أمير تبوك يواسي شيخ قبيلة العميرات في وفاة شقيقه    وفد أعضاء مجلس الشورى يلتقي رئيسة مجلس الشيوخ في جمهورية أوزبكستان    فتيات كشافة تعليم عسير يُشاركنَ في المخيم الكشفي الإسلامي الدولي بأمريكا    96% من سكان غزة يعانون من انعدام الأمن الغذائي    الذهب يستقر عند أعلى مستوى في 10 أيام مع تزايد رهانات خفض أسعار الفائدة    قطاع ومستشفى محايل يُنفّذ حملة "الشهر التوعوي لسرطان العظام"    أكثر من خمسة ملايين يؤدون الصلوات في المسجد النبوي خلال الأسبوع الماضي    تدشين البرنامج التدريبي التطوعي للتمكين الاقتصادي للمتضررين من الزلزال في سوريا وتركيا    «مرصد العمل»: 2.34 مليون مواطن في القطاع الخاص.. 16.59 ألف انضموا لأول مرة في يونيو    تكون سحب رعدية ممطرة على جنوب المملكة    بدء التصويت بالانتخابات العامة في بريطانيا    ملتقى القصيم العقاري يناقش التمويل العقاري    المملكة تفوز برئاسة المنظمة العربية للطيران    فوز أشبال أخضر اليد على منتخب البحرين في أولى مواجهاتهم بالبطولة العربية    محافظ جدة يزور مسرح عبادي الجوهر أرينا بعد اكتماله    وزير الاتصالات يجتمع في الولايات المتحدة بشركات في الذكاء الاصطناعي والتقنيات العميقة    ولي العهد يعزي ملك المغرب هاتفياً    الجامعة.. اليوم حزب الله وغداً داعش !    خبراء أمميون يدينون غياب العدالة في الضفة الغربية    حرب السودان.. ماذا بعد التصعيد ؟    تركي بن محمد بن فهد يُدشن المبنى الرئيسي لهيئة تطوير محمية الإمام تركي بن عبدالله الملكية    مذكرة تفاهم للمشاورات السياسية بين السعودية وإستونيا    بدء المرحلة الثانية من مشروع الاستثمار والتخصيص للأندية الرياضية    القادسية يعلن رحيل العابد والزوري    الإيطالي بيولي مدرباً للاتحاد لثلاثة مواسم    تستضيفه السعودية لمدة 8 أسابيع.. كأس العالم للرياضات الإلكترونية.. تجربة غير مسبوقة    ديميرال يصنع التاريخ    مبادرة لزراعة 300 شجرة بجوار المسجد النبوي    مغامرات لعبة "ماجك"، و"ميني بمپر كارز".. «مدينة الصين».. وجهة سياحية في «سيتي ووك»    شوريون ل«إحكام»: سرّعوا إخراج صكوك المواطنين    توزيع 28 طناً من لحوم الأضاحي على 2552 أسرة في الشرقية    حفظ أكثر من 800 ألف كيلو من فائض الطعام في موسم الحج    سنوات الدراسة واختبارات القياس !    أمير الشرقية يدشن مقر" البركة الخيرية"    ارتفاع 80 % في درجات الحرارة و70 % في الأمطار    أمين القصيم يفتتح ورشة العمل التشاورية    الخيمة النجرانية.. تاريخ الأصالة والبادية    أمانة تبوك تواصل أعمالها الصحية في معالجة آفات الصحة العامة    الاحتفاء بالعقول    لا تنخدع بالبريق.. تجاوز تأثير الهالة لاتخاذ قرارات صائبة    يقين التلذذ.. سحرٌ منصهر.. مطرٌ منهمر    هزيع مُصلصل    جامعة الأميرة نورة تستقبل طلبات مسابقة اللغة العربة    طيفك باقٍ.. خالي إبراهيم الخزامي    تعقيب على درع النبي وردع الغبي !    رُبَّ قول كان جماله في الصمت    عشرون ثلاثون    هندسة الأنسجة ورؤية 2030: نحو مستقبل صحي مستدام    5 أخطاء تدمر شخصية الطفل    أطباء سعوديون يعيدون الأحبال الصوتية لطفل    150 دقيقة أسبوعياً كافية لمواجهة «التهديد الصامت»    ورشة للتعريف بنظام الزراعة وأدلة ونظام أسواق النفع بعسير    المفتي العام يستقبل مسؤولين في الطائف ويثني على جمعية «إحسان» للأيتام    الحجاج يجولون في المعالم التاريخية بالمدينة المنورة قبل المغادرة لأوطانهم    "نيوم" يدعم صفوفه بالحارس مصطفى ملائكة    2024 يشهد أكبر عملية استيلاء على أراضي الضفة الغربية    تجسيداً لنهج الأبواب المفتوحة.. أمراء المناطق يتلمسون هموم المواطنين    هنّأ رئيس موريتانيا وحاكم كومنولث أستراليا.. خادم الحرمين وولي العهد يعزيان القيادة الكويتية    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



تباين ضيق التجربة في الرواية النسائية وتكرار ثيمة الحبّ
نشر في اليوم يوم 22 - 06 - 2013

هل أضحى الحب هو الثيمة الغالبة على الروايات النسائية السعودية؟ ولماذا تعجز الروائية السعودية عن تناول مختلف القضايا وتبقى محبوسة في القضايا الذاتية؟ هي أسئلة وجهناها للساردة السعودية كما وجهناها للرجل كذلك لنرصد الإجابة من الجانبين.. تباينت الرؤى رغم أن الغالبية اتفقوا على أن تجربة المرأة الحياتية المحدودة ساهمت في إنتاج هذه الحالة، وأنها حالة آخذة في الانحسار.
