يشتكي النصرايون دائما من تفرد جارهم الهلال بالسيطرة الإعلامية في الفضاء والأرض .. أي عبر الوسائل الإعلامية المختلفة المرئية والمسموعة والمقروءة .. وظلت هذه الفكرة سائدة وراسخة في أذهان حتى الجماهير المحايدة .. وكان النصر آنذاك يحظى بتعاطف الآخرين .. قبل أن يدخل في صراعات متفرعة مع أندية أخرى ..!! لقد نجح النصراويون كثيرا في ترسيخ هذا المفهوم .. ولبس ثوب المظلوم المحاط والمحاصر بالإعلام الأزرق .. حتى تفاعل الجميع مع طرد كوادره وكفاءاته من المناصب العليا في حضرة الصحافة الرياضية.. وهذا الدهاء المقصود أو العفوي أو التلاقي شكل للنصراويين انتصارا وتعاطفا .. وضربوا أكثر من عصفور بحجر واحد ..!! العصفور الأول.. كسب تعاطف الجماهير التي لا دخل لها بالمعسكرين الأزرق والأصفر.. و الثاني مارس حراكه ونشاطه وقذائفه، وحتى مشاريعه الخاصة تحت لواء «المسكنة» التي قادته ليكون من أقوى الأندية إعلاميا في الفضاء والأرض.. ومن يرد الدليل فهو جاهز وقاطع ولا يحتاج لجدال.. !! النصر يكاد هو النادي الوحيد المشتعل إعلاميا في السنوات الماضية بدون بطولات وألقاب ومنصات ولا حتى نجوم من الصف الأول .. وكان لقوة جماهيره .. وانتشار إعلامه يتصدر الواجهة في الصحف والفضائيات .. وهذه حقيقة لا جدال فيها .. وهي مرئية ولا تحتاج إلى دراسة للإثبات أو النفي ..!! وعلى مستوى النجوم.. الكثير من نجوم «فايف ستار» في الأندية الأخرى ودعوا المستطيل الأخضر.. وبعد سنوات قليلة من التوقف عن الركض في الملاعب.. نسيهم وتناساهم الإعلام.. إلا نجوم النصر.. فما زال ماجد والهريفي وحتى محيسن الجمعان حاضرين بقوة في وسائل الإعلام المختلفة..!! وكنت في السابق قد تساءلت في هذا المضمار ..!! لا أعرف حقيقة.. هل هي رمية من غير رامٍ.. أم تخطيط مدروس بعناية.. أم فكر متأصل في المعسكر الأصفر.. أوجد هذا الدهاء في علاقة النصراويين مع السلطة الرابعة؟!. لقد برهن الإعلام الأصفر أنه قوي ومؤثر وساحة كبيرة من التفاعل والانتشار في أكثر من قضية ومحفل .. حادثة زعبيل في دبي مثالا حيا .. حتى اضطر إتحاد الكرة آنذاك لإلغاء المشاركة السعودية في بطولة أندية الخليج .. !! هذا هو النصر.. وأزيدكم من الشعر بيتا.. أن جماهير هذا النادي كلها تمارس دورا فعالا في الإعلام الإلكتروني بكافة أشكاله وأنواعه .. لا تمل ولا تستكين.. فهي تجلد وبقوة عبر المنتديات العنكبوتية ووسائل الاتصال الاجتماعي .. !! متى يقتنع النصراويون أن إعلامهم قوي ومؤثر على الساحة الرياضية ..ومتى يستثمر هذا الانتشار الواسع في مصلحتهم .. لا أن يضع البعض اصبعه في عينه .. ويرمي على الآخر .. ويركز على الآخر .. ثم يتباكى أن الإعلام ضد ناديه ..!! ربما نقبل بمعادلة مظلومية النصر من الإعلام في حقبة الثمانينات والتسعينات من القرن الماضي .. أما مع دخول الألفية الثالثة ..وتوسع وسائل الإعلام فإن للنصر نصيب الأسد .. !! وبصراحة أكثر .. الفرق بين إعلام الأصفر والأزرق .. أن الأول مشتت وقد يكون قلوب بعضهم تشتعل ضد البعض الآخر .. وأحيانا يكون ولاء البعض للأسماء وليس للكيان .. أما الإعلام الأزرق فهو مرتب ومتماسك ..وولاء أقلامه للكيان وليس للأسماء .. وهذه المعادلة هي من تصنع الفرق ..رغم أن النصر يجد دعما من إعلام خارج نطاق ( نصر وهلال ) .. ليس حبا في الأول .. بل كرها وتصيدا في الثاني ..!! .. أحاول بعد الشريط السينمائي الذي استعرضته لكم أن أقنع نفسي مجددا.. بأن إعلام المعسكر الأصفر مغلوب على أمره.. مسكين.. مظلوم.. محارب.. وتوصلت لنتيجة مفادها.. ما كل ما يعرف يقال.. وما كل ما يكتب حقيقة.. وما كل من لبس ثياب العز «بطران».. وما كل من لبس ثياب الفقر «طفران».. فالأمور لا تؤخذ بالظاهر.. فما هو في الباطن أصدق من كل قول وملبس وادعاء.. والأسطر الأخيرة .. سبق أن استدللت بها في تناول نفس الفكرة والموضوع .. أي إعلام النصر والهلال ..!!