على غير العادة، وللمرة الأولى في المملكة أصدر الشاعر محمد الجلواح عضو مجلس إدارة نادي الأحساء الأدبي مؤخراً ديوانه الجديد « قوارير» الصادر عن نادي الطائف الأدبي متضمناً قصائد أهداها الشاعر وأرسلها لنساء حقيقيات ومعروفات ذكرت أسماؤهنّ في الديوان. ويتميّز هذا الديوان بوحدة موضوعية لافتة من جهة كون جميع قصائده كتبت أو وجههت لسيدات مررن في حياة الشاعر بالرغم من أن عدد قصائد الديوان المعنون معظمها باسماء نسائية بلغ 58 قصيدة وقرابة هذا العدد من النساء! ويفتتح الجلواح ديوانه بمقدمة عنوانها ب « حكاية القوارير .. مقدمة طويلة لقصائد قصيرة». وفي مقدّمته يكشف الشاعر لقارئه أنه أمضى ما يربو على 15 عاماً في كتابة وجمع هذه المقدمة و القصائد ، وضم قصائده الغزلية والعاطفية والتراسلية بعضها ببعض لتصبح ديواناً. ومما جاء في المقدمة الطويلة للديوان : مَن هو الأول من السعوديين .. ؟ .. لا أدري .. فربما زعمت ُأن هناك الكثير من الأحبة الزملاء الشعراء السعوديين المُجايلين لي أو ممن سبقوني كما أشرت إلى ذلك في السطور السابقة ، ممن لديهم أيضا الكثير من القصائد والمقطوعات المماثلة التي قاموا بكتابتها ل ( قوارير ) عَبَرْنَ حياتهم ، لكن أحدهم لم يستطع القيام بذلك ، أو حتى التفكير به ، أقول ذلك زاعما .لا قاطعا . فإن كان ما زَعَمْتُهُ صحيحا .. فحسبي أن أكون قد استطعت ونجحت في كسر حاجز الخوف والتردد ، ولأكون أول مَن يحمل عبء هذه البداية بنشرها في هذا الديوان، والله المستعان،وليتم السير في هذا الأمر من الشعراء السعوديين لمن سيأتي بعدي ، وإن كان زعمي في غير محله ، فحسبي بأنني لم أقطع بتأكيد ذلك الزعم .. أكثر من قارورة واحدة في الشعر العربي .. ومن المعروف أن التراث الشعري العربي قديمه ، وحديثه .. يزخر بالقصائد ، والمقطوعات التي تذكر اسم المحبوبة بشكل صريح ومباشر ، وفي أكثر من قصيدة واحدة ، و لأكثر من امرأة واحدة ، ومثال ذلك ما نجده في شعراء العصر السابق للإسلام ( الجاهلي)، وما نجده في شعراء صدر الإسلام ، ثم العصر الأموي ، فالعباسي ، فما بعده من العصور وصولا إلى عصرنا الحديث . وتمضي المقدمة في استعراض طويل وتفصيلي للشعراء العرب قديما وحديثا الذين كتبوا أكثر من قصيدة واحدة في أكثر من امرأة واحدة ويوضح أنّ بعض القصائد كتبت لسيدات لهنّ مركزهنّ، وقد عنون قصائد الديوان بأسمائهن، ومنها « هدى، جورجيت، نوال، فوزية، ..»، وهو ما سبب له مخاوف وقلقا تسببا في تأخير صدور الديوان كل هذه السنوات، إلا أن قسماً آخر من القصائد كان في بعض قريبات الشاعر ما يعني أن قصائد الديوان لم تكن جميعها قصائد غزلية. يقول الجلواح في قصيدة بعنوان « ريم»: بربّ المسيح وإنجيله وربّ الكنيسة والمذبح دعيني أضمّك بين الضلوع من الآن .. حتى الغد المُصبِح! فيغدو (الهلال) حبيب (الصليب) يضيآن عشقاً على الأسطح .. وفي قصيدة مطولة بعنوان « أنا صريع الغواني» يصف حاله مع النساء قائلاً: أنا صريع الغواني لا مسلم ابن الوليد فكم صرعت لحسن أدمى وريد.. الوريد وكم سهرت الليالي مسافراً في شرودي سجين لحظ وقدٍّ مكبلاً في قيودي ركضت خلف سرابٍ مزوّق بالورودِ وكان وهم الأماني يحيطني بالوعودِ فلا الوعود تدانت ولا الورود ورودي