كثيرون هم من لديهم هواية إطلاق الشائعات، وهم كثر بعدد الذين يصدقونها. ورغم أن أكثر الشائعات والتلفيقات تستهدف أشخاصا معينين بغرض الإساءة لهم، إلا أن هناك نوعا من الشائعات لا يتضح المغزى منه بصورة جلية، وكان خطاب زيادة الرواتب لموظفي الدولة أحد النماذج لها، فقد حظي هذا الخبر الملفق بانتشار واسع وقد صدقته فئة كبيرة من الناس حتى ظهر نفيه بصورة رسمية. ورغم تكرار هذه الشائعة في مناسبات مختلفة إلا أن الناس ما زالت تصدقها وتأبى نفسها عن تكذيبها، وطبعا هذا أمر غير مستغرب فالنفس تميل لتصديق الإيحاءات السارة حتى لو كانت وهمية. يا ترى في أي خانة يمكن أن نضع فيها مروجي هذا النوع من الأخبار الكاذبة؟ وماذا أرادوا من اطلاق هذا النوع من المعلومات الملفقة؟ هل أرادوا تمثيل رغبات الناس وأمانيهم في صور شائعات؟ طبعا التفاعل الكبير مع هذا الخبر يوضح أن الناس كانت تتطلع بشدة لتحقيقه. هذا الموضوع يجعلنا نقف لنتساءل عن أمرين مهمين، أولهما هل أصبحت أماني الناس واحتياجاتها تقف على قضية زيادة الرواتب فقط؟! رغم أن الكل يقول إن ما يعطى بيمين الراتب يؤخذ بيسار التجار وفاتورة الخدمات. التساؤل الثاني، هل صوت المواطن مغمور لدرجة أن تطلعاته ورغباته لم تجد مخرجا لها غير شائعات متداولة عبر وسائل التواصل الاجتماعي؟ إذا كان الأمر كذلك فسنتنبأ في الأيام القادمة ربما بظهور شائعات تحكي عن إنشاء مستشفيات جديدة في بعض المدن والقرى، وستحكي عن مسؤول مقدام يأخذ أصوات المواطنين للخروج بقرارات في قضايا اجتماعية تمس هموهم وتوجهاتهم، وربما خرج أطفالنا بشائعات صغيرة بحجمهم تخبر عن سعادتهم بتحقق واقع تعليمي جميل ومميز لهم بين أساتذة أكفاء طيبين ومناهج تعليمية ممتعة ووجبات لذيذة وصحية في مقاصفهم الدراسية. وسيستمر حديث الشائعات ليمتد لفئة الموظفين والأزواج وهكذا.. ولا مانع في النهاية أن تصبح كل أحلامنا الصغيرة والكبيرة شائعات متداولة ونكذب فيها ونكذب حتى نصدقها ولو لم تتحقق. تويتر taaroofaah@