أفاد شهود و ناشطون في حقوق الإنسان أن آلاف الأشخاص شاركوا السبت في بانياس، شمال غرب سوريا في تشييع رجل توفي متأثرا بجروح أصيب بها في العاشر من إبريل خلال تظاهرة . دبابات الجيش السوري تتمركز في بانياس و ردد المتظاهرون شعارات تنادي بالحرية و أخرى مناهضة لحزب البعث الحاكم في سوريا منذ نحو خمسين عاما داعين إلى إسقاط النظام، كما أضافت المصادر. و أصيب أسامة الشيخة بجروح الأحد قرب مسجد أبو بكر الصديق . و كانت سبع سيارات وصلت أمام المسجد و أطلق راكبوها النار مع صلاة الفجر . و قال شاهد عيان لفرانس برس أن خمسة أشخاص آخرين جرحوا و أن من أطلق النار «من رجال النظام الذين نعرف أسماءهم». وكان المرصد السوري لحقوق الإنسان أعلن وفاة المواطن السوري أسامة الشيخة السبت متأثرا بجراح أصيب بها خلال إطلاق مسلحين النار على مسجد أبو بكر الصديق في مدينة بانياس فجر الأحد الماضي . و طالب المرصد السوري ب « تشكيل لجنة تحقيق مستقلة من حقوقيين مشهود لهم بالحياد و النزاهة للتحقيق في حادثة إطلاق النار على المسجد تمهيدا لتقديم الجناة إلى محاكمة علنية لينالوا عقابهم العادل» . و دعا خبراء من الأممالمتحدة في مجال حقوق الإنسان السلطات السورية إلى وقف فوري لما وصفوه ب»القمع الوحشي» ضد «متظاهرين مسالمين»، معربين عن تخوفهم من ارتفاع كبير لعدد الضحايا . و ذكرت وكالة الصحافة الفرنسية أن المقرر الخاص بشأن الإعدامات كريستوف هينو قال في بيان إنه «لا يمكن بأي حال من الأحوال تبرير إطلاق النار على جموع تشارك في مظاهرة أو في تشييع جنازة « . وأشار إلى أن «رصاصا حيا استخدم (...)، في انتهاك واضح للقوانين الدولية. والأسلحة النارية لا يمكن استخدامها إلا في حالات الدفاع». وأعرب هينز من جهة أخرى عن قلقه من معلومات تتحدث عن تدابير انتقامية يقوم بها الناس ضد قوات الأمن التي يمكن أن «تتحول بسهولة إلى أعمال عنف كثيفة». وشدد المقرر الخاص ضد التعذيب على أن «استخدام العنف والإفراط في استخدام القوة ليسا حلا للانتفاضة» , بدوره أعرب المقرر الخاص لحقوق الغذاء أوليفييه دو شوتر عن قلقه من نقص الغذاء الذي تحدثت معلومات عنه في مدينتيْ بانياس ودرعا. وأضاف أن «الانتفاضات الأخيرة تكشف عن نفاد صبر الشعب، فيما تجاهلت الحكومة السورية دعواته المتكررة إلى وقف أعمال التمييز». وبحسب منظمة العفو الدولية فإن مائتي شخص على الأقل قتلوا في سوريا منذ بداية الاحتجاجات منتصف مارس الماضي. و دعا خبراء الأممالمتحدة السلطات السورية إلى الإصغاء لمطالب المتظاهرين والتحاور معهم، معتبرين أن إجراء إصلاحات سياسية واقتصادية واجتماعية «أمر ملح». و أعربت منظمة حقوقية عن « قلقها البالغ « إزاء استمرار اعتقال عدد كبير من الناشطين رغم صدور أمر رئاسي يقضي بإطلاق سراحهم، مطالبة السلطات السورية «بالإفراج الفوري» عن كافة الموقوفين على خلفية مشاركتهم بالاحتجاجات و المظاهرات السلمية التي شهدتها سوريا . و ذكرت الرابطة السورية للدفاع عن حقوق الإنسان في بيان أنها « تعرب عن قلقها البالغ إزاء استمرار اعتقال الكثير من الناشطين بالرغم من صدور أوامر رئاسية تقضي بالإفراج الفوري عنهم». وردد المتظاهرون شعارات تنادي بالحرية و أخرى مناهضة لحزب البعث الحاكم في سوريا منذ نحو خمسين عاما داعين إلى إسقاط النظام، كما أضافت المصادر . و أشارت الرابطة في بيانها إلى أن « العديد من الموقوفين الذين لم يرتكبوا أعمال تخريب و لم يمارسوا سلوكا عدائيا عنيفا، لا يزالون قيد الاعتقال». و ذكرت منهم «الكاتب والصحفي فايز سارة و الأمين الأول لحزب الشعب الديمقراطي السوري غياث عيون السود و القيادي في حزب الشعب الديمقراطي السوري جورج صبرا و الناشط السياسي عزام هويدي « . و طالب البيان السلطات السورية «بالإفراج الفوري عن كافة الموقوفين على خلفية مشاركتهم بالاحتجاجات و المظاهرات السلمية التي شهدتها معظم المدن السورية خلال الأسابيع الماضية « . و جددت مطالبتها للحكومة السورية «بضرورة القيام بكافة الإجراءات التي من شأنها تعزيز و احترام حقوق الإنسان في سوريا وذلك احتراما للتعهدات الدولية المتعلقة بحقوق الإنسان التي وقعت و صادقت عليها « .