سيناريو أسعار الخضراوات في شهر رمضان يتكرر كل عام حيث تقفز بقوة ومن ثم تبدأ في التراجع قليلاً فيما يشبه حركة البورصات وارتفاع اسعار الخضراوات يأتي ملفوفا بعشرات الاعذار التي يسوقها الموردون والجهات المعنية ، والمتعلقة بزيادة الطلب ، والموسم والأوضاع في الدول المصدرة . وأرجع خبراء ومتخصصون في قطاع الخضار والفاكهة ارتفاع الأسعار في الأسواق المحلية من الخضراوات والفواكه إلى الاعتماد بشكل كبير على الاستيراد من الدول المجاورة كالأردن ومصر ولبنان وتركيا وغيرها ، وتسببت الأوضاع في بعض الدول إلى ارتفاع الأسعار تماشياً مع السوق الذي يحكمه العرض والطلب، استغرب الكثيرون ارتفاع المنتج المحلي بشكل واضح وعدم وجود رقابة واضحة على الأسعار. وكشف عضو اللجنة التجارية بغرفة جدة واحد المستثمرين بهذا القطاع سيف الله شربتلي عن وجود عوامل عديدة تتحكم في ارتفاع الأسعار أو انخفاضها فمثلا في حالة حدوث عوامل طبيعية تؤثر على الانتاج مثل الفيضانات والجفاف أو الحرائق كلها أسباب تؤدي إلى انخفاض في الانتاج وبالتالي ارتفاع الأسعار، أضف إلى ذلك التغيرات الأخيرة التي طرأت على سوق العمل السعودي وزيادة تكلفة العمالة سواء الوطنية أو الأجنبية نتيجة القرارات المتتالية لوزارة العمل مما ينعكس بلا شك على التكلفة النهائية للسلعة المعروضة للمستهلك، كل تلك العوامل السابق ذكرها تؤدي وبشكل مباشر إلى ارتفاع أسعار الفواكه والخضراوات، لذا لا يمكن ضبط الأسعار عند مؤشر معين. وعن اتجاه الأسعار خلال شهر رمضان المبارك افاد شربتلي من الطبيعي زيادة الأسعار في شهر رمضان المبارك لما يتميز به هذا الشهر من إقبال على موائد الطعام ورغبة المستهلك في تنوع المائدة وإضافة كافة أصناف الطعام الذي يحتاجه والذي لا يحتاجه مما يترتب عليه زيادة الطلب على كافة المنتجات وليست الفاكهة فقط وهذا السلوك هو المسئول الأول عن أية زيادة تطرأ في الأسعار فلو أن المستهلك اتبع نفس نمط الاستهلاك في رمضان كمثيله في الشهور الأخرى دون زيادة فلن تجد أية زيادة تذكر في الأسعار. ويؤكد شربتلي إلى أن حجم استيراد المملكة من الفواكه فقط يتجاوز ال 4 مليارات سنوياً، حيث تعد أبرز الدول التي تصدر للسوق السعودي شيلي والفلبين وجنوب أفريقيا والهند وباكستان وفرنسا والولايات المتحدة والصين ومصر. وبين شربتلي بأن الأحداث التي شهدتها دول الجوار خصوصاً العربية أثرت بشكل كبير على السوق السعودي.. ونظرا لارتباطنا بدول الجوار وما يتم من تبادل تجاري مع الدول العربية كافة والمجاورة بشكل خاص فإن أي حدث تمر به تلك الدول مهما كان بسيطا فإنه يجد صدى لدينا فما بالك بتلك الأحداث الجسام التي تمر بها بعض الدول العربية ذات الثقل في المنطقة سواء التجاري أو السياسي ، ولكن من نعم الله علينا أننا نستطيع إيجاد حلول وبدائل كثيرة لتخفيف الأثار السلبية لتلك الأحداث على السوق السعودي. من جهته اعتبر مستهلكون ارتفاع اسعار الخضار والفاكهة والتلاعب بالاسعار ناتجة عن غياب الرقابة الحكومية وقال المستهلك فايز الاحمدي أن هيمنة التجارة الموازية، على السوق، دفعت بالكثير من التجار إلى التخلي عن بيع الخضر والفواكه، لأنه “من غير المنطقي أن يتسوق التاجر الرسمي والموازي من نفس سوق الجملة، وتباع الخضر بأقل الأسعار، مؤكدا أن أصحاب التجارة الموازية يلجأون في كثير من الأحيان إلى طرق غير مشروعة منها على سبيل المثال لا الحصر “واجهة بنوعية جيدة وإخفاء الرديئة منها”، إضافة إلى الغش في الميزان عن طريق تغيير ”المؤشر الالكتروني” وكذا الغش بكفة الميزان.