افتقد العيد في السنوات القليلة الماضية طابعه المميز الذي عرف عنه قديما واختلفت نكهته التي امتزجت بروح التراث والشعبية والأصالة من حيث تجمع الأهالي والحرص على التواصل الاجتماعي، إلا أن التواصل حاليا أصبح محدودا وذلك بسبب انتشار وسائل التواصل الاجتماعي الحديثة كالهواتف الذكية والإيميلات الشخصية والفيس بوك وتويتر والواتس آب. ويوضح باحث الآثار خالد الفريدة، "لا توجد مقارنة بين العيد في السابق والوقت الحالي، حيث كان يرمز للتواصل الأسري والاجتماعي حتى بين أفراد الحارة والأصدقاء، فالأب يصطحب أبناءه بعد صلاة العيد ليقدموا التهاني للأسرة والأقارب والجيران، وفي المساء يكون هناك تجمع بالساحة العامة -البراحة-، يجتمع فيها جميع طبقات المجتمع على أصوات الأهازيج ومآدب الطعام والاحتفالات التي تستمر لأكثر من 3 أيام، بالإضافة لاستعدادات النساء للعيد من خلال إعداد وتجهيز الأكلات المحببة والحلويات، وتطيب المكان بالبخور والعطور الشعبية التقلدية". وأضاف الفريدة، "ان ما يميز العيد سابقا -العيدية- وهي عبارة عن مبلغ مالي يقدم للأطفال في يوم العيد، فيستعد الطفل من الليلة التي تسبق العيد بتجهيز ملابسه انتظارا للصباح ليحظى بالعيدية من الأهل والأقارب، في حين اختلفت العادات في الزمن الحاضر والذي اقتصر على المعايدة في المسجد بعيدا عن التواصل الأسري والاجتماعي بشتى أشكاله وساهم التطور في التقنية في اقتصار المعايدات على الرسائل النصية القصيرة، كما افتقد الأطفال العيدية بحكم عدم التقائهم بالأقارب واقتصارها على أهل المنزل، بالإضافة إلى افتقادهم روح التواصل الأسري وعدم معرفتهم لأقاربهم إلا المقربين منهم فقط، فأصبحوا غير حريصين على العيد لعدم اختلافه عن سائر الأيام". وأشار الفريدة، الى التأثير السلبي الذي يسببه هذا التغير في العادات بين الماضي والحاضر من التباعد الأسري والاجتماعي، موضحا كيف ساهمت وسائل التقنية الحديثة في هذا البعد النفسي والمكاني، فالعيد ليس بالملابس ومآدب الطعام بقدر ما يكون التجمع بعد شهر الصوم وحمد الله على إتمام تلك العبادة وبلوغ العيد والاحتفال به بين الأهل والأصدقاء والجيران.