قد يكون ما أكتبه اليوم موافقا لتطورات في الأسابيع القادمة، وقد لا يكون هناك أي تطور جديد في أوضاع سوريا، لكن المسؤولية تفرض علينا من موقعنا الوطني والاجتماعي تقديم تصور لطمأنة الرأي العام بخارطة طريق يتعامل معها المجتمع بكل أطرافه في حين تأخر التذكير بمثل هذه القواعد قد يُكلف المجتمع خسائر إثر الاحتقانات والتدخلات الاقليمية العاصفة، ونحن ننطلق من مؤشرات متصاعدة عن تغيرات محتملة في ساحة الحرب السورية بعد الاجتياح الإيراني للقصير وتأكيد التحالف الخاضع له في كل المنطقة خوض المعركة ضد الشعب السوري وحريته مهما كلف الأمر ، ومهما كلف الأمر هذه يخصمها الإيرانيون من حسابات داخل الشعوب العربية مع الأسف الشديد اخترقت نسيجها وزجت بها في أتون حربها وبقيت جماعات من الطائفة صامدة تحت الضغط مسؤوليتنا حمايتها ودعم صمودها لنثبت استقلال كل نسيجنا العربي خارج التدخل الإيراني الخطير . وحتى يكون الحديث متسلسلا وواضحا أعود لوصف الوضع بإيجاز وأجيب بشفافية عن تساؤلات أبناء شعبنا الدامية قلوبهم لسوريا الذبيحة والمتسائلين عن مستقبل الأوضاع وتأثيراتها حالياً ، مذكراً أني اكتب من زاوية التحليل السياسي الذي مهمته أن يقدم الرؤية المستبقة للحدث ويضعها في إطار المصلحة الإسلامية الوطنية العليا وليس بالضرورة معلومة مؤكدة في التفاصيل وإن كان الحدث بمجمله ينزع الى الحقيقة ، فقرار خادم الحرمين الشريفين قطع إجازته والعودة إلى أرض الوطن وتسبيب ذلك رسميا بأوضاع المنطقة وهو ما يعني بالضرورة سوريا ، وخطاب الرئيس المصري مؤخرا وإشارته وتأكيده على التنسيق التركي السعودي وإعلان موقف جديد أكثر صرامة وتتابع الأحداث التي كشفت خطورة ترك الثورة السورية دون نصير أمام الجموح الإيراني والروسي والموقف الغربي والإسرائيلي المرن أمام مشروع موسكو/طهران ..فصدرت حركة مواقف قد ترجح السيناريو الآتي : 1- تسليح نوعي ودعم مباشر من دول الخليج العربي وهو ما دعونا له للثوار عبر قيادتهم في الجسم المركزي من اللواء سليم إدريس قائد هيئة الأركان للثورة السورية الى كل مناطق التشكيلات العسكرية للجيش الحر التي تمثل قطاعات العمل الحربي الخمسة لهيئة الأركان وحلفائه من الفصائل السورية. 2- لا يوجد حتى الآن تصور واضح عن إمكانية فرض حظر جوي على مناطق في شمال سوريا لتأمين الشعب من هذه العربدة النازية لمذابح النظام ، لمعارضة موسكو وبكين لكن هناك احتمال مواجهة لسلاح الطيران التركي يدعمه الناتو مع طيران النظام وإيران لتحييده حين يقترب من الحدود لقصف مواقع تركية أو حدودية . 3- هناك تطورات برية محتملة على الجبهة اللبنانية والاردنية قد يدفع بها المحور الإيراني وتحالفه حين يستشعر، أن تسليح الثوار الذي يتوقع بعون الله أن ينعكس على الأرض لمحاولة فك الحصار عن النظام أو خلط الاوراق . 4- في ذات السياق لدى إيران تهديدات سابقة لبعض دول الخليج ومحاولة اشعال فتنة طائفية ، خاصة بعد أن تداخل التوظيف الطائفي بمشروعها من خلال حزبها اللبناني واستقطبت مجموعات محددة وليس كل الطائفة للمشاركة العسكرية والسياسية والإعلامية لدعم النظام ضد الشعب السوري . أمام ذلك ستسعى إيران لفتح جبهات متنقلة للتوتير أو التصعيد مما يتطلب منا موقفا واضحا في مشروع إنقاذ سوريا وهو يتركز في الآتي : 1- معركة تحرير سوريا طرفاها الشعب والنظام ومن ورائه حلف متعدد وهي بكل الصور ونماذج التاريخ من أشرف معارك التحرير للإنسان وللعهد العربي الإسلامي الذي يستقل عن هذه الوحشية المروعة ، وبالتالي اصطفافنا فيها مع الطرف المظلوم . 2- هزيمة هذا المحور في أرض المواجهة الذي زحف إليها بذاته لسحق الشعب السوري تُشكّل ضمان الدفاع الأخير عن الفوضى الطائفية في المنطقة . 3- ليس من مصلحة الأمة ، أن تُعلن الحرب على أنها طائفية، وإنما المواجهة مع العدوان الإيراني العسكري المستتر بالطائفية على عدد من الشعوب العربية ، وحين تتراجع إيران عن التدخل أو يتغير نظامها فهي جارة وشريكة لنا في المنطقة من عقود والعلاقة معها تؤسس على جسور تعاون ومصالح يجب أن لا تخضع لبورصة الغرب . 4- نقد ونقض ايدلوجية المشروع الفكري الإيراني الذي أسس لمشروعها السياسي حقٌ للباحث والمتابع ولكن دون تحويله للانتقام من الأفراد أو التحريض عليهم أو التشنيع في وجوههم لمجرد الاشتراك المذهبي . 5- مسؤولية الحراك الأيدلوجي الداعم سياسيا وعسكريا واقتصاديا للقوى أو المراجع الايرانية او العراقية واللبنانية المنخرطة في الدعم المباشر أو غير المباشر للترسانة الإيرانية وحلفائها ، تقع طائلتها على المنفذين المتورطين. ضبط خطابنا الوطني العام والمحافظة على تواصل جسور ضمن النظام الاجتماعي بين الطائفتين مستذكرين أننا شركاء أرض ومصير ، وان نقل الفتنة الينا وكما دللته التجارب تحلبه إيران لمصالحها ، والمستقبل بعون الله مشرق حين يهزم هذا المحور في علاقة الطائفتين ومصالح العلاقات الوطنية رغم كل الصعوبات والاحتقانات ، فلنشد الحزم والعزم بالدعم والتكاتف ولا حاجة لشعب سوريا الا بالسلاح والإغاثة فرجالهم كما قرر العشرات من القادة الثوريين أوفى وأكفى وكلنا ثقة بنصر الله للشعب المظلوم الفدائي الذي يخوض معركة مركزية للأمة العربية وليس فقط للأرض السورية .