زار القائم بأعمال السفارة السعودية في اليابان بالإنابة عبد الله بن فهد الشمري, إضافة إلى أربعة من السفراء العرب هناك، المنطقة التي دمرها الزلزال الذي ضرب اليابان في 11 مارس 2011م، وانتقلوا بواسطة طائرة مروحية إلى مدينة اشينوماكي في محافظة مياغي، ويسكن هذه المدينة القريبة جداً من مركز الزلزال نحو 180 ألف نسمة موزعين على 50 ألف منزل. وقد اطلع الوفد على الدمار الهائل الذي حل بالمدينة نتيجة موجات التسونامي العاتية التي بلغ ارتفاعها 30 متراً، ودمَّرت 25 ألفاً من منازلها، وتسببت في وفاة أكثر من ألفين من مواطنيها، إضافة إلى أعداد كبيرة من المفقودين. وأفاد مسؤولون محليون الوفد بأن فرق الإنقاذ العاملة في المدينة تمكنت مطلع هذا الأسبوع من انتشال أكثر من 40 جثة، ولا يزال البحث جارياً عن آخرين، كما أن أغلب سكان المدينة لا يزالون يعيشون في الملاجئ المائة المنتشرة في أنحاء المدينة. وقد زار الوفد أحد تلك الملاجئ، والتقى المقيمين فيه، وعددهم نحو 300 شخص، وقدموا لهم معونات عينية، كما عبروا لهم عن تعاطفهم وتضامنهم معهم والوقوف إلى جانبهم في هذه المحنة. وقد لاحظ الوفد فرح اللاجئين الشديد وترحيبهم الحار بهم وتقديرهم هذه الزيارة والوقفة الإنسانية الرائعة. والتقى الوفد محافظ المدينة، الذي أفاد بأنهم أول وفد يزور المدينة منذ وقوع الزلزال قبل شهر كامل، وأضاف بأنهم اعتادوا على الزلازل، لكن هذه المرة فوجئوا بالتسونامي الذي دمَّر كل شيء. وقال إن أمام المهندسين المدنيين عبر العالم تحدياً كبيراً، وهو إنشاء المباني المقاومة للزلازل؛ حيث إن الزلزال مشكلة عالمية، ولا يقتصر وقوعه على بلد دون آخر. مستشهداً في هذا الصدد بإحصائيات وكالات الأرصاد عن تزايد الزلازل حول العالم. وتجول الوفد في أحد شوارع المدينة، وشاركوا العمال في عمليات التنظيف.. وأثناء تجول الوفد بالطائرة حول المدينة اطلع على مدى الضرر الذي ألحقه التسونامي؛ حيث تظهر أكوام من بقايا المنازل والأخشاب وغيرها مكدسة في عرض البحر، وقد حملتها أمواج المد العاتية بعدما ضربت المناطق المجاورة للشاطئ، وعادت بتلك المواد معها، وأثناء توقف الطائرة مرتين للتزود بالوقود في ضواحي فوكوشيما التي تحتوي على محطة فوكوشيما لتوليد الطاقة الكهربائية، التي دمرها الزلزال وما زالت تنبعث منها الإشعاعات النووية، تم التأكيد للوفد أنهم خارج الدائرة التي قطرها 40 كلم، والتي أجلت الحكومة اليابانية السكان منها نتيجة تلوث الهواء والماء والتربة فيها بالإشعاعات.