يفتقد عدد كبير من شباب محافظة النعيرية التمتع والاستفادة من الإجازة الصيفية التى تأتي في كل عام لتمنحهم فرصا من الاستزادة والبحث عن كل ما هو مفيد ويعود عليهم بالنفع والفائدة وتنمية ما لديهم من مواهب ومهارات ، وأشار الشباب إلى أن برامجهم الصيفية خلال الإجازة محدودة وتقتصر على ممارسة بعض الهوايات الشبابية الفردية ، لافتين إلى أن ذلك يعود لافتقاد المحافظة لأماكن ترفيهية ورياضية مخصصة تحتوي الشباب ،وأن معظم الشباب من طلاب المدارس يقضون الإجازة بلا فائدة وتمضي أوقاتها بالسهر ليلا والنوم نهارا ، في حين لا تزال الجهات المعنية غائبة عن إقامة البرامج والأنشطة الشبابية التي يحتاجها شباب المحافظة . في البداية يقول الشاب مبارك ضيدان الذويب: سأقضي الإجازة بإذن الله بين الأهل في النعيرية بعد عناء وجهد عام دراسي كامل ، مضيفا: ساستغل الإجازة بمساعدة والدي في بعض أعماله الخاصة ، وهو أفضل ما يمكن أن يبذله الطلاب في أوقات الفراغ من البقاء بقرب والديهم وخدمتهم وتقديم المنفعة لهم ، ونوّه إلى أن بعض الشباب يضيّعون الإجازة بالسهر والنوم وصرف أوقاتها إلى ما لا يفيد ، متأملا أن يكون للجهات المسئولة دور في تنفيذ وإقامة برامج خاصة للشباب بشكل خاص وللأهالي بشكل عام . ويؤكد الشاب عبد الله محمد البعيجان أن الكثير من الأسر تسافر خلال فترة الصيف إلى حيث الأماكن التي يتوفر فيها مواقع للترفيه ، مشيرا إلى أن كثيرا من المناطق دأبت على إقامة فعاليات صيفية مسائية للأهالي وهو ما يفتقده أهالي النعيرية مع الأسف خلال الصيف ، ويضيف: سأحاول استقطاع جزء من الإجازة في تعلم الحاسب الآلي والالتحاق في معهد متخصص ، لأن وقت الإجازة طويل ولابد من استغلاله بشيء من المعرفة والفائدة ، خاصة وأن الحاسب الآلي أصبح تقنية عصرية لا يمكن الاستغناء عنها في مجالات الحياة المختلفة سواء العملية أو غيرها ، منوها إلى أهمية تحفيز الشباب وتوجيههم باستغلال الإجازة بما يعود عليهم بالنفع والفائدة . ويعتبر الشاب عبد الرحمن عبد الله القحطاني الجلوس في المنزل من أكثر الأوقات التي يقضيها الطلاب خلال فترة الإجازة وتبادل الزيارات فيما بينهم ، لافتقاد النعيرية لحدائق ومنتزهات مخصصة للشباب أو أي أماكن أخرى تناسبهم كما يقول ، وأضاف: الفراغ سلاح ذو حدين ، فإما أن ينتفع منه الطالب بما يعود عليه بالفائدة واكتساب المهارات وتطوير الذات ، وإما أن يكون بداية الهاوية والوقوع في شراك الصحبة السيئة الذين يحولون هذه الإجازة إلى سهر وتجمعات ليلية في الشوارع وعلى الأرصفة ، محذرا أن مثل هذه التجمعات تنتهي غالبا إلى مشاكل تنشب بين الشباب . ويضيف الشاب نايف عبد اللطيف الأحمد قائلا: يعكف كثير من الشباب على تصفح مواقع الإنترنت ولعب (البلايستيشن) واستخدام أجهزة (البلاك بيري) معظم أوقات الإجازة ، وأوضح أن الشباب يلجأون إلى ذلك بسبب الفراغ وعدم وجود برامج وأنشطة رياضية وثقافية يستفيدون منها ، وهو ما تمنى أن ينفذه نادي النعيرية الرياضي ويوليه جانبا من الاهتمام والعناية بالشباب ، مؤكدا أن ذلك يصرف الشباب عن بعض الممارسات الخاطئة خلال ليالي الإجازة كالتجمعات والتفحيط والتجوال في الشوارع بلا فائدة .
