قال الإعلامي السعودي أحمد الشقيري إن الحرية مبدأ إسلامي عظيم، وتوفيرها أمر ضروري للإبداع والتفوق، وإن الخليفة الثاني عمر بن الخطاب رضي الله عنه سمح لامرأة أن تعارضه وتنتقده، ولكنه كان يعمد إلى استخدام الدرة لحفظ الحقوق ومنع الناس من الاعتداء على بعضهم بعضاً. ونفى الشقيري في حديثه مع برنامج إضاءات الذي ستبثه قناة العربية الجمعة 8-9-2010، أن يكون إيمانه بالحرية نابعاً من تفكير ليبرالي. خواطر 6 وكان برنامج خواطر 6 الذي عرض في شهر رمضان المنصرم على تليفزيون "ام بي سي" ويقدمه الشقيري، تناول معالجة مختلفة عن الموسم الذي سبقه، حيث تناول الجوانب الناجحة والمشرقة في مجتمعات تشارك العرب والمسلمين الثقافة والدين. وقال الشقيري: "اعتمدت التنويع في الطرح لكي أوضح أن المشكلة ليست في الإسلام، وقال إنه لايخطط لاستمرار البرنامج لمواسم قادمة، وإن كان يعمل على الموسم السابع الذي لم تتضح بعد فكرته الأساسية ومواضيع حلقاته، ولكنها ستكون تركيزاً على التطبيق العملي الميداني لما تعلمناه في المواسم السابقة من مبادئ حضارية". ودعى الشقيري إلى نشر ثقافة الاعتذار في المجتمع، موضحاً أن تقديس الأشخاص يؤثر عليهم سلباً فيصعب عليهم التراجع عن أخطائهم خشية من خدش صورتهم أمام معجبيهم وجمهورهم. كما تعرض خواطر 6 لانتقادات بعد إذاعة حلقة تناولت أسباب تحويل السلطان العثماني محمد الفاتح كنيسة أيا صوفيا إلى مسجد، وصف فيها الشقيري العصر العثماني بأنه كان بداية عصر التخلف. وفي التاسع والعشرين من شهر رمضان، قام الشقيري بتقديم اعتذار للمشاهدين معتبراً ماذكره تعبيراً غير منصف، شارحاً الأسباب التي ذكرها المؤرخون لكنيسة أيا صوفيا، وقال لقد قدمت حلقات وضحت الجوانب المشرقة في تركيا، وهو ماغاب عن بعض من يصطادون في الماء العكر. لم أفتِ في برنامجي ونفى الشقيري أن يكون قام بالإفتاء في برنامجه، وقال "إنني أقوم باختيار الفتوى التي أراها أقرب إلى سماحة الإسلام، وهناك فرق بين الإفتاء وبين نقل الفتوى، وكل مسلم يملك حق اختيار مايراه الأقرب إلى روح الشريعة الإسلامية، وهو حق منحه الله لنا". وقال الشقيري إنه يرفض أن يتعامل الناس معه على أنه خال من العيوب، وأضاف "كلنا معرضون للخطأ، ومن الخير لنا أن نربي أنفسنا على ثقافة الاعتذار"، وفي هذا السياق قدم الشقيري تفسيره لحلقة تناول فيها بالمديح مستشفى فتيحي قائلاً "إنني أشعر أن هناك خطأ حصل بالإشادة براعي البرنامج، وهو مافسر بشكل سلبي من قبل المتابعين وأنا أتفق معهم". ولد أحمد الشقيري عام 1973 في مدينة جدة غربي السعودية، وتخرج من جامعة كاليفورنيا، وتفرغ لتجارته، وافتتح أول مقهى ثقافي في مدينة جدة، وتشرف زوجة الشقيري على تصميم ملابسه، وبعد خواطر 5 قامت بتصميمها بإيحاء من التراث والثقافة اليابانية، ومع إطلاق خواطر 6 كان استلهامها لمبدأ (الإحسان) منعكساً على ملابس زوجها، وهو المبدء الذي ارتكز عليه في النماذج التي قدمها خلال شهر رمضان، يقول الشقيري: إنه أسلوب عصري لترويج مبدأ رفيع نابع من الإسلام وهو الإحسان، والله قد كتب الإحسان على كل شيء، وسر التفوق هو الإتقان. أرباح البرنامج تصرف عليه ونفى الشقيري أن يكون خواطر قد عمد إلى تقديم صورة مثالية عن المجتمعات التي قدمها للمشاهدين في السنوات الماضية، وقال لقد قدمنا مشاهد كانت توضح جوانب النقص في المجتمع الماليزي . وأشار إلى أن خواطر يكثف هم الفرد المسلم الذي يطمح إلى الارتقاء بالعالم العربي والإسلامي لعيش حياة كريمة، ولكن كثيراً من غير المسلمين يتابعون برنامجه، ويتراسلون معه ويبدون ملاحظاتهم واقتراحاتهم ومنهم مسيحيون عرب وأجانب. وحول ماتناولته الصحافة السعودية والعربية عن تكاليف برنامج خواطر والأرباح الطائلة التي يحصل عليها مقدمه، أوضح أن كل مايجنيه البرنامج من أرباح يصرف على البرنامج والعاملين فيه بهدف تطويره والسعي إلى الارتقاء بنوعية مايقدمه، وهذا مالاحظه المشاهدون في السنتين الأخيرتين، وأن مقهى أندلسية الذي افتتح عام 2006 في جدة هو وقف خيري، كما أكد أنه لايحصل على ريال واحد لقاء عمله في الإعلام، وإنما من كسبه في التجارة . ويُتَّهم الشقيري من قبل البعض بتقديم أفكار سطحية، ولكنه ينفي ذلك موضحاً أنه يعمد إلى التبسيط والتسهيل، والرسول كان يعمد إلى تبسيط الأمور الكبيرة، كما فعل مع الأعرابي الذي شرح له الإسلام ببضع كلمات.