قبل أن تُصدر المعارضة اليمنية بيانها لطلب توضيحات من مجلس التعاون بشان المبادرة الخليجية لإنقاذ اليمن كان الرئيس علي عبد الله صالح قد بادر برفضها وسمّاها ابتداء بالتدخل القطري ثم عاد وصرح مصدر آخر أنّ الرئاسة ستنظر في المبادرة الخليجية مع أن المبادرة واحدة لم تتغير ولم تكن هناك مبادرة قطرية إنما المبادرة خليجية وان كانت كتنسيق سعودي قطري اكبر. هذا الموقف يقودنا مجددا لعملية مراجعة شاملة لموقف الرئيس اليمني في دورات عدة من الأزمات السياسية كان فيها عنصر التأزم بدأً من نقضه لاتفاقات عديدة بشان الحوار القديم مع المعارضة لتشكيل حكومة وحدة وطنية وكان الحوار يحبط بالالتفاف عليه من قبل جماعة الأخ الرئيس في حزب المؤتمر , وتعود الأمور إلى المصادمة , ومع دورات عديدة من هيمنة الفساد عبر النخبة الحاكمة وتأزم المشهد السياسي احتقنت مشاعر الشباب المحبط في الشقيقة اللصيقة المهمة لنا عربيا وخليجيا وانتهت إلى ثورة مطلبية بدئت بالدعوة لإعلان حل المجلسين وحكومة محايدة ثمّ وبعد دورات من أعمال القمع وقع فيها العشرات من الضحايا الشباب استدعى الموقف إجماع من شرائح عديدة ومهمة بان المخرج تنحي الرئيس , وهو العنصر الأول الموثّق في المبادرة الخليجية. ليس هناك شك بان إصرار الرئيس بعد كل هذه الدماء والمآسي على موقفه في البقاء لسنة أو أشهر هو الخطر الحقيقي الذي يهدد اليمن وبالتالي يهدد امن الخليج العربي القومي , واتحاد الجهد الخليجي وجسور العلاقات الحيوية والحميمة مع القبائل اليمنية هو المدخل لإقامة الضغط لإقناع الرئيس بالتنحي , وحين يتنحى ومجموعته الخاصة ويؤدي اليمين رئيس وزراء مرتضى من الشعب يهيئ لانتخابات حرة ...ستبدأ القوى السياسية تتفاعل مع الحل بما فيها قيادة الميدان لكن بقاء شخص الرئيس ومجموعته الخاصة هو المأزق المجمع عليه بأنّه أمّ العقبات لقد تسبب الرئيس في وضع اليمن عبر سلسلة من السياسات إلى القذف به إلى فوهة البركان , ويرى المراقبون أن عودة القوى الحوثية للهيمنة على صعدة وشبه سقوط الجوف في يد القاعدة كان عبر قرار مباشر من الرئيس بسحب هذه القوات اليمنية من مناطق التوازن للزج بها في أتون حرب قبلية عسكرية لولا الموقف الحكيم لقيادات القبائل في اليمن الذي نتمنى أن يصمد في حماية السلم العام ومنع أعمال العنف ضد المتظاهرين , فضلا عن مسئوليته في الأزمة الكبرى القديمة التي تسببت بها سياسات الرئيس ونخبته في التصعيد ضد الحراك الجنوبي , بدل احتوائه سياسيا وردّ الاعتبار للجنوبيين وتسهيل مهمة الفدرالية ضمن اليمن الموحد والمستقل . لقد كان الأخ الرئيس بعد كل أزمة واضطراب امني يصيح بالمجتمع الدولي والعربي من خطورة هذه الانهيارات رغم معرفة الجميع بمسئوليته المباشرة , ولا بد هنا أن نستذكر الوضع المهيأ الذي صُنع أمام الرئيس بعد انتهاء حرب دخان وترجيح الاستقرار الأمني ومناشدة كل الأطراف وخاصة الدعم من الرياض ببدء صفحة جديدة من المعالجات السياسية التي تسمح للشعب باختيار قيادته السياسية في نظام جمهوري الرئيس فيه قضى عمر ثلاثة أئمة في حكم اليمن ولا يزال يصر على البقاء . وحين جاءت المبادرة الخليجية أبدى الرئيس مواقف لا تشجع أبداً على ثباته لتسليم الحكم حتى لو دخل في مفاوضات , ولم يشهد التاريخ اليمني الحديث مثل هذا لحركة انضمام إلى المعارضة الشعبية الشبابية من الجيش ووزراء ومسئولين وزعامات قبيلة ومن الحزب الحاكم ودعوتهم جميعا أن يتنحى الرئيس وان بقائه مع النخبة المتنفذة هو قلب الكارثة في اليمن , ومع أن الرئيس ليس بِدعا في مجيئه وذهابه فقد مر على اليمن زعماء ذهب عهدهم وفريقهم فلماذا الرئيس أو فريقه لا يجوز أن يُستبدل بقرار من الشعب اليمني ..؟ إن مخاوف المعارضة وقيادة شباب الميدان مخاوف مشروعة يجب أن تؤخذ بالحسبان من حيث عدم ثقتهم بتنحي الرئيس وفريقه , وان شخصية تُعرّض اليمن إلى هذا المستوى من المخاطر والتقسيم لا يمكن أن يُعتمد على وعودها , بل ليس من مصلحة الخليج العربي أن يَدخل اليمن في دوامة أُخرى بعد تهدئة شكلية فالانهيار سيكون اشد , وليس هناك شك بان إصرار الرئيس بعد كل هذه الدماء والمآسي على موقفه في البقاء لسنة أو أشهر هو الخطر الحقيقي الذي يهدد اليمن وبالتالي يهدد امن الخليج العربي القومي , واتحاد الجهد الخليجي وجسور العلاقات الحيوية والحميمة مع القبائل اليمنية هو المدخل لإقامة الضغط لإقناع الرئيس بالتنحي , وحين يتنحى ومجموعته الخاصة ويؤدي اليمين رئيس وزراء مرتضى من الشعب يهيئ لانتخابات حرة ...ستبدأ القوى السياسية تتفاعل مع الحل بما فيها قيادة الميدان لكن بقاء شخص الرئيس ومجموعته الخاصة هو المأزق المجمع عليه بأنّه أمّ العقبات ...ولا يلوح في الأفق أمام الخليج العربي وقبل ذلك القيادات الوطنية والشعبية والشبابية في اليمن إلا هذا السيناريو ويكفي أن نقارن بين أن يبقى الرئيس أو يبقى اليمن ؟