من الطبيعي جدًا أن يكون الاستعداد للموسم الرياضي من أهم عوامل النجاح في نهاية الموسم، لهذا تجد أكثر الأندية المحترفة على مستوى العالم تولي هذا الأمر اهتمامًا كبيرًا وتبحث في سبل توفير كل متطلبات هذا الأمر. لهذا ومن خلال الاستعداد يسهل علينا معرفة الفرق المنافسة، ودرجة منافستها، وعلى أي مستوى، فعلى سبيل المثال -وأتحدث هنا على المستوى المحلي لأنديتنا- الهلال والشباب حتى هذه اللحظة يؤديان برنامجيهما بشكل مميز استعدادًا لتقديم موسم استثنائي ومختلف عن المواسم السابقة، ويهدفون من خلال الاستعداد الجيد والمنظم إلى تحقيق تطلعات الجماهير والمنافسة بشكل قوي في البطولة الآسيوية الموسم القادم بالنسبة للهلال، والشباب يكون جاهزًا لدور الثمانية من البطولة ذاتها لهذا الموسم. ذكرت الهلال والشباب لأنهما عنوان واضح لرغبة حقيقية تجسدت في نوعية وطريقة الاستعداد، ويختلفان عن بقية الفرق في نوعية البرنامج المعد وأسلوب تنفيذه، ومدى القدرة على تنفيذ كل متطلباته من ناحية التجهيز والانضباطية. يا أهل الرياضة.. انتقدوا واختلفوا كما تشاءون، ومارسوا عملكم كما يحلو لكم فليس هناك ما يمنعكم عن ابسط حقوقكم وممارسة صميم عملكم، لكن قبل ان تعتلوا منابركم عليكم ان تستشعروا حقيقة من حولكم وتأكدوا انه لا يوجد في الدنيا ما يستدعي كل ذلك الحقد والكره والنوايا السيئة. وعلى النقيض بعض الأندية التي بدأت فترة الاستعداد بغياب للمدربين، وبدون تنظيم واضح لبرنامج الاستعداد الذي كان من الضروري أن يكون جاهزًا قبل نهاية الموسم المنصرم. بعد أن ينقضي الموسم القادم بمشيئة الله ستجد من ينتقد فترة الإعداد لبعض الأندية متى ما حصل الإخفاق، وهذا أمر طبيعي جدًا لأن المتابع الرياضي دائمًا يبحث عن أسباب الإخفاقات حتى يحدد مسؤولية هذا الإخفاق تقع على عاتق مَن..! أتذكر في هذا السياق تجربة المدرب الإيطالي (زنجا) مدرب النصر السابق عندما كان يدرب النصر وكيف كان يفكر باحترافية كبيرة، فقد حضر إلى النصر قبل نهاية الموسم ودوّن كل ملاحظاته، وقدم لإدارة النادي واللاعبين برنامجه خلال فترة الاستعداد، ولم يقتصر على هذا الأمر فقط بل وضع برنامجًا خاصًا للاعبين أثناء فترة الإجازة، وبعض الإرشادات التي من الضروري اتباعها أثناء الراحة الممنوحة لهم، هذا العمل الاحترافي قاد النصر إلى تصدر دوري زين في بعض فتراته وهذا الأمر لم يكن ليحدث قبل حضور زنجا ولم يصل النصر لصدارة الدوري منذ زمن طويل، هذا يقودنا إلى أهمية الإعداد الجيد لموسم طويل يتطلب مجهودًا منظمًا يجعل اللاعب يصل لنهاية الموسم وهو قادر على بذل المزيد من الجهد والعطاء. في النصر يبدو أن الموسم القادم (ليس) أوفر حظًا من الموسم المنصرم خصوصًا في بطولة الدوري...! فحتى هذه اللحظة لم يكن الاستعداد جيدًا، فالانضباطية كانت غائبة بالنسبة لبعض اللاعبين، ناهيك عن (غياب) مدرب الفريق كارينيو عن بداية الاستعدادات في ظل غياب أيضًا مدرب الحراس هيجيتا، وحتى لحظة كتابة هذا المقال لا يوجد خبر عن وصوله، وكذلك تأخر وصول اللاعبين الأجانب في الفريق، جميعها أشياء تدل على أن موسم النصر ربما (لن) يكون جيدًا، قد يُحسب لإدارة الفريق قدرتها على إنهاء ملف اللاعبين الأجانب مبكرًا، والتعاقد مع صانع لعب موهوب كيحيى الشهري، لكن تبقى بعض النواقص التي سبق ذكرها قد ترمي بظلالها على نتائج الفريق، ولا ننسى أيضًا مشكلة (تأخير) الرواتب، وجميعها إشكاليات لا تخدم مصلحة العمل، كان من الضروري تنظيمها قبل البداية، والعمل على تذليل كل الصعاب. (لن) يقبل الجمهور النصراوي أي عذر من الجميع وليس فقط من اللاعبين، (كل) منظومة العمل وبلا استثناء في الفريق النصراوي هم خارج (الأعذار) أو (الاعتذار)، لأنهم كجمهور متعطش وطال انتظارهم ينظرون للموسم القادم على أنه موسم حصاد، فإن لم يتحقق ما يريدون لن يطول صمتهم وسيبحثون لناديهم عن التغيير. باختصار بعض الأندية في دوري جميل مع الأسف تقع في أخطاء بدائية لا يمكن قبولها مهما كانت الأسباب؛ لأنها تدخل في صميم العمل المنتج الذي يكون نتاجه تحقيق الأهداف الإيجابية، وقد تكون سببًا مباشرًا في نجاح العمل أو فشله. من خلال متابعتي لبعض الاستعدادات أجد أن الفريق الهلالي أكثر استعدادًا من بقية الأندية، يليه الشباب رغم تأخره في حسم ملف اللاعبين الأجانب، ثم الأهلي الذي تعاقد مع مدرب ممتاز يحمل (c.v) مميز قد يقدم لنا هذا الموسم (أهلي) مختلفًا بمنهجية جديدة، النصر ما زال الغموض يسيطر على بعض جوانبه رغم تعاقده مع صانع لعب محلي له ثقله ووزنه في الكرة السعودية. لهذا لا يمكن تجاهل أول وأهم خطوة نحو تحقيق آمال وتطلعات الجماهير، وعند ما يغضب الجمهور من بعض القرارات التي ينظر لها من وجهة نظره أنها قرارات غير مناسبة ولا تتماشى مع إمكانيات فريق بطل يبحث عن التتويج فهو محق ومدرك لما يدور حوله، فالمنافسة على البطولات والإنجازات مطمع للجميع، ومن يبحث عن الوصول لمنصات التتويج يجب أن يبذل المجهود الذي يكفل له تحقيق أهدافه، وهذا لن يتحقق في ظل غياب التنظيم والمتابعة والاستعداد الجيد، وجميعها عوامل ستنعكس على اللاعبين في المقام الأول ثم المشجع والمتابع الرياضي. دمتم بخير،، (وكل عام والأمة الإسلامية بخير ) [email protected]