فتح وزراء التجارة في الاتحاد الأوروبي، الطريق أمام مفاوضات بشأن اتفاق تاريخي للتجارة الحرة مع الولاياتالمتحدة، إلا أنهم خضعوا للضغط الفرنسي باستثناء الخدمات السمعية البصرية، بعدما أصرت فرنسا على حماية إنتاجها السينمائي والموسيقي. وقالت وزيرة التجارة الفرنسية نيكول بريك بعد 13 ساعة من المحادثات مع نظرائها في الاتحاد الأوروبي في لوكسمبورج «نحن- الفرنسيين- راضون.. لقد حصلنا على اتفاق جيد، يسمح لكل دولة من الدول الأعضاء أن تجد نفسها في هذا الاتفاق». وكان آخرون قد حذروا في الأيام الأخيرة من أن استثناء قطاع بأكمله من طاولة المفاوضات يمكن أن يضعف موقف تفاوض الاتحاد الأوروبي ويشجع الولاياتالمتحدة على استثناء مجالات من جانبها. من جانبها، قالت وزيرة الدولة الألمانية آن روث هيركيز: «تصورنا أننا سنحصل على تفويض أكثر قوة للتفاوض.. ولكن هذا لم يكن ممكنا. اضطررنا لتقديم تنازلات لدولة عضو، الأمر المهم هو أن تحصل الولاياتالمتحدة على إشارة إيجابية من أوروبا». وصرح مسؤولون بالاتحاد الأوروبي بأن فرنسا وافقت على دعم الاتحاد الأوروبي في التفاوض على إبرام اتفاقية للتجارة الحرة مع الولاياتالمتحدة لتعطي الضوء الأخضر لإبرام ما قد يكون اكبر اتفاقية تجارية طموحة في العالم، وذلك بعد قبول وزراء الاتحاد الاوروبي طلباً فرنسياً بترك خدمات الانترنت والسينما والتلفزيون والخدمات الرقمية خارج المفاوضات التي من المقرر أن تبدأ في تموز. وترك الوزراء المجال مفتوحاً أمام ضم هذه الخدمات في مرحلة لاحقة. وقال مسؤولون في الاتحاد الأوروبي إن صناعة الأفلام والموسيقى لن تستبعد بصورة كلية من اتفاق التجارة الحرة التاريخي مع الولاياتالمتحدة، وذلك بعد أن أجل وزراء تجارة المجموعة الأوروبية بحثها قبل المفاوضات مع واشنطن. وكتب وزير التجارة الفنلندي الكسندر ستاب في صفحته على موقع التواصل الاجتماعي تويتر «الصوتيات والمرئيات مستثناه الآن ولكن من الممكن بحثها لاحقا... ليس الأمر مثالياً ولكنني سعيد». وقال دبلوماسيون إنه كجزء من اتفاقهم فقد مهد الوزراء الطريق أمام المفوضية الأوروبية التي ستمثل الاتحاد الأوروبي في المحادثات لإصدار توصياتها بشأن «توجيهات تفاوضية إضافية ممكنة في المستقبل». وكانت هناك حاجة إلى اتفاق الوزراء بشأن التفويض لبدء المحادثات مع الولاياتالمتحدة. ومن المتوقع الآن الإعلان عن بدء المحادثات في وقت لاحق خلال قمة مجموعة الثماني التي ستعقد اليوم وغدا في أيرلندا الشمالية. وسيؤدي التوصل إلى اتفاق مع واشنطن إلى إقامة أكبر منطقة للتجارة الحرة في العالم تضم أكثر من 800 مليون شخص. ويعتقد الاتحاد الأوروبي أنها يمكن أن توفر 400 ألف وظيفة جديدة سنويا، وتحقق زيادة قدرها 0,5% في الناتج المحلي الإجمالي. وقال وزير التجارة الأيرلندي ريتشارد بروتون، الذي قاد محادثات يوم الجمعة «ستحقق فائدة على جانبي المحيط الأطلسي، وتوفر حافزا مهما في وقت يحتاج فيه الاقتصاد الأوروبي مثل هذا التحفيز.. إنها جائزة تستحق حقا العمل من أجلها». وستجري المحادثات مع الولاياتالمتحدة بواسطة المفوضية الأوروبية، السلطة التنفيذية للاتحاد الأوروبي.