أبدى رئيس نادي أبها الأدبي الثقافي أنور خليل، تطلعات النادي إلى إقامة أيام ثقافية لكافة الأندية الأدبية فيما بينها، لينهل كل نادٍ ومثقفوه من الآخر، مشيرا إلى ما شاهده عبر فعاليات أدبي الأحساء التي اقامها مؤخرا بأبها، وذلك عبر ما حملته من شواهد ومعطيات أدبية وثقافية متعددة كشفت بعمق أكبر عن جوانب مختلفة من مدينة الأحساء الزاخرة بالأدب والشعراء المتميزين.. جاء ذلك خلال استضافة أدبي أبها وعلى مدى يومين متتالين فعاليات ثقافية لنادي الأحساء، حيث اشتمل البرنامج على محاضرة عن الحركة الأدبية بالأحساء، وعرض مرئي عن الأحساء.. إلى جانب أمسية شعرية مصحوبة ببعض النصوص القصصية، إضافة إلى معرض للكتاب ضم العديد من الإنتاج الأدبي للأحساء ومطبوعات المختلفة النادي. وقد انطلقت أولى فعاليات البرنامج بمحاضرة أدبية شارك فيها نائب رئيس نادي الأحساء الأدبي نبيل المحيش، والمسؤول الإداري بنادي الأحساء الشاعر محمد الجلواح، وعضو النادي جعفر عمران والعضو الإداري بالنادي محمد الحرز وأدار المحاضرة الشاعر جاسم الصحيح.. حيث بدأ المحيش ورقته بالحديث عن " عوامل النهضة الأدبية بالإحساء " قدم خلالها صورة اتسمت بالشمولية عن الأحساء عبر الشعر متتبعا هذه الصورة عبر العديد من الحقب الزمنية والأسماء الشعرية بدء بالعصر الجاهلي.. إلى جانب ما طرقه في ورقته عن مدينة الأحساء التي استعرض مقوماتها الجغرافية عطفا على قربها من الساحل الشرقي ومن دول الخليج مما أعطاها تنوعا في جانب التثاقف في فنون مختلفة مع أدباء الخليج العربي.. إضافة إلى ما أورده عن الحركة التعليمية في الأحساء. أما الشاعر محمد الجلواح فقدم ورقة عن " المعالم السياحية الأثرية بالأحساء " التي استشهد فيها بأبرز المعالم بالمحافظة.. مشيرا إلى أن بها أكثر من 159 عينا.. تلاه عرض فيديو لبعض مغارات الأحساء من تصوير رئيس نادي أبها الأدبي عند زيارته للأحساء.. كما ذكر الجلواح في مشاركته بأن عدد المؤلفات والكتب التي كتبها أبناء الأحساء عن الأحساء تقريبا أكثر من 177 كتابا للمعاصرين فقط بالإضافة إلى الكتب الحديثة للنساء والرجال.. ثم أعقبه جعفر عمران في ورقة بعنوان "الحركة البصرية في الأحساء" والتي تشمل الفن التشكيلي والتصوير الضوئي والمسرح.. مبينا أن حركة التصوير الضوئي والفن التشكيلي، شهدتا شيوعا في الأحساء مما أدى إلى تكوين رابطة المصورين، والذين حصلوا على العديد من الجوائز محليا وعربيا. جانب من التكريم من جانب آخر تحدث الشاعر محمد الحرز عن الشعر في الأحساء من منظور آخر، وذلك من خلال "الشاعر ومدينته: الأحساء نموذجا" والذي طرق هذا التجاذب بين الشعرية من خلال المكان من خلال عدة افتراضات ذكر منها أنه لا يمكن أن تتطور الأجناس الأدبية من الموسيقى ، المسرح ، القصة والرواية.. ولا يمكن أن تكون قابلة للتحولات، إلا من خلال تطور المجتمع.. مشيرا في فرض أخبار بأن إذا لم تصبح التحولات متنامية التراكم والتجارب فإنها سوف تشهد على المستوى الإبداعي تراجعا وصفه بما يشبه الفراغ الأدبي.. حيث أعقب ذلك عدد من المداخلات الحضور الذين تناولوا الرواية في الأحساء، وذلك من خلال ما وصفتها إحدى المداخلات بأنها مقتصرة على التاريخ، والتي عقب عليها الحرز بان الرواية هي ابنة المدينة.. مشيرا إلى وجود روائيين كبار كتبوا الرواية بذهنية القرية والتاريخ، لتصبح هذه الإشكالية مسألة شائعة لدى مختلف من كتب الرواية في المشهد المحلي إذ لا يمكن اقتصارها على روايات الأحساء.. وإلى أن الأحساء إلى الآن ليست جاهزة لصنع رواية، معولا على أن الشعر هو الموروث الرئيسي في هذه المدينة وهو الذي لا يزال متسيدا في التعبير عنها مقارنة ببقية الأجناس الأدبية الأخرى. كما شهدت فعاليات اليوم الثاني أمسية شعرية قصصية للجلواح ، والحرز وجاسم الصحيح، وجعفر عمران.. حيث ألقى الجلواح عدة نصوص شعرية جاء منها: تحية من الأحساء إلى أبها، تابوت الحب، زاهية، زيديني عشقا زيديني، أنا صريع الغواني، سبع سنبلات، بثينة، جورجيت، سهاد، اعتدال، فريدة .. تلاه الصحيح بجملة من قصائده التي جاء ضمنها: عناقيد نجوم أبها، أميل نحوك، في كل عضو منك روح تقي، شرعي الباب.. ثم ألقى الحرز نص وصايا المسيح الأخيرة ، وأعقبه بقصيدة: أبها والأحساء.. أما القاص جعفر عمران فقرأ نصا بعنوان العلة، وقصة أخرى وسمها بملف علاقي فقصة القميص.. حيث اختتمت الأمسية بتقديم دروع تذكارية للمشاركين في فعاليات أدبي الأحساء.