إن السياسي الجيد هو ذاك الذي يمتلك القدرة على التنبؤ، والقدرة ذاتها على تبرير لماذا لم تتحقق نبوءته(تشرشل). جاء في كتاب (رجل العلم ورجل السياسة) لماكس فيبر: ان العلم في أيامنا هذه هو « دعوة « مبنية على « الاختصاص، وهذا ما يضفي المصداقية والثقة على حديث من يحاورك وهو مدرك لما يقول ، والعلم في تخصص من التخصصات قوة ، ف» كل دولة تقوم على القوة « هذا ما قاله تروتيسكي في بريست ليوتفسك. حيث ان الدول المتقدمة تقوم على العلم ولا شيء ينجو الا بالعلم والتأكيد على التخصص ، ولو نظرنا لوضعنا في العالم العربي فسنجد أن دور العلم يكاد يغيب، لأننا انشغلنا بالحروب والثورات والتفكير الرجعي والانغماس الكلي في نظرية المؤامرة ، وعلى ذلك أصبح الكل يتحدث بالسياسة والساسة بشكل يدعو للضحك أحيانا والحزن على واقع بعض العقول احيانا كثيرة ، ومنذ سنتين ونحن نخوض في نفس المواضيع ومن وجهة نظري أن التكرار للأشياء يورث الملل، لذلك في هذه الأيام آخر ما افكر فيه هو الحديث عن الساسة والسياسيين ، وحقيقة استغرب ممن لا اتوافق مع ما اسميه ( فلسفة اعاقة الرؤية )وهو خوض العامة وغير المتخصصين في شؤون سياسية أو علمية ,أو اجتماعية بدون مرجعية عميقة لان هذا تضليل للمجتمع ويخلق أزمة عدم ثقة في كل ما يقال.وهنا اناشد مجتمعي الحبيب واقول لكم دعونا نترك السياسة والهرطقة ولنتحدث عن الحب , فإن امتلأت قلوبنا بالحب فسوف تتغير نظرتنا تجاه الأشياء ينصبون أنفسهم محللين وهم لم يدرسوا علوم سياسية ولم يتولوا مناصب سياسية، فهي علوم وفنون وكر وفر، والسياسة هي علم الدولة أي ذلك العلم الذي يدرس الدولة : مفهومها ، تنظيمها ومؤسساتها ، وتشكيلاتها ، وممارستها ، وسياساتها والرجل الذي يتكلم باسم هذا العلم وتحت رايته وتحت تعريف السياسة هو من يسمى بالسياسي.والحالة العامة في الوطن العربي لا تنبئ عن خير ابدا , لن أكون مثل بودلير الذي يقف أمام مشهد حياته البائسة ، فلا يستطيع ان يلاحظ كل «هؤلاء الناس الخسيسين» الذين يثيرون في نفسه التقزز والقرف، لأن الكائن البشري خبيث في نظره ، وأناني ، وقاصر في روحه وعقله , ولا يقدر على الاحساس بالجميل والإعجاب بالخير (من كتاب La Lettre volée ),والقارئ لما يحدث في الوطن العربي الان يلمس عمق ما قاله بودلير عن الانسان ، والسياسة منزلق خطير ودهاليزها متعرجة ومٌظلمة والتنازلات فيها عظيمة ,لذلك من الصعب أن تجد سياسيا نظيفا وصاحب أخلاق ،والمعروف أن تشيرشيل رئيس الوزراء البريطاني الأسبق كان صاحب نكتة: فأثناء مروره بقبر أحد رجال الدولة البريطانية ، وقف أمام القبر ، وقرأ على شاهده : « هنا يرقد السياسي البارع ورجل الأخلاق الحميدة فلان « ، فقال معلقاً بسخرية : ولماذا دفنوا رجلين في قبر واحد ؟.لذلك لا اتوافق مع ما اسميه ( فلسفة اعاقة الرؤية )وهو خوض العامة وغير المتخصصين في شؤون سياسية أو علمية ,أو اجتماعية بدون مرجعية عميقة لان هذا تضليل للمجتمع ويخلق أزمة عدم ثقة في كل ما يقال.وهنا اناشد مجتمعي الحبيب واقول لكم دعونا نترك السياسة والهرطقة ولنتحدث عن الحب , فإن امتلأت قلوبنا بالحب فسوف تتغير نظرتنا تجاه الأشياء وستنهال علينا السكينة مثلما تنهال علينا بعض النعم غير المتوقعة, مللنا من الذهاب للآخر ولنجرب الاياب إلينا ,ولنسأل أنفسنا ماذا نريد بدل هذه التخبطات التي نعيشها.حاولوا ألا تقفوا عند خيبة أحد، ويخطئ من يظن الحب سهلا , لأنه يجلب روحا فياضة نقية، خذوا كبسولات الحب لتسعدوا بحياتكم ،أحبوا كثيرا وعيشوا تفاصيل القلوب ، وافتحوا شرفات الأمل لتستنشقوا عبق الحب، أما عني فقد سبقتكم إلى عالم الحب فكنت تلك الشرقية بملامحي الغربية الضاجة بالحب والفرح والحياة. [email protected]