لقد أصبح الاتصال عبر الجوال والانترنت وسيلة مهمة لانجار الأعمال وتسهيل التواصل الاجتماعي بين رجال وسيدات الأعمال من جهة، وبقية أفراد المجتمع من جهة أخرى، وبالتأكيد فإن الاتصال يعد اليوم أسلوب حياة لا غنى لنا عنه، ويقضي أصحاب الأعمال شئونهم بالتواصل عن بعد ما زاد أهمية خدمة الجوال وغيره من وسائل الاتصال الفعال، ويعتبر ضعف شبكة الجوال من العوائق التي تؤثر بدرجة كبيرة في الفرص الاقتصادية لرجال وسيدات الأعمال في المملكة، أنصح شركات الاتصالات العاملة في المملكة السعودية منها وغير السعودية بإطلاق مشروع كبير ينقلها من الاعتماد على الأبراج المنتشرة في المدن والقرىوكانت تجربة الاتصال برجل أعمال في حصاة قحطان متعبة جداً، فقد انقطع الاتصال سبع مرات في خمس دقائق، ولم يحقق الاتصال الغاية، ولقد أثبتت رداءة الاتصال عدم حرص وحساسية شركات الاتصالات تجاه جودة الخدمة التي تغطيها الشركات التي قامت ببناء الأبراج في تلك المنطقة الغالية من المملكة. أخبرني صديقي بالمعاناة التي يواجهونها في حصاة قحطان وما جاورها من القرى من الانقطاع المتكرر للمكالمات، حيث ساهم ضعف وقلة عدد الأبراج في المشكلة، ولقد عبر أهالي القرارة وطريف - غرب حصاة قحطان التابعة لمحافظة القويعية - عن استيائهم من ضعف شبكة الجوال عدة مرات، مطالبين بتزويدهم بخدمة الجيل الثالث على غرار المناطق الأخرى في المملكة، والحقيقة أن حصاة قحطان نفسها تعاني هذه المشكلة المزمنة من غير إيجاد حلول جادة، وقد تواصل عدد كبير من المواطنين مع الشركة، لكن شكاواهم لم تجد من يصغي لها ويأخذها في الاعتبار. ولا تزال المعاناة مستمرة والشبكة تنقطع بشكل متكرر خاصة في قرية القرارة، ويعود ضعف الاستقبال للإشارة عبر الجوال الى بُعد الأبراج عن أماكن الاستقبال أو وجود حواجز مانعة لللإشارة مثل الجبال الشاهقة والبنايات العالية، وفي أحيان كثيرة تساهم جودة أجهزة الإرسال في الأبراج في جودة الإشارة، وعندما تجتمع العوامل المؤثرة في جودة الإشارة مثل الحواجز والمسافة بين الإرسال والاستقبال ورداءة الأجهزة المستخدمة في الأبراج فإن جودة الإشارة ستكون رديئة بلا شك، والسبب الأكثر مساهمة في رداءة جودة أبراج الإرسال هو الفكر الربحي الجشع المسيطر على إدارات شركات الاتصالات التي لا تأخذ في الاعتبار أهمية جودة الخدمة وسرعة التجاوب الإيجابي مع الزبائن، وأوجز معالجة المشكلة في توفير أبراج على درجة عالية من الجودة، بحيث تكون قريبة من الأماكن السكنية، وفي حال وجود جبال وبناتيات شاهقة يتم تركيب الأبراج فوقها بشكل صحيح يساعد على تفادي الحواجز التي تضعف إرسال واستقبال الإشارة، وأنصح شركات الاتصالات العاملة في المملكة السعودية منها وغير السعودية، بإطلاق مشروع كبير ينقلها من الاعتماد على الأبراج المنتشرة في المدن والقرى، بالاستثمار في الأقمار الصناعية الخاصة بالاتصالات لما في ذلك من فوائد كثيرة، وقد تساهم قوة الإرسال بالأبراج في قوة الاستقبال، لتتخطى مشكلة المسافة، وهنا أوصي بمضاعفة قوة إرسال الأبراج. جامعة الملك فهد للبترول والمعادن [email protected]