لا أعرف لماذا فقط الشيخ عادل الكلباني هو الذي لولا ولولا ولولا لكان كذا وكذا.. وآخر هذه ال (كذا) ما قاله له أحدهم بأنه لولا هذه وتلك لكنت الآن تدف عربية خضار في عتيقة. أما الشيخ الصابر فلم تفته الحصافة ولم يخنه الذكاء حين خاطب من أرسل رسالته، أو تفاهته، بقوله: «أدف العربية أفضل من أن أجرها مثلك..»!! .. وهكذا تقريباً كل يوم يتلقى الكلباني من عنت الألفاظ والأوصاف ما تنوء بحمله الجبال الصم، بينما هو يوزع ابتساماته وردوده البليغة، النافذة إلى عيون وآذان وعقول كارهيه.!! لكن، لماذا صُنف وهو الشيخ الحافظ للقرآن وإمام المسجد الحرام سابقاً على أنه خارج الصف المتعارف عليه، ومن الذين لا تنطبق عليهم نظرية (اللحوم المسمومة)، التي صدعونا بها في كل مناسبة ننتقد أو نؤاخذ فيها فلانا أو علانا.؟! أظن، وبعض الظن جائز، أن الشيخ اختار أن يغرد خارج السرب وأن يكتب ويقول للناس ما يوافق قناعاته الذاتية البحتة وليس ما يراه غيره أو تتفق عليه جماعة هنا أو هناك، أي أنه أراد أن يستقل برأيه تجاه مختلف قضايا المجتمع وقضايا المرأة بالذات، وأن يكون صريحاً في هذا الرأي إلى أبعد حد. وبهذا يكون مثل غيره من الذين يستقلون بآرائهم فيصنفون ويوضعون في فوهة مدافع الذم والقدح والشتم والتقليل من شأنهم متى ما أتيحت فرصة لذلك. لكن ما يعجبني في هذا الرجل (الصامد) أنه يواصل طريقه بثقة تبدو مطلقة وتبدو، أيضا، أكثر احترافية وقربا من تطلعات المجتمع ومتغيرات زماننا، الذي يحاول البعض أن يبقوه بلا حراك وبلا فاعلية تستجيب لهذه المتغيرات التي تتدافع مثل السيل الهادر. وما من شك عندي بأن التاريخ سينصف المتحركين ويضعف أو يلغي حضور الجامدين. ولذلك أنصح من كان (بيته من زجاج) أن يكفّ عن حذف الطوب، ولنأخذ مع الشيخ الكلباني ومع كل المختلفين طريقاً آخر، غير طريق الشتم والقدح والتقليل، يوصلنا إلى نقطة التقاء وإلى كلمة سواء.