جميعنا نتفق على أن المؤسسة الأكثر خطورة في أي مجتمع هي المؤسسة الاعلامية وأن الشعوب تتشكل اتجاهاتها وآراؤها ومواقفها بتأثير وممارسات الاعلام. والاعلام في عالمنا العربي مشكلته افتقاده للإبداع وتوظيفه في جميع الأحوال لتحقيق أغراض سياسية أكثر منها ثقافية أو اجتماعية، ومشكلته أيضاً تأثره في كثير من أفكاره ومخرجاته بالإعلام الأجنبي الذي لا يتواءم في أغلب الأحوال مع قيمنا وعاداتنا الاسلامية والعربية.. ولكن في ظل أزمة الاعلام تظهر نماذج وأفكار تستحق الاحترام والتقدير والتحفيز.. هي نماذج فردية أكثر منها مؤسسية.. أحمد الشقيري نموذج ضمن هذه النماذج، يقول عن نفسه (أنا لست عالماً أو فقيهاً أو مفتياً إنما أنا طالب علم) وأزيده من الشعر بيتاً .. وأنت أيضاً مبدع بلا حدود وصاحب رسالة ينبغي على الجميع احترامها وتقديرها. ما عرفته عن أحمد الشقيري من شبكة الانترنت أنه كان دائماً في رحلة مستمرة للبحث عن ذاته وهي سمة كل انسان يشعر بأن لديه الكثير ليقدمه، اتجه لدراسة ادارة الأعمال في جامعة أجنبية ثم مارس بعد عودته العمل التجاري ولكنه كان شغوفاً دائماً بالعمل التطوعي فساهم في مشروعات متنوعة واتجه للاعلام وقدم برامج عديدة، هو داعية مبدع يدعو لكثير من القيم والأفعال الجميلة والمفيدة ولكن دعوته ليست فقط بالكلمات بل يصطحب فريق عمل محترفا ومميزا (أي برنامج اعلامي أو غير اعلامي سر نجاحه في احترافية وجماعية وانسجام وابداع فريق العمل) ليجوب الدنيا ويرصدوا بكاميراتهم مشاهد وصورا تدعم الفكرة وتمنح المشاهد فرصة كي يرى بعينه ويسمع بأذنه. ولكن يظل برنامجه (خواطر) هو الأبرز والأكثر شعبية والمتجدد كل عام بأفكار متنوعة وغير تقليدية فالانسان يظل يبحث عن الأفكار التي تلائمه وتمكنه من استثمار امكانياته حتى يوفقه الله لذلك. هو داعية مبدع يدعو لكثير من القيم والأفعال الجميلة والمفيدة ولكن دعوته ليست فقط بالكلمات بل يصطحب فريق عمل محترفا ومميزا (أي برنامج اعلامي أو غير اعلامي سر نجاحه في احترافية وجماعية وانسجام وابداع فريق العمل) ليجوب الدنيا ويرصدوا بكاميراتهم مشاهد وصورا تدعم الفكرة وتمنح المشاهد فرصة كي يرى بعينه ويسمع بأذنه، فمثلاً قرأنا كثيراً على اليابان وشعبها ولكن ما قدمه لنا برنامج خواطر منذ سنوات ظل محفوراً في الذاكرة لأن ما قدمه مشاهد حية تعرض عادات هذا الشعب وسلوكياته في الحياة والعمل، وكانت فرصة عظيمة لنتعلم منهم الكثير من القيم والايجابيات، ويتنقل الشقيري بكاميراته وفريق عمله في دول كثيرة عربية وأجنبية ليعرض لنا في مشاهد متعددة وبتطبيق مفهوم (التعلم بالمقارنة) يمكنك الشقيري وفريقه من المقارنة بين مشاهد من هنا وهناك لتستنتج وتعرف وتصل إلى الفكرة أو القيمة التي غالباً سترسخ في وجدانك سنوات طويلة وربما تستخدمها وتستعرضها أمام أصدقائك لتقنعهم بشيء ما أو تخبرهم بأمر لا يعرفونه.. المبدع أحمد الشقيري مثقف ومتحدث بارع يجيد استخدام لغة الجسد ولا يخلو من خفة دم واضحة لا تقلل من جديته وصرامته في ابراز أفكاره وحث المشاهد على التركيز والتوقف عندها. نجح برنامج خواطر ومقدمه الشقيري في الحصول على اعجاب المشاهدين في العالم العربي والبرنامج موجه للمشاهد العربي في كل مكان وقد كان الاستاذ أحمد الشقيري ذكياً في ذلك فقد تخطى حدود المملكة لتتسع أمامه دائرة الأفكار وتعم المنفعة ويتجنب في ذات الوقت الانتقادات أو العواصف المعهودة التي كان يمكن أن يواجهها لو كان يتحدث في برنامجه فقط عن المملكة وسلوكيات أهلها ناهيك عن أن الكثير من البرامج الساخرة والضعيفة والرقيعة لم تترك فكرة يمكن الحديث عنها في المجتمع السعودي. مع هذا لم يسلم الشقيري من الانتقادات كالعادة فسهام التقليديين وأعداء النجاح جاهزة دائماً للانطلاق نحو المبدعين وابداعاتهم.