يأتي غياب العديد من الطلبة السعوديين المبتعثين للدراسة في خارج المملكة عن الاحتفال مع ذويهم وأقربائهم بمناسبة حلول العيد الفطر السعيد ألماً موجعاً يشعرون به بسبب مرارة الفراق الذي يعانون منه، حيث تجد هؤلاء في هذا التوقيت يتجرعون الغياب الذي شابه الحزن والبعد والحنين المطوق عن الوطن والأهل، ولهذا فقد أوضح البعض منهم أن الفرح الحقيقي بقدوم العيد السعيد هو التواجد برفقة الأهل لكي نرى الاحتفال في عيونهم، لذا فقد كان الخيار الوحيد الذي يراه هؤلاء الطلبة بالتعبير بهذه المناسبة في بلاد الغربة هو الاحتفال مع بعضهم البعض في جو يشوبه اللحمة والاخوه فيما بينهم. مناسبة الفرح تستدعي شعور الإنسان بالفرح، وهذا الفرح يرتبط بالمكان والأشخاص المحيطين أو المتعلقين به، ولذلك حينما يأتي العيد ويغيب الشخص عن أناس يحبهم أو يعنون له شيئا في الحياة؛ فإن هذا الشعور يخلق بداخله آثاراً سلبيةً. ميثم اللويم «احد الطلبة المبتعثين في كندا» يقول: «ما أصعب خيار الغياب عن وطنك وأن تحتفل بقدوم عيد الفطر السعيد وتكون بعيداً عن ذويك، فهذه اللحظات التي من المفترض أن تكون فيها بجانب أهلك للاحتفال معهم ولكن الظروف هي ما تحكمنا في بعض الأحيان». ويضيف اللويم: «المحزن في الأمر أنني للعام الثاني على التوالي والذي يصادف قدوم العيد وأكون فيها خارج المملكة بسبب ارتباطاتي الدراسية، ولكن ماذا بوسعي أن أفعل سوى التعبير بهذه المناسبة من خلال الاتصال على أهلي وتهنئتهم بالعيد السعيد». أما زياد العرفج «طالب مبتعث لدى الولاياتالمتحدةالأمريكية» فيقول: «إن العيد مناسبة مهمة وفرصة ذهبية لأن يكون الخيار الوحيد للإنسان بعد ذهاب شهر الصوم هو تتويجه بالعيد؛ ولكن البعض يختار أن يتغيب بخياره، ولكن بدون خياره ومضطر لذلك، خاصة من الطلبة الذين أرى أن بعدهم عن أهلهم في هذه المناسبة من دون خيار، ولكن الأجمل أن التواصل موجود رغم البعد وذلك من خلال مكالمة هاتفية أو إرسال رسالة نصية للتعبير عن مشاعرك بهذه المناسبة. ويرى عبدالرحمن الفهيد «طالب مبتعث» أن الاحتفال بقدوم العيد بعيداً عن وطنك يعد أمراً مؤلماً سواء لظروف دفعتنا لذلك الغياب رغما عنا، أو باختيارنا، وأتذكر في السابق قبل مجيئنا للدراسة كنا عند مجيء العيد ترفض أن يغيب عنك أحبابك مهما كانت الظروف، بحيث كنا نقوم بالتعبير عن مشاعرنا بالفرحة معهم في جو اسري، ولكن رغم ذلك نحاول أن نعبر في بلاد الغربة بالاحتفال مع الطلبة وذلك في النادي السعودي المخصص للأنشطة الطلابية. ويضيف ياسر الدوسري ان مناسبة الفرح تستدعي شعور الإنسان بالفرح، وهذا الفرح يرتبط بالمكان والأشخاص المحيطين أو المتعلقين بهذا الفرح، ولذلك حينما يأتي العيد ويغيب الشخص عن أناس يحبهم أو يعنون له في الحياة؛ فإن الشعور الذي يخلق بداخله يكون تأثيره سلبياً داخلياً وإيجابياً خارجياً. ويضيف الحليمي أن هذا الشعور دائماً يعيشه في حالة من التخيل فيؤثر عليه بشكل كبير في هذه المناسبة خاصة تجاه الأمهات فحينما تتذكر اللحظات الجميلة التي قضيتها وأنت طفل بجانب والدتك خاصة في أيام العيد فإنك تشعر بحالة من الحزن الذي يصيبك ولكن ماذا بوسعك أن تفعل سوى أن تتحمل كل تلك الظروف من أجل هدف تسعى للوصول إليه.