هل كنا بحاجة إلى مقطع فيديو من شاب مستخف يسخر من حاجة الأسرة وشبابها وبناتها للترفيه؟ والسؤال الأكبر اليوم: ما الذي أخر صناعة الترفيه في بلادي؟ لتضطر الأسر للتناثر في مدن عربية شقيقة عدة، حتى أصبحنا مقياساً لمستضيفينا يمكن معه إعلان حالة الطوارئ بالتكدّس؟! لم نكن يوماً بهذا الشغف للهروب، ولم تكن تنعم بالسفر في سنين خلت سوى أعداد قليلة من الأسر ذات الدخل المرتفع! وأذكر أننا عندما كنا طلاباً في المرحلة الثانوية، كنا متفقين ضمنياً على الذهاب إلى «حاضرة» الشرقية، والعتاد خيمة وما تيسر من «مواعين»! المهم دوما حينها، هو وجود سيارة يمكن أن تتسع أو تتوسّع للجميع! أما لماذا كانت الشرقية وشواطئها ومرافقها، آنذاك، هي الخيار الأمثل، فالجواب سهل جداً! كانت الشرقية حاضرة شديدة الجذب مقارنة بكل ما حولها تقريباً، ولم يك ثم منافس حقيقي لها سوى الكويت. وكانت الشرقية تتميز دائماً عن منافستها بامتداد الشواطئ اللامتناهي.. الأمر الذي يتيح فرصا لا محدودة لمثلنا للتخييم والانتقال بين المدن الشرقاوية المسكونة بالطيب والمستيقظة على تفاصيل تدهشنا بتلقيننا النظام والاحترام لدرجة ننسى معها أن في السيارة (بوق)! ورغم ما تتيحه الشرقية آنذاك من «مولات» أو مراكز تسوق تجاري لم تكن معروفة في كثير من مدن دول الخليج، إلا أن الكويت كانت تتفوق بعنصري الجذب الكبيرين: السينما والمسرح. أظن اليوم أن الوقت قد حان لاستعادة المكانة الطبيعية للمنطقة الشرقية، ومن المهم العمل على جذب الأسرة السعودية بما أضحى معروفاً ومعلوماً لسوادنا الأعظم من مقومات الجذب، كمسارات المشي المفتوحة والمطلة على مزودي الخدمات التجارية والمرافق (مناطق مساندة للكورنيش)، تطوير الشواطئ الرملية (رصف، تعبيد، تشجير، إضاءة.. إلخ)، دعم صناعة الترفيه بمدن ألعاب جديدة ومفتوحة تتناسب مع مكانة الشرقية وثقلها الاقتصادي، دعمها كذلك بأنشطة فنية وثقافية ترتقي بالوعي وتجدد الذائقة، ودعم مشاريع مقننة مبدئياً لسينما الأسرة والطفل ومسرحهم، تطوير متاحف بحرية وأخرى تشرح تاريخ المنطقة، إلى غير ذلك مما أنتم به أعلم. (يللّا شرقية) أتمنى أن أرى خلودها اليوم في وجهة ابني السياحية اليوم! ولا أرى حرجا في التذكير بالممكن.. في القريب. الشرقية استوعبت الاحتياج الترفيهي لجيلي.. وأجيال قبلي، ما المانع أن نعمل معا لكي تستمر الأسطورة؟