هذا الفاضل الذي أكتب هذه السطور في رثائه المرحوم عبدالعزيز بن محمد القاضي «أبو رياض» جمع -غفر الله له- أربع صفات مضيئة أسأل الله أن يلقى وجه ربه بها لينال الثواب في جنة المأوى. وأول هذه الصفات: حبه للخير وبذله له دون ضجيج رجاء لما عند ربه، ومن جوانب الخير التي يدعمها: دعم الملتقيات الدعوية التي تضيء الطريق بتعاليم الإسلام وتكشف سماحته وتدعو إلى قيمه بالحكمة والموعظة الحسنة، فضلا عن دعمه وإخوته الأكارم لكل بادرة موفقة سواء تخص الأسرة أو أي جانب خير بالمنطقة الشرقية أو في محافظة عنيزة. ثاني صفاته: رغم مرضه في السنوات الأخيرة فقد كان حرصه عجيبا على عبادة ربه وأداء الصلاة مع الجماعة في وقتها.. لقد شهدت له العام الماضي مشهدا مؤثرا في مزرعته بعنيزة وقد كنت بزيارة له فلما حان وقت الصلاة كان أول المبادرين إلى إقامتها جماعة، وقد قام إليها بصعوبة شديدة بمعاونة ابنه البار «رياض» حتى وصل المسجد، يهادى بين الرجلين وأخذ مكانه بالصف، جعل الله له صلاته نورا له يوم القيامة. ثالث الصفات: صبره الجميل على ما أصابه من مرض في السنوات الأخيرة، فلم أره أو يره أحد غيري شاكيا، بل رأيناه شاكرا صابرا بصوته الخفيض الهادئ، ووجهه المتهلل وكأنه رحمه الله أكثر الناس عافية.. أسأل الله أن يجعل ما أصابه تكفيرا لذنوبه وأن ينيله ثواب الصابرين الذين بشرهم من جل في علاه بالنص المقدس، وما أعظمها من بشرى ينقلها للصابرين الملائكة من الرب العظيم «سلام عليكم بما صبرتم فنعم عقبى الدار» سورة الرعد آية 24. رابعها: حسن الخلق الذي يتمتع به شأنه شأن والده -رحمه الله وجمعه به في جنات ونهر- وشأن إخوته الفضلاء وأبنائه البررة.. إنهم من أبناء الأسرة المتميزين حقا في حسن أخلاقهم وصلة رحمهم وحسن تعاملهم، والروابط العميقة التي ربطتهم إخوة أشقاء لم يفترقوا، ثم وفاؤهم لأسرتهم ولمدينة آبائهم وأجدادهم، إنه مع إخوته رغم عملهم بالتجارة سنوات طويلة لم يختلفوا مع أحد ولم يشتك منهم أحد ولم يشكوا أحدا.. لقد أدركوا أن الحياة وزخارفها لا تستحق الخلاف والشقاق مع الناس كما قال الحكيم: ((مراد النفوس أهون من أن نتعادى فيها أو نتفانى)) يذكر الزميل أ/ خليفة الدوسري عضو مجلس الشورى الذي جاورته بالمجلس وجاورهم بمنزلهم. يذكر لي عنه وعن والده وإخوته وأبنائهم حسن الجوار، وجميل السمت، وعدم التدخل في شؤون الآخرين.أيها الراحل العزيز: أبو رياض: لقد رحلت إلى ربك صابرا محتسبا وبقيت مشرقات أعمالك وأخلاقك لم ترحل، وبحول الله سيكون جزاؤك وثوابك عند ربك: «رياض الجنة» فقد كنت سحابة خير، وغيمة خلق، وجبل صبر، وحكيم صمت، وأسأل الله أن يجمعنا بك مع والدينا والغالين والغاليات ممن رحلوا عن دنيانا في «جنة» لا فراق ولا أمراض فيها بل نعيم مقيم، بجوار رب كريم.