تأهيل المهندس لمواجهة قضايا التخطيط والتنمية العمرانية من ركائز التنمية الاقتصادية والشاملة المستدامة، وقبل أيام كشفت هيئة التحقيق والرقابة بالصحف المحلية عن وجود 799 مشروعا حكوميا متأخر تنفيذه خلال العام المالي 1433/1434ه، منها 508 مشروعات تم إنهاء عقودها، و91 لم تنقض عقودها بعد. وهنا تبرز أهمية التركيز على مراحل تعليم وتدريب الكوادر الهندسية الوطنية. وتبنت خطة التنمية التاسعة بمجال التدريب مجموعة من الأهداف منها تأهيل الطاقات البشرية الوطنية وتطويرها في المجالات التقنية والمهنية وفقًا لحاجة سوق العمل، وبناء شراكات إستراتيجية مع قطاع الأعمال لتنفيذ برامج تدريبية تقنية ومهنية، والتوسع في المجالات التدريبية المتقدمة الداعمة للخطط الوطنية، وربط الحوافز المقدمة للاستثمارات الخاصة الوطنية والأجنبية بمدى إسهامها في تدريب العمالة الوطنية وتأهيلها. وبمناسبة حفل تخريج الدفعة السادسة من المبتعثين بأمريكا هذا العام نشر بصحفنا المحلية استماع معالي وزير التعليم العالي خلال اللقاء الصحفي بمقر السفارة بواشنطن إلى مداخلات وتساؤلات الطلبة المبتعثين والإعلاميين وإعجابه بمقترح أحد المبتعثين باستمرار الصرف على الطالب المبتعث لمدة عام بعد التخرج بما يضمن التحاقه متدربًا في أحد القطاعات الحكومية والخاصة في بلد الابتعاث ويزيد من خبراته في سوق العمل مستقبلاً. إن فكرة الصرف على الطالب المبتعث لمدة عام بعد التخرج بما يضمن التحاقه متدربًا في أحد القطاعات الحكومية والخاصة في بلد الابتعاث فكرة جميلة يمكن طرحها للدراسة بجامعات المملكة لتطوير التدريب بالتعليم الهندسي العمراني بشكل عام وهندسة التخطيط العمراني بشكل خاص، حيث نجد أن برامجها التدريبية والتي تعد من متطلبات التخرج بمرحلة البكالوريوس تختلف من جامعة لأخرى فبعضها يقدم البرنامج لمدة فصل صيفي «8 أسابيع » والبعض لمدة أطول من ذلك، إضافة إلى الاختلاف بالبرامج الأكاديمية حيث توجد سنة تحضيرية لطلبة كليات الهندسة وبعدها سنة مشتركة لطلبة جميع التخصصات الهندسية بالكلية الواحدة فيصبح هناك بما يشبه سنتين تحضيريتين قد تؤثران بالمحتوى التخصصي للبرامج. ويمكن الاستفادة من فكرة التدريب بعد التخرج لمدة سنة بدراسة الإبقاء على سنة تحضيرية واحدة واستبدال السنة الثانية المشتركة «والتي تفقد الهدف من وجودها بتنفيذها بطريقة تفتقر لمعايير الجودة والاعتماد الأكاديمي بالتركيز على بعض التخصصات الهندسية وتهميش الأخرى» بالتدريب لمدة سنة لمزيد من التعليم والتدريب والترابط بين سوق العمل المقدم للفرص التدريبية والوظيفية والجامعات. وأخيراً وليس آخراً مع الفرص التدريبية التاريخية بالمشاريع العمرانية بالمملكة ومنها المدن الجامعية والاقتصادية والصناعية والإسكانية تبرز أهمية تطوير البرامج الأكاديمية ومحتواها التدريبي بالكليات التي تقدم التعليم الهندسي العمراني لتأهيل الكوادر المتخصصة، فطبيعة تعليم وتدريب مهنة هندسة التخطيط العمراني، وهندسة عمارة البيئة، والهندسة المعمارية، وهندسة تقنيه البناء، وهندسة التصميم الداخلي تختلف فيما بينها، ومتابعة الاختلاف بتخصصية بمراحل التدريب والممارسة بسوق العمل علاج لجذور مشاكل التنمية العمرانية يحقق التنمية المستدامة. [email protected]