ضيق التجربة
القاصة والكاتبة منيرة السعود اعترفت بوجود المشكلة وأرجعتها إلى محدودية التجربة لدى المرأة، وقالت إنه" ربما كان المحيط السابق الذي تعيشه المرأة السعودية، وبالتالي المثقفة السعودية، المحدود بهامش المنزل ومحيط العائلة هو ما جعلها تنتهج في كتاباتها الجانب الرومانسي المحدود بعالم المرأة الضيق كون الرواية بنت البيئة".
وتضيف: هذا العالم المحدود والهامش المتواضع هو ما جعل المرأة تفتقر لخبرة كشف المجتمع والولوج في قضاياه وهمومه، وهذا أمر طبيعي لأن المرأة فرض عليها هذا المحيط وبالتالي أصبح الحديث عن أدب يعيش واقع المجتمع وهموم الإنسان بالعموم بشكل يجعل من رواية المرأة أشبه بالتاريخ الذي يرصد حياة المجتمع قد يكون غير حاضر.
إلا أن السعود تختتم مبينة تغير المشهد بعد أن اتسع هامش المرأة إذ " ترصد في العمل الروائي الكثير من قضايا المجتمع وهمومه وتشارك الرجل هموم المجتمع وقضاياه، ونحن نلاحظ حضورها على المستوى العربي وكيف قفزت الروائية السعودية قفزات نافست فيها الرجل وتفوقت عليه في بعض الأحيان".
قضايا مهمّشة
وتقول القاصة ميادة الحفناوي : أساسا فن السرد، والذي عرف فيما بعد بفن الرواية، هو اكتشاف أنثى ان جاز لنا أن نقول ذلك، فكتاب ألف ليلة وليلة خير دليل على ذلك، فبطلة السرد من أول ليلة إلى آخر ليلة هي شهرزاد وهي امرأة. هذا أولا، أما بخصوص سؤالك حول تركيز المرأة في الكتابة القصصية والرواية بالتحديد على الحب والجانب الرومانسي ودورانها على الذات، في ظني، أولا هو ينم عن حالة المرأة في المجتمع بمعنى أن المرأة في مجتمعنا جديدة عهد بالعمل الاجتماعي والمشاركة الفعالة مع الرجل ثانيا المرأة وبالتحديد المثقفة تعبر عن قضيتها التي لا نستطيع فصلها عن المجتمع.
وتختم الحفناوي بالتأكيد على أنه" كثيراً ما كانت الروائية السعودية تكتب عن واقع لا تستطيع أن تتجاوزه، واقع لا نستطيع حصره بالحب والرومانسية ولكن نستطيع أن نقول ونحن نتحدث عن ذاتية الروائية السعودية هي تطرح قضاياها التي ربما لاقت التهميش، أو ربما عانت التحيز لصالح الرجل، و باختصار ما قد يبدو من المراقب للرواية النسائية بأنه ذاتية ودوران حول الذات هو تعبير صادق عن قضية تعني المجتمع أو نصف المجتمع على أقل تقدير".
رأي متحامل
فيما نفت القاصة هناء حجازي هذا التصور قائلة: لا أعتقد أن كل الروايات النسائية منشغلة بالذات والرومانسية والحب ومن يقول هذا الكلام في رأيي قصر مشاهدته على روايات محدودة، ونحن اذا اختصرنا الرواية النسائية بكم محدود وقلنا إنها تعبر عن واقع الرواية النسائية نكون مجحفين بحق الكثير من المبدعات في الرواية النسائية، فهناك الكثير من الروائيات اللاتي أبدعن في العمل الروائي وقدمن روايات فيها الكثير من قضايا المجتمع البعيدة عن الذاتية وحصر المرأة في قضايا الحب والرومانسية.
وتضيف حجازي: ثانيا، المهم ليس الموضوع فقط ولكن طريقة المعالجة وكيفية طرح القضية فنحن لدينا الكثير من الروائيات اللاتي استطعن أن يقدمن القضية العامة في الرواية مثل رجاء عالم وأميمة الخميس وغيرهما الكثير من هذا الجيل فليس صحيحاً هذا الاتهام في ظني وفيه الكثير من التحامل على الروائية السعودية.
