منذ صعود الفتح لدوري الأضواء والشهرة عام 2008 وهو يقدم مستويات تصاعدية من عام لأخر حتى عام 2012 الذي نجح خلاله في احتلال المركز السادس في الدوري واحتلال المركز الثالث في بطولة كأس خادم الحرمين الشريفين للأبطال، وفي الموسم الماضي ظلت الأنظار متجهة نحو الأندية الكبيرة، لكنه سرق الأنظار بعد المستويات الكبيرة والنتائج الإيجابية التي قادته للفوز بلقب الدوري للمرة الأولى في تاريخه، وفي هذا العام استهل موسمه الرياضي كما ينبغي وحقق بطولة السوبر التي ستفتح أمامه آفاقا كبيرة وآمالا عريضة لتحقيق المزيد من البطولات المحلية والمنافسة بقوة في بطولة دوري أبطال آسيا.