الإبداع واللغة المتميزة والوضوح كانت عناوين للأمسية القصصية التي أقامها نادي الباحة الأدبي مساء أول أمس للقاص عبدالرحمن الدرعان والقاصة شريفة الغامدي وأدار الأمسية جوهرة معيض سابي ضمن فعاليات صيف الباحة في القاعة الكبيرة للنادي. بدأت الأمسية بالتعريف بالقاص عبدالرحمن الدرعان من حيث الولادة والإقامة والعمل وقد طبع القاص مجموعتين قصصيتين هما: نصوص الطين، ورائحة الطفولة. كما تم التعريف بالقاصة شريفة سعد الغامدي التي عملت معلمة ثم مشرفة تربوية ثم مساعدة في إحدى مدارس المنطقة وقد طبع لها مجموعة قصصية واحدة هي: أمجادي تعود. قسمت الأمسية إلى أربع جولات يقدم فيها كل قاص نصا قصصيا والجولة الأخيرة خصصت للمداخلات والإجابة عن أسئلة الجمهور وبدأت الأمسية مع الأستاذ عبدالرحمن الدرعان الذي شكر النادي الأدبي على الدعوة وأعرب عن استمتاعه بالمناظر الخلابة التي تزخر بها منطقة الباحة خاصة وأن هذه الزيارة تعتبر زيارته الأولى للمنطقة ثم تناول نصا بعنوان "شمس مبكرة" نالت استحسان الحاضرين ثم بدأت القاصة شريفة سعد الغامدي بشكرها لنادي الباحة الأدبي ثم ألقت نصا بعنوان "خادم المصباح". في الجولة الثانية تناول القاص عبدالرحمن الدرعان نصا بعنوان "لوليتا" علق قبل البدء في إلقائه بعدم معرفته بوجود نفس العنوان لرواية عالمية وأن التناص في العنوان كان صدفة غير مقصودة ثم ألقت القاصة شريفة سعد نصا بعنوان "آدم وحواء". ثم توالت المشاركات والنصوص التي تميزت عند القاص عبدالرحمن الدرعان باللغة السردية المتميزة التي حفلت بزخم كبير من الصور حشدها القاص في نصوصه والقدرة الفائقة على تطويعها في النصوص كما وتميزت نصوص عبدالرحمن الدرعان بالأفكار المحدثة التي تأخذ المتلقي إلى عوالم النص السردي وتجعله يتفاعل مع الأحداث والشخصيات. أما مشاركات شريفة الغامدي فقد تميزت بقصر القصص نوعا ما كما واتسمت بالوضوح واستخدام العبارات البسيطة والموحية التي توصل المتلقي إلى فهم المعنى بأقصر الطرق. بدأت المداخلات مع الشاعر مسفر العدواني الذي شكر المشاركين على نصوصهم المتميزة ووجه سؤالا للقاص عبدالرحمن الدرعان جاء فيه: هل أنت مع ترجمة أحداث الحياة اليومية في نصوص قصصية، كما ويلاحظ استخدامك للشعر النبطي في بعض القصص فهل هذا يعني أن الفصيح لا يوصل الأفكار التي تريد أن توصلها للمتلقي؟. ثم جاءت المداخلة الثانية مع علي صبحية شكر القاصين على قصصهما المميزة وتناول شيئا من النقد اللغوي لبعض العبارات وأشاد بجمال ودقة الحبكة لدى القاصين واقترح نهايات للقصص غير النهايات التي استمع إليها. المداخلة الثالثة كانت مع الشاعر غرم الله الصقاعي الذي شكر النادي على استقطاب هامات ثقافية وقصصية كالأستاذ عبدالرحمن الدرعان كما أثنى على القاص وعنايته بالنصوص وتناول التأثر والتأثير بين أرباب الفن السردي وأشار إلى أن التأثر والتأثير صفة صحية لا يمكن للمبدع أن يتغافل عنها وهو يعيش في مجتمع تكاملي تأثر بمن سبقه وسوف يمتد تأثيره للأجيال القادمة. ثم طرح مجموعة من الأسئلة لمحمد زياد وبخيت طالع وكانت المداخلة الأخيرة مع رئيس النادي الأدبي بالباحة حسن الزهراني الذي رحب بدوره بالضيوف في الباحة وخص بالترحيب الأستاذ القاص المبدع عبدالرحمن الدرعان الذي يحل ضيفا على المنطقة بأسرها وشكره على استجابة الدعوة رغم مشاغله وارتباطاته وأشاد بتمسكه بفن القصة القصيرة والاشتغال عليها وتحديثها في شكلها المعروف وعدم تأثره ببريق القصة القصيرة جدا وقدرته الفائقة على جلب اهتمام المستمع بقدرة إلقائية مدهشة كما شكر شريفة الغامدي على مشاركتها الأولى في النادي الأدبي بالباحة وأثنى على تجربتها القصصية وفي الختام خص بالشكر مديرة الأمسية الأستاذة جوهرة معيض سابي التي كانت ومازالت تحرص على المشاركة مع النادي وتدعم مسيرته الثقافية والأدبية. وفي الختام دعا سعادة رئيس النادي الأدبي بالباحة إلى تكريم ضيوف المساء بدروع تذكارية وحقائب حملت نماذج من الإصدارات الجديدة لنادي الباحة الأدبي.