استحوذ قطاع التأمين على جل اهتمام مجلة «الائتمان» الصادرة عن الشركة السعودية للمعلومات الائتمانية (سمة) في عددها الرابع عشر، واستعرضت قضية العدد أبرز التحديات والعقبات وراء تباطؤ معدل نمو قطاع التأمين، الذي لا يتناسب مع مكانة المملكة الاقتصادية، حيث كشفت الائتمان أن معطيات سوق التأمين تجسد تحدياً كبيراً أمام الشركات لمواكبة المستجدات، خاصة بعد الإجراءات والضوابط التي اتخذتها مؤسسة النقد العربي السعودي (ساما) لتنظيم القطاع، وضبط السوق والشركات المؤهلة. كما استعرضت الائتمان تفاصيل الوثيقة الموحدة للتأمين الإلزامي على المركبات، التي تنضم لأهم التشريعات لتحقيق السلامة المرورية والحد من حوادث السير، والحث على الحرص والاحتراز أثناء قيادة المركبة على الطرقات، والتعرف على الأخطاء التي ربما يرتكبها السائق فتخرجه من نطاق تغطية التأمين الالزامي، وتفاصيل الوثيقة التي تسهم في رفع مستوى السلامة المرورية على الطرق. وفي هذا الإطار، ستعرض الائتمان التقرير السنوي الصادر عن (ساما)، والخاص بنشاط التأمين التعاوني، وتبرز أهم التطورات في هذا المجال. وتناولت الائتمان تدني مستوى الوعي والثقافة التأمينية في المجتمع السعودي، على الرغم من النمو الاقتصادي المتواصل في هذا القطاع، مما يجعلنا نتساءل هل حداثة القطاع التأميني تعد من أهم الأسباب في ذلك أم غياب دور الجهات المسؤولة، وتطرح الائتمان كعادتها العديد من المواضيع لتعزيز الوعي ونشر الثقافة التأمينية بين شرائح المجتمع، للمساهمة في نشر تلك الثقافة لحماية جميع الأطراف وللتقليل من مستوى المخاطر. واستعرضت الائتمان الدراسة التي قام بها د. صالح بن حميد، رئيس مجلس الشورى سابقاً، والتي أكد فيها إلى أن الدراسات المعاصرة تؤكد ان مما تقاس به درجة التقدم الاقتصادي لأي دولة يعتمد في المقام الأول على درجة تقدم صناعتي المصارف والتأمين وتطورهما، فثمّت ارتباط وثيق وعلاقة قوية بين الصناعتين، وازدهارهما ينعكس على توازن ميزان المدفوعات الخاص بكل دولة، باعتبارهما من الخدمات غير المنظورة التي لها أثر إيجابي ملموس على اقتصاد الدولة ومركزها المالي. ولقد أصبحت خدمات التأمين في الوقت الحاضر تشغل حيزاً كبيراً من اهتمام رجال الأعمال في الأنشطة التجارية والصناعية والخدمية وغيرها، نظراً لاعتمادهم الكبير عليها في تهيئة حالة الطمأنينة والأمان لمشروعاتهم بمختلف أنواعها، وللعاملين لديهم ولأسرهم، ولأنفسهم من المخاطر التي يتعرضون لها مثل: الحريق، والسرقة، والسطو، وخيانة الأمانة، والاختلاس، والتلف، والغرق، والانهيار.