احتشد عدة آلاف من المتظاهرين المؤيدين للحكومة، والمناهضين لها في اثنين من الميادين الرئيسة بالعاصمة اليمنية صنعاء الجمعة. وتوجه المتظاهرون المؤيدون للحكومة من أنحاء البلاد الى صنعاء لاظهار التضامن مع الرئيس علي عبد الله صالح، لمطالبته بالبقاء في منصبه. واحتشد عشرات الآلاف من المتظاهرين المناهضين لصالح في ميادين عامة رئيسة في كل من صنعاء وتعز، ثالث كبريات المدن اليمينة. صالح لمعارضيه: أنا أمثل الشرعية وقال خطيب مسجد خلال خطبة صلاة الجمعة التي القاها أمام الجماهير المحتشدة في تعز : يجب "التحلي بالصبر والمثابرة". وأضاف ان رسالته هى انه ليس هناك مكان بين الجماهير للذين يبيعون كرامة البلاد. وفي السياق دعا زعماء قبائل ورجال دين يمنيون نافذون الرئيس اليمني علي عبد الله صالح للرحيل "الفوري" عن السلطة استجابة لمطالب المحتجين منذ نهاية يناير. وأكد "اللقاء الموسع للعلماء والمشايخ والشخصيات الاجتماعية" في بيان عقب اجتماعه الخميس الى "ضرورة تلبية مطالب ثورة الشباب السلمية وفي مقدمة ذلك التنحي الفوري لرئيس الجمهورية عن السلطة". كما طالبوا "باقالة اقاربه من أجهزة الدولة العسكرية والأمنية وإفساح المجال لأبناء الشعب اليمني، لان يديروا أنفسهم بعيدا عن الوصاية". وشارك في الاجتماع اضافة الى شيخ قبيلة حاشد التي ينتمي اليها صالح، شيوخ أبرز القبائل اليمنية ومعظم أعضاء مجلس علماء اليمن النافذين جدا في اليمن. وحذر العلماء والشيوخ من انه في حال عدم "استجابة الرئيس لمطالب الثورة الشبابية والشعبية في سرعة التنحي (..) فانهم سيتقدمون هذه الاعتصامات والمسيرات في مختلف المحافظات". وأكد الاجتماع رفضه "اي مبادرة للأشقاء والأصدقاء لا تتضمن صراحة القبول بمطالب ثورة التغيير والمتمثلة في تنحي رئيس الجمهورية عن منصبه أولا" في تلميح لمبادرة مجلس التعاون الخليجي. وحث زعماء القبائل والمشايخ العسكريين الذين لا يزالون أوفياء لصالح على "الانضمام لثورة الشباب السلمية ودعمها حتى يتحقق لها الانتصار"، مشيدين بانشقاق أعضاء من القوات المسلحة وقوات الامن بينهم بالخصوص اللواء علي محسن الأحمر قائد الفرقة الاولى المدرعة الذي كان انضم لحركة الاحتجاج في 21 مارس. دعا زعماء قبائل ورجال دين يمنيون نافذون الرئيس اليمني علي عبد الله صالح الى الرحيل «الفوري» عن السلطة استجابة لمطالب المحتجين منذ نهاية يناير. وأعلن زعماء قبائل بينهم بالخصوص زعماء قبائل حاشد وباكيل أهم قبائل اليمن في 26 فبراير انضمامهم لحركة الاحتجاج أمام تجمع كبير قرب العاصمة اليمنية. صالح : أمثل الشرعية من جهته القى الرئيس اليمني علي عبد الله صالح خطبة أمام آلاف من مؤيديه الجمعة دعا فيها المعارضة التي تطالب بتنحيه فورا الى الدخول في حوار حفاظا على استقرار البلاد. وقال صالح : انه يدعو المعارضة للرجوع الى ضمائرها والدخول في حوار والتوصل الى اتفاق من أجل أمن واستقرار البلاد. وقال صالح مشيرا الى انصاره : إن هذه الحشود توجه رسالة واضحة الى داخل البلاد وخارجها بشأن الشرعية الدستورية. وعلى الرغم من الاحتجاجات اليومية التي تطالب بتنحيه فان الرئيس علي عبد الله صالح متشبث بالسلطة وربما لايزال يعتقد أن بوسعه الخروج من هذه الأزمة. وتقول سارة فيليبس من جامعة سيدني والمتخصصة في شؤون اليمن : قراءتي لاساليب صالح أنه في كل يوم يستطيع فيه التشبث بالسلطة يمكنه محاولة تقويض من انشقوا فضلا عن المعارضة الرسمية وفي ذات الوقت يركز على حجته بأن اليمن سينزلق الى الفوضى بدونه. واستطردت قائلة : غير أنني أعتقد أنه كلما حاول هذا لفترة أطول كلما أوجد مزيدا من العداوة. وقال المحلل السياسي اليمني عبد الغني الارياني : مازالت الخزانة متاحة لصالح بلا قيود .. فلديه الحرس الجمهوري والقوات الجوية والأمن المركزي والحزب الحاكم الذي يملك ما يكفي من المال والدعاية لاشاعة الخوف من المجهول وكل هذا يمكن أن يحشد مئات الآلاف من مؤيديه. ويقول جريجوري جونسن الباحث المتخصص في شؤون اليمن : إن صالح يضع محاكمة الرئيس المصري السابق حسني مبارك نصب عينيه، لذا فهو لا يريد الاستقالة ليواجه الاعتقال والسجن. وليس واضحا الى متى ستمتد المواجهة، لكن جونسن يقول: كلما طالت كلما تدهور الاقتصاد والوضع الامني في اليمن، ويجب أن يحفز هذان العاملان الأطراف الخارجية لاعطاء الدعم لانتقال سريع.