لقد تطورت ونهضت بلادنا العزيزة بصورة كبيرة ومتواصلة خلال العقود الخمسة الأخيرة وذلك في مختلف المجالات سواء العمرانية أو الصناعية أو الاقتصادية وغيرها. ويكفي التدليل على ذلك بعمل إحصائيات واقعية لما تم إنجازه من عدد المشاريع التعليمية أو عدد المستشفيات أو عدد المصانع أو عدد المطارات أو عدد الموانئ وغيرها والتي شملت كافة المناطق، حيث يعتبر ذلك التطور أمرا طبيعيا وإيجابيا. إذا راجعنا واقعنا العلمي في هذه النهضة الوطنية بعمل إحصائية او دراسة لمعرفة ماذا حققنا من نقل للتقنية وتوطين للمعرفة العلمية نلاحظ قصورا كبيرا جدا في ذلك، فقد بنينا العديد من مصافي البترول ومصانع البتروكيماويات ومحطات تحلية المياه ومحطات الكهرباء وغيرها ولكن هل كسبنا تقنية وأسرار صناعة الآليات والمعدات التي تشغل هذه المرافق الحساسة، وهل نقلنا المعرفة والعلم الهندسي لكيفية دراسة تصميم هذه المنشآت الهامةولكن إذا راجعنا واقعنا العلمي في هذه النهضة الوطنية بعمل إحصائية او دراسة لمعرفة ماذا حققنا من نقل للتقنية وتوطين للمعرفة العلمية نلاحظ قصورا كبيرا جدا في ذلك، فقد بنينا العديد من مصافي البترول ومصانع البتروكيماويات ومحطات تحلية المياه ومحطات الكهرباء وغيرها ولكن هل كسبنا تقنية وأسرار صناعة الآليات والمعدات التي تشغل هذه المرافق الحساسة، وهل نقلنا المعرفة والعلم الهندسي لكيفية دراسة تصميم هذه المنشآت الهامة.. إن الحقيقة المرة التي يجب أن نعترف بها ونواجهها اننا لم نقم بنقل التقنية الفنية ولا نزال نعتمد تماماً على الشركات الهندسية الاستشارية العالمية الأجنبية لعمل الدراسات والتصاميم كما نعتمد على المقاولين المتخصصين الأجانب للقيام بأعمال التنفيذ للمرافق الهامة التي تخص النفط والغاز والبتروكيماويات والتحلية والكهرباء وغيرها رغم أن بلادنا أقامت العديد من هذه المنشآت الكبيرة ونفذت هذه المشاريع خلال أكثر من 50 سنة وتداول على العمل بها الكثير من المهندسين السعوديين ولكن دون برنامج وطني لنقل وتوطين التقنية التي نحتاجها لنمو وتطوير بلادنا والتي تعتبر في نفس الوقت جزءا رئيسيا من الاستثمار الذي صرفت الدولة عليه مبالغ مالية كبيرة جدا. إن أهمية تطوير الجانب العلمي في بلادنا من خلال نقل وتوطين التقنية للقطاعات الإستيراتيجية التي يعتمد عليها الاقتصاد الوطني واحتياج التنمية، تعتبر مطلبا ملحا جدا مما يتطلب وضع خطة إستيراتيجية وطنية لتحقيق هذا الهدف الذي سبقتنا فيه العديد من الدول مثل كوريا وماليزيا وتركيا، كما يتطلب الأمر الإسراع في هذا الجانب التنموي للبلاد والاستفادة من جيل الشباب السعودي من المهندسين والفنيين بتدريبهم وتنمية قدراتهم العلمية والتطبيقية لخدمة وطننا والمحافظة على مكتسباته.. وإلى الأمام يا بلادي.