رمضان شهر التحديات، وكل منا ينشغل بتحدياته؛ فمنا من ينقطع للعبادة ومنا من ينقطع للأكل والشرب والسهر، ومنا من ينقطع للتفكر والتدبر في استلاب ما في جيوب الناس. هناك فئة تتعامل مع هذا الشهر باعتباره فرصة للثراء يجب ألا تفوت نظراً لإرتفاع الطلب واقبال المستهلكين على الكثير من السلع والخدمات وخصوصاً المرتبطة بالمأكل والمشرب والأنشطة الاجتماعية ذات الصلة بالصيام حيث يكثر التزاور والتواصل الاجتماعي بأنواعه وأشكاله. وفيما يبدو فإن الجهات المشرفة على الأسواق وخصوصاً تجارة الجملة والتجزئة في إجازة فتجد أن لا رادع لمن يريد أن يتلاعب في السعر، وسط غياب المعلومات عن الزبائن وسريان الاشاعات حول ندرة أو ارتفاع سعر صنف معين فيقبل عليه الناس ويرفع البعض أسعاره لندخل في دوامة. لنأخذ حالة عملية، كل عام في رمضان تتكرر حالة ارتفاع أسعار الطماطم، ولماذا الطماطم؟ سيقول لك قائل بسبب ارتفاع الطلب، وسيقول آخر بسبب أن رمضان هذا العام وقع خارج موسم الطماطم، لكن ما يحدث هو قريب جداً من الاستغفال، قبل أيام من قدوم الشهر الفضيل كان سعر الطماطم مستقرا ثم أخذت أسعارها تتصاعد في الأيام الأولى من الشهر الفضيل.. والحقيقة ليس العجب في أن تتصاعد بل في عشوائية التسعير، إذ لا يبدو أن هناك نقصا في الطماطم -على الأقل حتى الآن- لكن كل سوبرماركت تسعر كما يحلو لها! نعم كما يحلو لها أو لنقل حسب القدرة الشرائية للزبائن أو بما يتناسب طرداً مع الانكسار في أعين الزبائن المحرومين من الطماطم المهددين بأكل كبسة بيضاء! وعند مسح لسعر الطماطم في بعض المواقع بالدمام وجدت سعر الكيلو يتفاوت بمقدار الضعف بين هيبرماركت مشهورة واخرى لا تقل عنها شهرة، لنفس نوع الطماطم، ثم قارنت مع سوبرماركت ثالثة لأجد أن السعر بينهما! السؤال: لماذا هذه العشوائية؟ لو أن السوق هو من يحدد الأسعار لوجدنا تقارباً لكننا نجد تفاوتاً ثم كيف يمكن لآلية العرض والطلب أن تعمل والمعلومات غير متاحة للمستهلك إلا أن يقارن بين السعر في سوق الخضار المركزية ثم في البسطات والسوبرماركات ثم يشتري! وطبعاً هذا أمر لا يعقل. أما الأمر الذي يعقل فهو أن تعلن البلديات التي بها أسواق خضار مركزية عن قائمة الأسعار يومياً وتنشرها على مواقعها على الانترنت.. وتريح الناس! وبذلك يصبح على المستهلك أن يدخل على موقع الأمانة أو البلدية على الانترنت ليعرف الأسعار ويذهب مسلحاً بها للسوبرماركت أو للبسطة. وللعلم هذا الأسلوب يتبع في دولة الكويت، حيث تنشر رسمياً على موقع وزارة التجارة والصناعة على الانترنت يومياً وتقرأ في الراديو الرسمي.. أدرك ان لدينا العديد من الأسواق المركزية للخضار المنتشرة في طول البلاد وعرضها، وأدرك كذلك أن لكل بلدية وأمانة موقعا على الانترنت يزدان بصور وأخبار متقادمة، ولعل وضع نشرة أسعار الخضار والفواكه يومياً يساهم في أن تدب الحياة في مواقع البلديات والأمانات على الانترنت هذه فتصبح أكثر حيوية. ثم أن هذه النشرة ستكون مفيدة في كل شهور السنة وستمنح المستهلك معرفة ليكون على بينة، ومع ذلك فحبائل الباعة لا تعد ولا تحصى. تويتر: @ihsanbuhulaiga