قال القائم بأعمال السفارة السعودية في طوكيو بالإنابة عبد الله بن فهد الشمري: إن الطلاب السعوديين المبتعثين في اليابان وعددهم 500 طالب بدأوا العودة الى جامعاتهم بالتدريج، مشيرا الى أن الاشكالية تنحصر في 10 طلاب بعوائلهم بالقرب من مناطق التسرب الاشعاعي ويتم البحث حاليا عن إمكانية نقلهم الى جامعات يابانية أخرى بعيدا عن مناطق التضرر، او جامعات خارج اليابان لدراسة نفس التخصص. جانب من جولة الوفد الدبلوماسي بالقرب من المناطق المتضررة ( اليوم ) وأوضح الشمري في حديث هاتفي مع «اليوم» أن المبتعثين يعودون بالتدريج الى الدراسة في اليابان بعد قرار عودتهم الي المملكة حفاظا على حياتهم عقب موجات المد البحري وتضرر المفاعلات النووية، وأن 17 طالبا وطالبة في طريقهم الي طوكيو غدا. وبين الشمري ان المشكلة حاليا تكمن في كثرة الزلازل التي تضرب اليابان في مناطق متفرقة حتى وصل عددها الى 40 زلزالا جنوب وشرق البلاد وهو الأمر الذي أصبح مقلقا للجميع، إلا أن الامور حتى اللحظة مطمئنة وتحت السيطرة، وجميع السعوديين في اليابان بخير ولم يصابوا بأذي. وكشف الشمري أن الحكومة اليابانية نظمت مؤخرا رحلة لعدد من السفراء لزيارة المنطقة التي دمرها الزلزال الذي ضرب اليابان في 11 مارس الماضي لإطلاعهم على مدى الضرر الذي لحق بالمنطقة. وقال: «إن 4 من السفراء العرب قاموا بالرحلة مؤخرا حيث تم نقلهم بطائرة هيلوكبتر إلى مدينة اشينوماكي في محافظة القريبة من مركز الزلزال ويقطنها حوالي 180 ألف نسمة موزعون على 50 ألف منزل» وأضاف: إن الوفد اطلع على الدمار الهائل الذي حل بالمدينة نتيجة موجات التسونامي العاتية التي بلغ ارتفاعها 30 مترا ودمرت 25 ألفا من منازلها وتسببت في وفاة أكثر من ألفين من مواطنيها بالإضافة لأعداد كبيرة من المفقودين، كما تمت إفادة الوفد أن فرق الإنقاذ العاملة في المدينة تمكنت من انتشال أكثر من 40 جثة ولا يزال البحث جاريا عن آخرين، كما أن أغلب سكان المدينة لا يزالون يعيشون في الملاجئ حيث ينتشر في المدينة حوالي 100 ملجأ, وقد زار الوفد أحد تلك الملاجئ والتقوا بالمقيمين فيه وعددهم حوالي 300 شخص وقدموا لهم معونات عينية كما عبروا لهم عن تعاطفهم وتضامنهم معهم والوقوف إلى جانبهم في تلك المحنة، وقد لاحظ الوفد فرح اللاجئين الشديد وترحيبهم الحار بهم. ثم التقى الوفد بمحافظ المدينة الذي أفاد بأنهم أول وفد يزور المدينة منذ وقوع الزلزال قبل شهر كامل وأضاف أنهم اعتادوا على الزلازل لكن هذه المرة تفاجأوا بالتسونامي الذي دمر كل شيء. وقال: إن أمام المهندسين المدنيين عبر العالم تحديا كبيرا وهو إنشاء المباني المقاومة للزلازل حيث إن الزلزال مشكلة عالمية ولا يقتصر وقوعه على بلد دون آخر مستشهدا بهذا الصدد بإحصائيات وكالات الأرصاد عن تزايد الزلازل حول العالم، بعد ذلك سار الوفد في أحد شوارع المدينة وشاركوا العمال في عمليات التنظيف، وأثناء تجول الوفد بالطائرة حول المدينة تم اطلاعهم على مدى الضرر الذي ألحقه التسونامي بالبحر حيث شاهدوا أكواما من بقايا المنازل والأخشاب وغيرها مكدسة في عرض البحر وقد حملتها أمواج المد العاتية إلى هناك بعدما ضربت المناطق المجاورة للشاطئ وعادت بتلك المواد معها، وأثناء توقف الطائرة مرتين للتزود بالوقود في ضواحي فوكوشيما التي تحتوي على محطة فوكوشيما لتوليد الطاقة الكهربائية والتي دمرها الزلزال وما زالت تنبعث منها الإشعاعات النووية تمت إفادة الوفد بأنهم خارج الدائرة التي قطرها 40 كلم والتي أجلت الحكومة اليابانية منها السكان نتيجة تلوث الهواء والماء والتربة فيها بالإشعاعات.