حق وكتابة
فيما رأت القاصة زكية نجم أنّ الساردة السعودية- أياً كان اتجاهها سواء قصصيا أو روائيا – "تواجه منعطفاً كتابياً ضيقاً محدود التفاصيل ومُغيّبة فيه الكثير من الملامح الحياتية التي يصعب تداولها عبر سطورها لكونها لا تتحرك في محاور تمنحها الأحقية وسعة الأفق التي يُفترض أن تكون عليه ككاتبة نص بغض النظر عن ماهية هذا النص ونوعه".
وتضيف: إن المخزون أو الرصيد الذي تتكئ عليه الساردة السعودية مازال موسوماً بالنسوية ويتأتّى بطريقة مُقننة لا يستطيع قلمها أن يجنح فيه لأبعد من همومها ذات الطابع الشخصي والخصوصية الأنثوية، وحتى إن تطرقت إلى محاور خارج هذا الإطار تبدو فيها الصور مبهمة وأقرب ما تكون إلى الخيال منها إلى الواقعية.
وتختم نجم قائلة: لا أنكر أن الساردة السعودية تمتلك كمّاً هائلاً من الإبداع الخصب الذي باستطاعتها إن وظّفته توظيفاً جيداً أن يصعد بها إلى مصاف العالمية لكن تظل من وجهة نظري أقلّ من أن تتناول بعض القضايا وهي بعيدة تماماً عن وقائع ذلك المشهد الذي تحكيه، لربما خلال السنوات القادمة تستطيع الخروج من هذا المأزق لا سيما وأنها أصبحت تشكل – كأنثى - عضوا سياسيا فاعلا في أنظمة الدولة من خلال نافذة الشورى، وآمل أن يكون هذا التغيير الحضاري قد منح الكاتبة أبعاداً إبداعيةً أكثر نضجاً وثقة.
روايات مستنسخة
الناقد محمد البشيّر يرى أنّ الحب هو الثيمة الواضحة في عدد من الروايات النسائية السعودية، وللإنصاف نستطيع تعميم هذه الثيمة على الرواية السعودية باختلاف كتابها من ذكور أو إناث، بل حتى تعميمها على الرواية العربية، فالحب له القدرة على تطعيم الرواية بجمالياته الخاصة، ولكن حين يطغى يتسبب بتكرار الروايات مع اختلاف الأبطال لا أكثر، أو ما يمكن غربلته لتلخيص الرواية في قصة قصيرة بنتيجة حتمية لمقولة محمد العباس إن بعض الروايات السعودية قصص قصيرة منفوخة، وهذا النفخ يجعل تلك القصص روايات بعدد صفحاتها لا أكثر في غياب لهموم الرواية وتطلعاتها.
ويضيف: لا يمكن فصل القضايا الذاتية عن الاجتماعية تحديداً دون السياسية، فالذاتية وشعور المرأة بالظلم المجتمعي هو الباعث الأول للرواية النسائية منذ بدايتها في حقبة الستينيات على يد سميرة خاشقجي، وما واصلته هدى الرشيد وهند باغفار وغيرهن بعدها، فمن يطالع تلك الروايات يجدها مشغولة بشؤون المرأة والظلم الاجتماعي والفرار من ملامسة القضايا المحلية باختلاق مكان بديل حتى وصلت المكاشفات في الألفين على يد الروائيات الجدد.
ويبيّن البشيّر أن هذا التسلسل منطقي يتأمل المطالع للرواية السعودية به الوصول إلى ما تصبو له الرواية السعودية بالتراكم الإبداعي والنقدي، فمحاولة الإبداع دون النقد تكرار وابتداء دون نظر لبداية الآخرين ونهايتهم، وهذا ما يحدث حين لا ينظر من يعزم تحرير رواية دون اطلاع على المنتج المحلي، حتى أضحت الروايات نسخاً مع بعض التعديل، وهذا نتاج التدوين عن تجارب ذاتية أو غيرية دون عمق، ولذا تتوقف عدد من التجارب عند الرواية الأولى لفراغ المخزون وانتهاء الحاجة.
خطاب نسوي
ويرى يونس البدر أستاذ الأدب في جامعة الملك فيصل أن القضايا التي تناولتها المرأة في الرواية النسائية خلال السنوات العشر الأخيرة تعددت وتجاوزت الموضوعات الرومانسية والذاتية، ووصلت لتطرق موضوعات مسكوت عنها اجتماعيا، بل استخدمت تقنيات وحيلا متعددة لإيصال خطابها الاجتماعي والفكري.
ويضيف: لا يمكن القول إن (رجاء عالم) مثلا قدمت خطابا ذاتيا؛ وكذلك أميمة الخميس وغيرهما. ويعتمد الموقف من رواية المرأة على اسهامه في رفع الوعي بالخطاب النسوي لذلك ليست كل رواية نسائية ممكن أن ندخلها في محور المساءلة الفنية التي تقوم على أسس تقنية؛ إن رأينا في خطاب المرأة يتجاوز أحيانا الثيمات التي تتناولها إلى محاولة تحليل الخطاب الذي تقدمه برمته؛ رواية المرأة لدينا هي فعلا جسدت الوعي بالخطاب النسوي وإشكاليات المرأة.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.