(أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك) هل حفظت هذا التعريف جيداً في صغرك؟ هل ساعد الآباء والأمهات منكم أبناءهم في حفظه أثناء سنوات الدراسة الإبتدائية. نعم بالتأكيد كلنا فعلنا ذلك حتى من لم ينجبوا بعد ساعدوا إخوانهم وصغار أقاربهم على حفظه عن ظهر قلب. ولكن هل تذكرونه الآن وهل تعرفون ما هو المعنى العظيم الذي عرفه لنا رسول الله عليه الصلاة والسلام بهذه الكلمات الموجزة البسيطة والتي تخالف عظم ما يترتب عليها من معان ضخمة فخمة؟ إنه الإحسان الذي حفظناه جيلاً بعد جيل ، وماذا بعد ؟ أأستطيع أن أقول: لا شيء فهي مجرد عبارات لم تجد إلى العقول طريقاً ولا إلى التطبيق سبيلا. كيف حدث هذا ؟ إن الإحسان يشمل كل العبادات وكل التعاملات ولكننا انصرفنا عنه إلى الطقوس إلى الحركات والسكنات واللفظ الذي يصنعه اللسان ويتجافى عنه القلب !! حفظنا الإحسان جيداً كما حفظنا غيره من قيم وقواعد دينية عظيمة منّ بها عز وجل علينا وأبلغها لنا رسوله عليه الصلاة والسلام في أقواله وأفعاله ومع هذا لم نجد طوال تلك السنوات منهجاً واحداً يشرح لنا كل ذلك ويربطه في حياتنا ويأخذنا بمعية ذلك المفهوم إلى الشارع والحقل والسوق والمصنع إن تركيز أحمد الشقيري في برنامجه اليومي خواطر على صور ومعاني وأشكال (الإحسان) والحرص على تذكير متابعيه بهذه القاعدة العظيمة وربطها بكل عمل يمكن للإنسان أن يقوم به لنفسه قبل غيره من الأحياء والجمادات. الإحسان هو ما كان يجب أن يغرس في العقول والقلوب لا على أطراف الألسن لأننا وببساطة شديدة يجب أن نحسن كل ما نفعله ونحسن مع كل ما ومَن نتعامل معه ؛ لأن إحساننا هو شكل ومعنى ودليل على عبادتنا لله حق العبادة كما لو كنا نراه وإن لم نكن كذلك فنحن على ثقة تامة بأنه يرانا يراقبنا يرصد ألفاظنا وايماءاتنا وفعل أيدينا وأعيننا .. كم نفتقد الوعي بهذه المعاني والصور؟! إننا نفتقده بقدر ما رددنا مفرداته التي صُمّت ثم بثت على مسامع المعلمين والمعلمات . إن ما يحاول الشقيري أن يوصله للناس في ثلاثين حلقة قصيرة من برنامجه كنا ومازلنا نردده جيلاً بعد جيل منذ عام 1373 حين أنشئت وزارة المعارف وتلتها الرئاسة العامة لتعليم البنات عام 1380 . حفظنا الإحسان جيداً كما حفظنا غيره من قيم وقواعد دينية عظيمة منّ بها عز وجل علينا وأبلغها لنا رسوله عليه الصلاة والسلام في أقواله وأفعاله ومع هذا لم نجد طوال تلك السنوات منهجاً واحداً يشرح لنا كل ذلك ويربطه في حياتنا ويأخذنا بمعية ذلك المفهوم إلى الشارع والحقل والسوق والمصنع لنتعرف على الإحسان وسبله الكثيرة والمتسعة باتساع الحياة . ظللنا نحفظ ونحفظ حتى اقتربنا من حالة الممثل الذي يؤدي دوراً ما في مسلسل ديني يحفظه لفظاً وينساه معنى وسلوكا . إن الإحسان الذي تحدث عنه البرنامج طوال هذا الشهر الفضيل كفيل أن يعين من يقومون على التعليم عن كثب أن يستفيدوا من الأسلوب والأفكار لقد أضاعت الألسن التعليم لسنوات فلنفسح المجال للعقول والتجربة . . وبعد.. (وأحسنوا إن الله يحب المحسنين). Twitter: @amalaltoaimi