سعى الرئيس الأمريكي الذي أنهكته معركة الميزانية التي خاضها مع خصومه في الكونغرس، هذا الأسبوع إلى طمأنة قاعدته الديمقراطية مع كشفه لاستراتيجية الميزانية استعدادا لسباق الرئاسة العام 2012. أوباما في شيكاغو وبجواره عمدتها أيمانويل عقب مخاطبته أنصاره . « رويترز» . وقد حال توصل أوباما إلى اتفاق في اللحظات الأخيرة مع الجمهوريين الذين لا زالوا فرحين بالمكاسب الانتخابية الهائلة التي حققوها في انتخابات منتصف الرئاسة في نوفمبر، دون حدوث شلل في عمل الحكومة. ولكن التوصل إلى ذلك الاتفاق ترتب عليه قبول أوباما بخفض في الميزانية وصفه بأنه «مؤلم» اشتمل على خفض الإنفاق لعدد من مبادراته الرئيسية. فقد اضطر أوباما إلى إلغاء خطة لتمويل خط قطارات عالية السرعة ورفع مستوى خطوط السكك الحديدية الأمريكية التي تواجه العديد من المشاكل، إلى مستوى نظيراتها في أوروبا واليابان, فيما شهدت وكالة حماية البيئة خفضا في ميزانيتها بنسبة 15% بموجب الاتفاق الذي من المفترض أن يوفر 38,5 مليار دولار هذا العام. وأثارت التنازلات التي قدمها أوباما المخاوف بين صفوف التيار الليبرالي في حزبه الديمقراطي الذين شعروا بالقلق على مصير برامج التأمين الصحي الحكومية لكبار السن (ميديكير) وللفقراء (ميديكايد). واستذكر هؤلاء التنازلات التي قدمها أوباما عقب فوز الجمهوريين في نوفمبر عندما تراجع ووافق على تمديد الخفض الضريبي للأغنياء والذي ورثه من سلفه جورج بوش. ولم تخف نانسي بيلوسي، الرئيسة السابقة لمجلس النواب، شعورها بخيبة الأمل والإحباط. ولم تخف نانسي بيلوسي، الرئيسة السابقة لمجلس النواب، شعورها بخيبة الأمل والإحباط. وهذا الأسبوع وقع نحو 105 ألف شخص وثيقة طرحتها مجموعة تطلق على نفسها اسم «التقدميون الجريئون» وتحمل تحذيرا واضحا لأوباما الذي أطلق حملة إعادة انتخابه هذا الأسبوع. وجاء في الوثيقة «الرئيس أوباما: إذا قمت بتخفيض مزايا ميديكير وميدكايد لي أو لوالدي أو جدي أو جدتي أو العائلات التي مثل عائلتي، فلا تطلب أي فلس من أموالي أو ساعة من وقتي في 2012». وأضافت الوثيقة «ساركز على انتخاب أحد مرشحي التقدميين الجريئين - وليس مرشحا يساعد الجمهوريين على أحداث عمليات خفض تضر ببرامج رئيسية». ورغم اعترافه بأن «أي خطة جدية لمعالجة العجز في الميزانية ستستدعي منا طرح كل شيء على الطاولة» إلا أن أوباما هاجم خطة الجمهوريين لميزانية 2012. ووصف تلك الخطة بأنها «رؤية متشائمة جدا لمستقبلنا» مجددا وعده بمقاومة أي محاولات جديدة للجمهوريين لمواصلة الخفض الضريبي للأثرياء. وقال أوباما هذا الأسبوع «لا يمكن لخطة تتحدث عن خفض الميزانية بانفاق ترليون دولار على الخفض الضريبي للمليونيرات والمليارديرات أن تكون جدية». وأضاف «ولا أعتقد أنه من الشجاعة طلب التضحية من أشخاص لا يستطيعون تقديمها وليس لهم أي نفوذ في الكونغرس. هذه ليست رؤية لأمريكا التي أعرفها». وأشادت المعلقة السياسية اليسارية ريتشل مادو بتصريحات الرئيس، وذلك خلافا للانتقادات التي وجهها له الكثيرون في الأشهر الأخيرة. وقالت أن تلك التصريحات «مرضية على نحو غير متوقع». وقالت صحيفة نيويورك تايمز أن «الرجل الذي انتخبته أمريكا رئيسا عاد إلى الظهور».