الأندية لا تدخل إلا المسجلين لديها يبيّن الشاب ماجد محمد المطيري الحاجة لإنشاء مراكز في الأحياء يكون من دورها وأنشطتها ما يسهم في حفظ أوقات الشباب خاصة في مثل هذه الأوقات من الإجازات الصيفية التي تتكرر كل عام ، وقال: ليس في الإجازة الصيفية ما يمكن الإشارة إليه سوى السفر لحضور بعض المناسبات للأقارب ، في حين لا برامج أو فعاليات صيفية يمكن أن تضفي على الإجازة ما يطرد الملل والسآمة التي أصبحت ملازمة لإجازاتنا في كل صيف ، وأضاف: نضطر للعب كرة القدم في الأراضي الترابية داخل الأحياء ، ويلحق ببعض اللاعبين إصابات بسبب الحجارة أو بقايا الزجاج المتناثر ، في الوقت الذي لا يسمح لنا فيه باللعب في النادي ، وهو ما نتأمل أن يعاد النظر فيه وفتح المجال أمام شباب الأحياء ، بدلا من اقتصار الملاعب على اللاعبين المسجلين لدى النادي . اختيار الصحبة النافعة ضروري يقول الدكتور ابن عسكر انه من الملاحظ على بيئاتنا الاجتماعية خلال فترة الصيف السهر ليلا والنوم نهارا ، وربما يكون ذلك نتيجة للأجواء الحارة التي تقلل من رغبة الخروج خلال فترة النهار وتدفع إلى البقاء تحت أجهزة التكييف ، وهذا مما عزز هذه الرغبة لدى بعض الشباب بقضاء أوقات الفراغ ليلا ، وتأمل الدكتور ابن عسكر أن يكون قضاء أوقات المساء في أشياء مفيدة سواء في صلة الرحم أو طاعة الله وذكره أو غير ذلك من الأشياء المفيدة ، مشددا على اختيار الصحبة النافعة التي تعين على الخير وعلى التفوق في الدراسة والعمل في المستقبل ، ومحذرا في الوقت نفسه من صحبة السوء التي توقع الشاب في التدخين والمخدرات وتجعل منه شخصا بطالا عالة على أسرته وعلى المجتمع.
شباب يقضون وقتهم في الرياضة الدكتور العسكر: برامج مفيدة بالفعاليات لا تقتصر على الترفيه فقط يشير أستاذ علم الاجتماع المشارك في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية الدكتور منصور بن عبد الرحمن بن عسكر الى أهمية العناية بالشباب وتقديم البرامج النافعة وتهيئة الأماكن المناسبة الآمنة لهم ، ويقول: يفترض من الجهات ذات العلاقة مثل رعاية الشباب والشئون الاجتماعية وكذلك الإسلامية والشئون البلدية أن تعمل على إعداد برامج مفيدة وأنشطة تحفظ أوقات الشباب وتهيئ لهم أماكن مناسبة وآمنة تحت مظلة هذه الجهات الرسمية وبإشراف مباشر منها ، ويضيف: يجب ألا تقتصر جهود هذه الجهات على المدن الكبرى بل لابد وأن يكون للمحافظات الصغرى نصيب أيضا من هذه الجهود ، منوها إلى أن هذا الاهتمام لا يجب أن يقتصر على الجانب الترفيهي فقط خلال أوقات الفراغ ، وإنما يجب أن تكون هناك جوانب تنموية يتم من خلالها زيادة البرامج والأنشطة العلمية والتدريبية النافعة التي تساعد على تفعيل دور الشباب في المجتمع ، وتشجعهم بأن يكونوا أعضاء فاعلين مستشعرين المسئولية تجاه أنفسهم ومجتمعاتهم ، لافتا إلى أهمية التفات الشباب إلى البحث عن كل ما هو مفيد ، واستخدام التقنية بما يخدمهم وبما يثري مستوياتهم العلمية والفكرية . شباب يمارسون لعبة «البلياردو» أثناء الاجازة شباب: التجمعات في الشوارع بسبب غياب الأماكن الترفيهية يشير الشاب سعد عايش العازمي إلى أنه يميل إلى ممارسة الهوايات والأنشطة الرياضية كالسباحة وألعاب القوى وغيرها ، وذكر أنه سيبحث عن الأندية الأهلية سواء في النعيرية أو الكويت والالتحاق بها خلال الإجازة على حسابه الخاص ، وقال: لا يوجد في النعيرية أماكن ترفيهية مخصصة للشباب ، وهو ما يدفع الكثيرين إلى التجمعات الشبابية في الشوارع أو التوجه إلى البر ليلا والجلوس بعيدا عن المدينة ، متأملا تفعيل الملتقيات الشبابية والأنشطة الرياضية لنادي النعيرية خلال فترة الإجازة وكذلك شهر رمضان المقبل كإقامة دورة رمضانية لكرة القدم . أما الشاب عبد الرحمن سليمان الجبيلي فيصف الإجازة بأنها فرصة للراحة بعد عناء الدراسة وما صاحبها من مشقة ومتاعب ، وأضاف: من الأفضل عدم تكليف النفس فوق طاقتها وإرهاقها بمزيد من الجهد الذي قد ينعكس سلبا على نفسية الطالب وأدائه خلال العام الدراسي القادم ، ومضى يقول: من هنا يجب على الآباء والأمهات عدم إرغام الأبناء على ما لا يريدون فعله والقيام به خلال الإجازة ، وإعطائهم فرصة من حرية الاختيار والبحث عما يتناسب مع ميولهم وراحتهم ، مبينا أنه سيقضي الإجازة في النعيرية والاستمتاع بالهدية التي قدمها له والده عند نجاحه .