اعتبر رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان الاثنين ان شرطة بلاده التي تتعرض لانتقادات واسعة حول العالم بسبب عنف تدخلها لمواجهة المتظاهرين المناهضين للحكومة مؤخرا نفذت «ملحمة بطولية». وصرح اردوغان في حفل لتوزيع الشهادات في مدرسة الشرطة في انقرة ان «الشرطة التركية كتبت ملحمة بطولية قوات شرطتنا اجتازت بنجاح امتحان ديمقراطية». في اثناء كلمته انتقد رئيس الوزراء مجددا عددا من دول الاتحاد الاوروبي التي نددت بقمع الشرطة في تركيا ولا سيما المانيا. وقال «ان شرطتنا ضحية لاطلاق النار وترد بالغاز المسيل للدموع وخراطيم الماء. اذا راجعوا تشريعات الاتحاد الاوروبي فسيجدون انه من اكثر الحقوق الطبيعية الممنوحة للشرطة التي تحركت باكبر قدر من ضبط النفس والهدوء». يذكر أن مصادر في الحكومة الألمانية شككت في امكانية فتح فصل جديد من المفاوضات بين تركيا والاتحاد الأوروبي بسبب التصدي العنيف للشرطة التركية ضد المتظاهرين في تركيا. وادت حركة الاحتجاجات غير المسبوقة ضد النظام منذ 2002 والتي انطلقت في 31 مارس الى مقتل اربعة هم ثلاثة متظاهرين وشرطي واصابة حوالى 8000 شخص من بينهم 60 اصاباتهم خطرة. واشار تقرير للشرطة نقلته صحيفة ملييت الليبرالية الاحد ان 2,5 مليون شخص شاركوا في التظاهرات في جميع انحاء تركيا منذ 31 مايو. وتم توقيف حوالى 5000 منهم بحسب التقرير. ويستقبل رئيس الوزراء التركي اليوم الثلاثاء في انقرة امين عام مجلس اوروبا ثوربيورن ياغلاند الذي دعا تركيا الى ضبط النفس تجاه المتظاهرين. « الاطلسي» يحث تركيا على احترام مبادئ الديمقراطية وفي لوكسمبورج حث الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (ناتو) ، أندرس فوج راسموسن ، تركيا - أحد أعضاء الحلف - على احترام القيم الديمقراطية. جاء ذلك لدى وصول راسموسن إلى لوكسمبورج لحضور اجتماع لوزراء خارجية الاتحاد الأوروبي. وقال راسموسن «نعتبره أمرا مسلما به أن ترتقي جميع الدول أعضاء حلف شمال الأطلسي إلى المبادئ الديمقراطية الأساسية وتسمح بالمظاهرات السلمية وحق التعبير بحرية عن وجهات النظر السياسية «. وفي برلين في ظل تبادل لتصريحات ناقدة بين الطرفين ، أبرزت الحكومة الألمانية العلاقات الجيدة والمكثفة مع تركيا. وقال المتحدث باسم الحكومة الألمانية ، شتيفن زايبرت ، امس الاثنين في برلين: «هناك علاقة وثيقة جدا وودية بين ألمانيا وتركيا» ، مؤكدا على دور ملايين من المواطنين المنحدرين من تركيا في ألمانيا كجسر بين البلدين. يذكر أن مصادر في الحكومة الألمانية شككت في إمكانية فتح فصل جديد من المفاوضات بين تركيا والاتحاد الأوروبي بسبب التصدي العنيف للشرطة التركية ضد المتظاهرين في تركيا. واعترف زايبرت بأن «هناك وضعا صعبا في تركيا حاليا» ، إلا أنه أكد أن هذا لن يغير شيئا من العلاقات الثنائية الإيجابية. ولم يعلق المتحدث على المحادثات الحالية لوزراء خارجية الاتحاد الأوروبي في لوكسمبورج حول فتح فصل جديد من المفاوضات بين تركيا والاتحاد.