توجه عدد كبير من مبرمجي الألعاب الإلكترونية في المملكة إلى التركيز على تطوير الألعاب الإلكترونية الخاصة بالهواتف الذكية، لقلة المستثمرين، بينما هناك العديد من الفرص الاستثمارية الخاصة بالألعاب الإلكترونية على الإنترنت التي لم تستغل حتى الآن، وقال مبرمج الألعاب أمين التاجر : هناك توجه كبير جدا لمبرمجي الألعاب تجاه تطوير العاب الهواتف أكثر من الكمبيوتر والسبب الرئيس في ذلك هو قله الاستثمارات، فيصعب حاليا الحصول على مستثمر في المملكة وهذا غريب، لانه بالنظر إلى ايرادات صناعة الالعاب في امريكا واوروبا فهي أكبر حتى من صناعة الافلام. أما منطقة الخليج والشرق الاوسط بشكل عام، فهناك مهارات كبيرة وأشخاص لهم القدرة على صنع العاب ممتازة مخلوطه بثقافة عربية، لكن المستثمرين بعيدون عن هذا التوجه، مع العلم بأنه بالإمكان صناعة محتوى الالعاب الذي يحمل الأمور الثقافية التي تميزنا كعرب أو الأمور التي لها علاقة بديننا الاسلامي الحنيف، وتابع : ” بالنظر إلى مستوى المبرمجين فهو جيد، وفي تطور مستمر مع نقص الفرص التطورية بالمقارنة بيننا وبين الدول الأخرى، فهي تقدم الدعمين المادي والمعنوي للمطورين عبر المعاهد والجامعات التي توفر تخصصات صناعة الالعاب وبرمجتها، لكن على مستوى الخليج فدراساتنا معظمها سطحية ورابطها ضعيف بالعالم التطبيقي، لكن الكثير من المبرمجين اتخذوا من برمجة العاب الهواتف توجها لهم بعد خيبة الأمل من قلة الاستثمارات، فالهواتف تعتبر الأجهزة الأكثر انتشارا، بالإضافة إلى أن معظم الاشخاص يريدون أن يلعبوا لعبة قصيرة على هواتفهم، وهنا تكمن الفرصة لدى المبرمجين العرب في الاستثمار في أنفسهم بأقل تكلفة والحصول على إيرادات جيدة، ففرص نجاحهم تكون كبيرة على الهواتف. من جانبه قال عبدالله حامد مؤسس مجتمع تاكو لتطوير الألعاب على الإنترنت : إن التطوير على الأجهزة الشخصية أسهل بكثير كما يعلم المبرمجون، فلديهم على الحاسب قدرات خارقة، لكن الأمر يرجع لمدى انتشار هذه الأجهزة مقارنة بالهواتف الذكية وما توفره من سهولة في التنقل، فمدى انتشار الهواتف في المملكة يقارب 250 بالمائة ويتداول بين بعض المحللين أن 60 بالمائة منها هواتف ذكية الآن. كما أن الهواتف المحمولة في يد الكثير في جميع الأوقات يعطي فرصة أكبر للاعبين للعب، حيث يستطيعون تشغيل لعبة بين كل حين وآخر خارج المنزل أو العمل. كما توفر الأجهزة المحمولة من هواتف وحواسب لوحية على أجهزة مثل الكاميرات ومستشعرات الحركة والبوصلات ما يجعل صنع ألعاب جديدة كلياً ممتعاً جداً للمطور واللاعب على حد سواء، وتابع : “ المطور الذكي والجاد لا يهمه الاستثمار فكل ما يحتاجه هو الوقت، فالكثير من الأدوات المتوافرة للتطوير مجانية وكل ما يحتاجه الشخص هو جهاز كمبيوتر للتطوير خاصة في بداية مشواره المهني، وعندما يكون تحت حزمة المطور فوق 10 إلى 30 لعبة أنتجها بإمكانات متواضعة، فيصبح المجال واسعا أمامه، ليستقبل الاستثمارات لأعمال أكبر عن طريق مواقع جمع الاستثمارات من العامة مثل “indie gogo” وغيرها من وسائل الاستثمار العالمية، ويرى حامد أن الألعاب كالأعمال الفنية، دخول الأموال بها قد يفسدها، ومطورو الألعاب الجيدون في نظري هم من يصنعون الألعاب ليس ليكسبوا المال، بل لأنهم يحبون صناعة الألعاب، ويكون كسب المال عارضاً جانبياً فقط لهم يمكنهم من صنع المزيد من الألعاب، وأكد إن بيئة الاستثمار بالألعاب في المملكة خاصة تفتقر للكثير، منها وعي المستثمرين في الاستثمار في المشاريع التقنية ومنها افتقار نظم الاستثمار في المشاريع الصغيرة بشكل فعال، لذلك لا أحبذ الاهتمام بالاستثمار والانشغال به خاصة أنه قد يؤثر على جودة اللعبة بتدخل المستثمر بالمحاولة بالانشغال بتطوير الألعاب ودراسة السوق ومحاولة العمل بشكل جاد بأقل الامكانات والظهور بمظهر يعجب الجمهور بغض النظر عن الكسب المادي وهكذا أرى صناعة المجد في تطوير الألعاب، وأكد إن هناك فرصا متوافرة بشكل كبير لصناعة الألعاب في المملكة، فالسوق مليء باللاعبين مع أنه لا يقارن بمناطق أخرى مثل أوروبا والولايات المتحدة وآسيا، إلا أنها منطقة حيوية جداً للاعبين وتظهر كل حين وآخر مسابقات تجمع المطورين العرب وتحفز اللاعبين وتسمح لهم بصقل مهاراتهم وتوفر لهم بيئة اجتماعية محفزة، فصناعة الألعاب لاتزال في بداياتها، لكن جودتها في ازدياد متتابع ولم نكن لنحلم بوجود ألعاب قبل عدة سنين بجودة كبيرة، لكن هناك جيل من مطوري الألعاب بالمملكة يمكنهم تمثيلها عالميا، وسيكون لهم دور فعّال في حل مشاكل البطالة في المملكة، حيث سيتمكنون يوماً ما من توظيف الكثير من الشباب. كما سيوفرون وظائف لخبراء في الصوتيات ورسامين ووظائف جديدة كلياً في حال تم الالتفات إليهم من قبل المستثمرين.