عنوان الحوار الذي استضافه مجلس الأعمال السعودي الأمريكي في ديترويت في الولاياتالمتحدة، هو: «المملكة العربية السعودية: مركز انطلاق جديد لسوق السيارات في الشرق الأوسط وأفريقيا، وجنوب آسيا»، عنوان جميل وجذاب خاصة مع وجود مصنعين محليين للعديد من المواد الأولية التي تدخل في تصنيع السيارات، والطلب المحلي وحده كفيل بالدفع بجدوى إنشاء مثل هذه المراكز أو المشاريع، لكي نرى الفرق بين تجربتنا في عالم صناعة السيارات فيجب علينا قراءة التجربة الكورية التي تحوَّلت خلال أقل من ثلاثة عقود من الزمن إلى لاعبٍ رئيس في صناعة السياراتكما أن وجود مثل هذه المشاريع مهم جدًا لما توفره من فرص وظيفية وقد تكون بداية مشجّعة لتصنيع سيارات سعودية «حقيقية» وليست مجسّمًا ما زال يقبع في إحدى الجامعات ويُسمّى «غزال»، ويمكن لهذه المشاريع أن تكون بداية لنقل العمليات التصنيعية ونقل للتقنية من دول عالية التكلفة والتشغيل مثل أوروبا إلى المملكة التي تتمتع برخص المواد الخام وثبات سعر صرف الريال مقابل الدولار، ومن اهم المقوّمات التي نملكها في المملكة أيضًا لإنجاح أي مشروع هو توافر مصادر التمويل الحكومية الكبيرة والمصرفية المتوسطة، والنمو السكاني هو عامل آخر يدفع بالطلب والانتاج، وهو ما تفتقده الكثير من الدول الصناعية التي تعاني غالبًا من «شيخوخة» وزيادة معدّلات الأعمار، ولكننا للأسف لا نملك «الرؤية الواضحة» لتحقيق هذه الأهداف وفي المقابل نجد طموحات وأمنيات شعبية ضخمة. ولكي نرى الفرق بين تجربتنا في عالم صناعة السيارات فيجب علينا قراءة التجربة الكورية التي تحوّلت خلال اقل من ثلاثة عقود من الزمن إلى لاعب رئيس في صناعة السيارات وأصبحت خامس اكبر دولة في العالم في مجال صناعة السيارات، وبداية التجربة الكورية الطموحة كانت مع شركة «سنجين» التي تعني «البداية» عام 1960م، وكان تصنيع أولى سياراتها عبر اتفاقية ترخيص من شركة تويوتا اليابانية، وبعد هذه البداية بعامين سنّت الحكومة الكورية قانونًا لتشجيع المصنّعين المحليين للسيارات، ويمنع هذا القانون الشركات الأجنبية من التشغيل والتجميع داخل كوريا دون وجود شراكة كورية، والنتيجة كانت ولادة شركة السيارات المعروفة حاليًا ب»كيا»، والتي بدأت بتجميع سيارات بالتعاون مع شركة «مازدا» اليابانية عام 1964، وأما منافستها المعروفة باسم «هيونداي» فقد عقبتها بستة اعوام وبشراكة مع شركة فورد الأمريكية، وكل هذه الشركات كانت مجرد مراكز تجميع والآن اصبحت شركات رائدة في تصنيع المحركات الأكثر كفاءة والأقل تكلفة، كانت هذه بدايتهم ونحن الآن نعيش مرحلة مشابهة لمرحلة صناعة السيارات في كوريا منتصف القرن الماضي، ولكن الفرق أن منافسينا كُثر مثل تايلند واندونيسيا وتركيا والمكسيك وغيرها. ختامًا: نحتاج إلى إجراءاتٍ حكومية اكثر تشجيعًا للتصنيع محليًا خاصة أن المملكة ستستورد قرابة مليون سيارة سنويًا!! Twitter: @AB_SD