أيد المشاركون في دورة «صياغة التغريدات: فن ومهارة» التي اختتمت مساء أمس الأول في النادي الأدبي بالرياض، وضع مزيد من الأنظمة والتشريعات التي تحفظ للجميع حقوقهم وكرامتهم. واقترحوا، في إجابتهم على أسئلة لاستبانة وزعت عليهم في ختام الدورة، أن يكون لكل مسؤول حساب في «تويتر»، كي يكون هناك شفافية بين المسؤولين والمغردين، وحتى لا تكون هناك فرص لنشر الشائعات. وقالوا إن من يكتبون بأسماء مستعارة ويبثون سمومهم وآراءهم المتطرفة، لا يملكون الثقة بأنفسهم، وقد يعانون من أمراض نفسية، أو يكونون مجندين من قبل أطراف خارجية. وحذّر بعضهم مما يسمّى ب «الإرهاب الإلكتروني» الذي يسعى المرتبطون به إلى التغرير بصغار السن وتجنيدهم لخدمة أهدافهم الدنيئة. وحضر الدورة، التي بدأت مساء الثلاثاء الماضي، نحو خمسين شخصاً، وقدمها رئيس النادي الدكتور عبد الله الحيدري، الذي استهلها بالحديث عن تنامي استخدام (تويتر) في المملكة، مشيراً إلى أن هذه الدورة تسعى إلى التذكير بأن الكلمة أمانة ومسؤولية، وتتحول إلى رصاصة أحياناً إذا أخذت منحى منحرفاً بإساءة السمعة، أو التشهير، أو التعدي على خصوصيات الآخرين، أو هتك أسرارهم، أو بث الفرقة بين الناس، بإثارة العنصريات أو السخرية من أصولهم أو ألوانهم أو اتجاهاتهم المذهبية أو الفكرية. وقال إن التجاوزات في تويتر تأتي في صور متعددة، أخطرها تعمد ارتكاب هذه السلوكيات بإنشاء تغريدات منظمة عبر الوسوم، أو الإلحاح في طرح آراء وأفكار لا تصب في مصلحة الأمة والوطن. وأوضح أن بعضهم، نتيجة العجلة وإحسان الظن بالآخرين وتصديق ما يقرأ، يقوم بالتعليق الفوري دون تثبت، أو يقوم بإعادة التغريد، وتتضخم المشكلة إذا كان عدد المتابعين كبيراً فيصل هذا الصوت إلى مدى بعيد، «وهنا مكمن الخطورة». وتحدث الحيديري عن «آداب التغريد»، مستشهداً بآيات وأحاديث تحدّد مسارات الكتابة أياً كانت، خاصة في الإعلام الجديد. وطالب باستخدام تعريب المصطلحات المرتبطة بالكتابة في «تويتر»، واستخدام: «تدوير» بدلاً من «ريتويت»، و»وسم» بدلاً من «هاتشتاق»، و»إعجاب» بدلاً من «فلو»، وهكذا. وعرج الحيدري على آلية الاختصار والأسس التي يمكن من خلالها معرفة المهم من الأهم، مشيراً إلى أهمية انتقاء الكلمات المعبرة عن الفكرة بدقة، بعيداً عن اللغة الأدبية وقال: «تحديد التغريدة ب 140حرفاً فرض على المغرّدين جميعاً الأهمية القصوى للحرف، ونمى لديهم الرغبة في الاختصار، والتعبير عن الفكرة بأقرب الطرق، والبعد عن اللغة الأدبية بما فيها من ترادف وتشبيهات وجناس وطباق وسوى ذلك واللجوء إلى لغة مكثفة تبتعد عن ذلك وتتجه إلى الاختصار»، وحاول أن يضرب للمشاركين أمثلة على طرق الاختصار، ومنها: الاستعانة بالمختصرات الشائعة، وتجنب المترادفات، والتخلص من الأساليب الركيكة الخاطئة التي تثقل الصياغة، وضرب عدة أمثلة على ذلك مثل: «قمت بمراجعة الكتاب»، والبديل: «راجعت الكتاب»، مطالباً المشاركين بالتركيز على الإيجاز والبعد عن النمطية في طرح الأفكار.