المملكة العربية السعودية تمر منذ سنوات بنهضة تنموية كبيرة انعكست إيجاباً على الاقتصاد الوطني في مجالاته المختلفة سواء التجارية أو الصناعية أو العمرانية، وجاءت هذه النهضة نتيجة زيادة الإيراد العام للدولة حيث يرجع السبب الرئيسي لذلك لإرتفاع أسعار البترول بالسوق بالإضافة إلى زيادة الطلب العالمي، وهذا بلا شك أمر جيد ومفرح لنا جميعاً كمواطنين سعوديين بأن تكون مواردنا الطبيعية ذات قيمة وميزة بالسوق ويكون مردودها مرتفعا مالياً مما ساعد على وجود تمويل جيد لمشاريع التطور وكذلك يحقق عائد آخر للإحتياط المالي للدولة الذي هو بطبيعة الحال عنصر أساسي في الإستقرار والقوة الاقتصادية للبلد. ماذا حققنا من تطوير للشباب السعودي خلال نفس السنوات الخمس الماضية، وأين البرنامج المهني المصاحب لهذه الطفرة الاقتصادية ، حيث أن تطوير الشباب (رجال ونساء) يهتم بتشجيع وزيادة المعرفة الفنية والهندسية وكسب الخبرات المتقدمة..وعندما ننظر بنسبة النمو الاقتصادي السنوي (تجاري – صناعي- عمراني) نلاحظ أن النسبة مرتفعة خلال الخمس سنوات الماضية مما انعكس على كثرة النشاطات العمرانية والمشاريع. ولكن ماذا حققنا من تطوير للشباب السعودي خلال نفس السنوات الخمس الماضية، وأين البرنامج المهني المصاحب لهذه الطفرة الاقتصادية ، حيث أن تطوير الشباب (رجال ونساء) يهتم بتشجيع وزيادة المعرفة الفنية والهندسية وكسب الخبرات المتقدمة، إن المشاهد حالياً في المملكة في المشاريع الكبيرة هو استقدام الشركات الأجنبية للقيام بأعمال الدراسات والتصاميم الهندسية أو أعمال التنفيذ وذلك بدون مشاركة حقيقية وفاعلة للكادر والشركات السعودية لنقل الخبرة بدون مشاركة حقيقية وفاعلة للكادر والشركات السعودية لنقل الخبرة محلياً وكسب المعرفة مع الوقت، علماً بأن هذه الشركات الأجنبية في الغالب لا تساهم بنقل التقنية محلياً ولا تدرب الشباب السعودي على المعرفة الفنية المتقدمة. إن الاقتصاد القوي الذي لا يتأثر بتذبذب أسعار البترول ويكون داعماً لموارد الدولة هو «الاقتصاد الهندسي»الذي يبنى على النهضة والتنمية المهنية والفنية للشباب السعودي، حيث يوفر هذا النوع من النمو الاقتصادي وسيلة وآلية يستطيع معها الشباب دخول أي معترك أو تنافس دولي، لأن معه السلاح الحقيقي الذي لا ينفذ أو ينتهي وهو العلم... وبالأخص العلم الهندسي الذي يعتبر هو سر تطور الأمم على مر العصور، وهو السلعة المطلوبة دائماً ، لذا يجب أن نركز في نهضتنا المباركة على التنمية في كل جوانبها (خصوصاً الهندسي) لتبقى تنمية مستدامة ... وإلى الأمام يا بلادي.