فيما عقد مجلس الوزراء المصري، ظهر أمس، اجتماعًا لمناقشة التدابير المحتملة لتظاهرات 30 يونيو، سيطر التوتر على المشهد المصري، مع العد التنازلي للتظاهرات المقررة، وسط أضخم عملية حشد وتعبئة نفسية تشهدها البلاد، بين المعارضين للرئيس محمد مرسي والموالين له. وبينما تلقت الحكومة ومعها الرئاسة، ضربة موجعة، بإعلان وزير السياحة المصري، هشام زعزوع استقالته، احتجاجًا على تعيين متشدد سابق وعضو بالجماعة الإسلامية المتهمة بتنفيذ الاعتداء الذي أودى بحياة 62 شخصًا بينهم 58 سائحًا أجنبيًا في معبد فرعوني بمدينة الأقصر عام 1997، محافظًا للمحافظة الأثرية، التي يوجد بها ثلث آثار العالم. نقلت وكالة أنباء الشرق الأوسط الرسمية، في ساعة متأخرة من الليلة قبل الماضية، عن المتحدثة باسم وزارة السياحة رشا العزايزي قولها إن رئيس الوزراء هشام قنديل طلب من زعزوع «الاستمرار في موقعه حتى الانتهاء من دراسة الموقف المتأزم بشأن تعيين محافظ الأقصر الجديد وحسمه بما يتفق مع مصلحة البلاد». ونقلت الوكالة قول المتحدثة باسم وزارة السياحة «الوزير متمسك بموقفه من الاستقالة طالما استمر بقاء محافظ الأقصر في موقعه الذي تسبب في أضرار بالغة الخطورة وجسيمة بالنسبة للمقصد السياحي المصري بصفة عامة والأقصر بصفة خاصة». 32 مصابًا جاء ذلك، فيما اشتدت سخونة الموقف، في محافظات دمياط والأقصر والدقهلية، احتجاجًا على تعيين محافظين ينتمون لجماعة الإخوان، كانت أعنفها في محافظة الغربية التي شهدت ليلة دامية، أوقعت أكثر من 32 مصابًا، في اشتباكات بين أعضاء الإخوان الذين هاجموا المتظاهرين بالأسلحة البيضاء، فيما أحرق مجهولون سيارة محافظ كفر الشيخ (المحسوب على الجماعة) أسفل منزله، لتصدر عنها أصوات انفجارات هائلة، اتضح أن بها قنابل غاز انفجرت من الحريق، وتساءل البعض عن سبب وجودها داخل سيارة المحافظ.. وعاد الهدوء الحذر، صباح أمس الأربعاء، إلى محيط مبنى المحافظة ومقرات جماعة الإخوان بطنطا، والمحلة، فيما يتوقع أن تعود المناوشات مع حلول الليل. خطة لضرب المتظاهرين على صعيد آخر، كشف وكيل جهاز المخابرات المصري الأسبق، اللواء حسام خيرالله ان الأجهزة الأمنية رصدت 27 شقة حول قصر الاتحادية تم استئجارها من جانب جماعة الاخوان، والتنظيمات التابعة لها، من اجل ضرب الثوار يوم 30 يونيو وإسالة دمائهم. وقال خيرالله لفضائية (اون تى فى) صباح أمس الأربعاء، ان الامر تكرر أيضًا فى ميدان التحرير، وبالتأكيد في كل ميادين مصر فى كل المحافظات، وهو ما يعنى استعداد جماعة الإخوان لذبح الثوار، وتحويل مصر الى بركة من الدماء يوم 30 يونيو لمنع خلع الرئيس مرسي. مائدة مستديرة من جهة أخرى، التقت كاثرين آشتون الممثل الأعلى للشؤون السياسية والأمنية بالاتحاد الأوروبي بأحد الفنادق الكبرى بالقاهرة صباح أمس، ببعض رموز المعارضة المصرية، في مائدة مستديرة دعت إليها. قبل أن تتجه لقصر الاتحادية للقاء الرئيس مرسي. وعبرت آشتون عن قلق الاتحاد الأوروبي من الوضع في مصر وأشارت بالذات إلى مظاهرات يوم 30/6 التي تمنت أن تكون سلمية وأن يحرص الجميع على الدماء المصرية. وتحدثت بعدها عن اهتمام الاتحاد الأوروبي بمصر وأنه يريد لها التقدم وأن تعود لموقعها الريادي في المنطقة مؤكدة أن المسار الديمقراطي طريق طويل وأنه يجب أن تكون هناك انتخابات برلمانية حرة ونزيهة وشفافة. من جانبه أكد السفير محمد العرابي، نائب رئيس حزب المؤتمر ووزير الخارجية الأسبق، أن الغالبية العظمى من الشعب المصري تؤيد سلمية التظاهرات، ويعتقدون أن هذا حق ديمقراطي أصيل للتعبير عن سخطهم من أداء السلطة والرئاسة. وشدد العرابي لآشتون على أن التنمية الاقتصادية يجب أن تسبقها مشاركة سياسية من الجميع حتى نستطيع أن نصل للتنمية الاقتصادية المطلوبة. غير مطروحة في ذات السياق، قال د. السيد البدوي، رئيس حزب الوفد، إن فكرة تشكيل مجلس رئاسي عقب سقوط مرسي «غير مطروحة من الأساس؛ لأنها انتهازية سياسية وجبهة الإنقاذ لن تقوم بها». وأضاف خلال تواجده الثلاثاء، في اعتصام المثقفين بوزارة الثقافة: «لا أحد في جبهة الإنقاذ يضع أمامه منصب، وجميعهم دعاة إصلاح هدفهم إعادة مصر إلى حقيقتها، والحفاظ على هويتها وثقافتها المصرية» وتابع: «ما زالت النقاشات مطروحة بشأن ما بعد 30 يونيو، ولن نعلن عن موقف واضح ولن نحجر على رؤى الشباب المصري والوطني».