في إطار مواكبته للتقنية الحديثة، والتوعية بسبل الاستفادة منها، ورصد آثارها السلبية، أقام النادي الأدبي بالرياض يومي الأربعاء والخميس (7 و8 شوال 1434ه، 14 و15 أغسطس 2013م) دورة عنوانها «صياغة التغريدات: فن ومهارة» قدّمها رئيس مجلس إدارة النادي الدكتور عبدالله الحيدري، وحضرها مايزيد على خمسين مشاركًا. وقد استهلّها المدرّب بمدخل أشار فيه إلى تنامي استخدام (تويتر) في المجتمع السعودي، وأن هذه الدورة تسعى إلى التذكير بأن الكلمة أمانة ومسؤولية، وتتحول إلى رصاصة أحيانًا إذا أخذت منحى منحرفًا بإساءة سمعة أحد، أو التشهير بأحد، أو التعدي على خصوصيات الآخرين، أو هتك أسرارهم، أو بث الفرقة بين الناس بإثارة العنصريات أو السخرية من أصولهم أو ألوانهم أو اتجاهاتهم المذهبية أو الفكرية. وضرب أمثلة لصور إساءة استخدام الحسابات في (تويتر) قائلًا: هذه التجاوزات تأتي في صور متعددة، أخطرها تعمد ارتكاب هذه السلوكيات بإنشاء تغريدات منظّمة على شكل وسم (#....)، أو الإلحاح في طرح آراء وأفكار لا تصب في مصلحة الأمة ولا الوطن. انتقل بعد ذلك إلى ما سمّاه «آداب التغريد» مستشهدًا بآيات وأحاديث تحدّد مسارات الكتابة أيًا كانت، وبخاصة في الإعلام الجديد . ثم وضع الدكتور الحيدري محاور للدورة، وطلب من المشاركين صياغة تغريدات مكثّفة تحمل إجابات موجزة، والمحاور هي: تحديد الأهداف بشكل واضح من إنشاء الحساب، ووضع أسس واضحة ومحدّدة للتفاعل مع تغريدات الآخرين، واتخاذ قرار إعادة تغريداتهم، أو التفاعل معها بالنقاش أو الرد، والاهتمام باللغة وسلامتها، وتجنب العامية، والتخفف من الكلمات الأجنبية. وطالب باستخدام تعريب المصطلحات المرتبطة بالكتابة في (تويتر)، واستخدام: (تدوير) بدلًا من (رتويت)، و(وسم) بدلًا من (هاشتاق)، و(إعجاب) بدلًا من (فلو)، وهكذا. ومضى المدرّب بعد ذلك إلى الحديث المستفيض عن آلية الاختصار والأسس التي يمكن من خلالها معرفة المهم من الأهم، مشيرًا إلى أهمية انتقاء الكلمات المعبرّة بدقة عن الفكرة بعيدًا عن اللغة الأدبية. وطالب الدكتور عبدالله الحيدري المشاركين بالتركيز على الإيجاز والبعد عن النمطيّة في طرح الأفكار، مستشهدًا بقول الشاعر سعد الرفاعي: قل للمغرّد كي تكونَ مغرّدًا أوجز، وجدّد فكرةَ التغريد! وفي ختام الدورة وزعت على المشاركين استبانة تضمنت بعض التساؤلات، وقد تفاعل المشاركون مع تساؤلات هذه الاستبانة، وشدّدوا على أهمية وضع مزيد من الأنظمة والتشريعات التي تحفظ للجميع حقوقهم وكرامتهم، واقترحوا أن يكون لكل مسؤول أيًا كان موقعه حساب في (تويتر) كي يكون هناك شفافية بين المسؤولين والمغرّدين. بعد ذلك وُزعت الشهادات على المشاركين في الدورة، والتقطت الصور التذكارية التي سارع العديد منهم إلى نشرها في حساباتهم في (تويتر)، وإنشاء (وسمين) عن الدورة، وهما: #احتراف_ التغريد، و#صياغة_التغريدات.