أعلن المرصد السوري لحقوق الانسان ومقره لندن عن اتفاق بين القيادة السورية ووفد من أهالي بانياس الساحلية يقضي بدخول الجيش الى المدينة لحفظ النظام ومحاسبة المسؤولين عن الاحداث التي جرت خلال الايام الماضية في المدينة واطلاق كافة المعتقلين على خلفيتها. متظاهرات على الطريق السريع المار بمدينة البيداء الساحلية يطالبن بإطلاق سراح أقربائهن (رويترز) وقال رئيس المرصد رامي عبدالرحمن لوكالة فرانس برس «اكد لي مشايخ مدينة بانياس انه تم الاتفاق (الاربعاء) بين وفد من اهالي بانياس ووفد مسؤول عن القيادة على دخول الجيش في اي لحظة». وأوضح ان «الجيش سينتشر في نقاط محددة من المدينة لحفظ الامن فيها». واشار الى انه «سيتم منع العناصر الامنية من دخول الاحياء لتنفيذ حملات اعتقال فيها» وتابع ان «اهل المدينة رحبوا بدخول الجيش» مشيرا الى ان «احد الهتافات الذي كان النسوة يطلقنه خلال اعتصامهن كان (الله سوريا والجيش والشعب)». وكانت آلاف النسوة يتحدرن من قرية البيضة (ريف بانياس) والقرى المجاورة لها اعتصمن على الطريق العام بين بانياس وطرطوس» الاربعاء للمطالبة باطلاق سراح المعتقلين الذين اوقفوا الثلاثاء خلال الحملة الامنية التي شنتها القوات السورية في البلدة والقرى المجاورة لها وتضامنا مع مدينة بانياس المحاصرة. ويأتي الاعتصام غداة تعرض قرية البيضة الواقعة جنوب شرق بانياس (280 كلم شمال غرب دمشق) لاطلاق نار كثيف من قبل قوات الامن السورية ورجال مسلحين اوقع خمسة جرحى على الاقل، بحسب ما افاد شهود عيان. واضاف عبدالرحمن «كما تم الاتفاق على اطلاق سراح كافة هؤلاء المعتقلين» مشيرا الى ان «عددهم يقدر بالمئات». وتابع رئيس المرصد ان «وفد القيادة وعد بملاحقة العناصر التابعة للعصابات المسلحة التي عملت على اثارة الفتنة الطائفية ومحاسبة الجهات الامنية التي غضت الطرف ولم تتخذ الاجراءات الكفيلة بايقاف الاعمال التي كادت تشعل المدينة طائفيا». كما وعد الوفد «بتنفيذ كافة المطالب الخدمية للاهالي» بحسب عبدالرحمن. وقالت وكالة الانباء السورية الرسمية (سانا) ان مواجهات وقعت الثلاثاء في مدينة بانياس الساحلية بين الجيش وقوات الامن من جهة و»مجموعات مسلحة» من جهة اخرى اسفرت عن مقتل عدد من الاشخاص بينهم عنصر من الجيش. قال المرصد السوري لحقوق الانسان (لندن) ان وفد القيادة السورية وعد أهالي بانياس بملاحقة العصابات المسلحة التي عملت على اثارة الفتنة الطائفية ومحاسبة الجهات الامنية التي غضت الطرف ولم تتخذ الاجراءات الكفيلة بايقاف الاعمال التي كادت تشعل المدينة طائفيا. كما وعد «بتنفيذ كافة المطالب الخدمية للاهالي». وكان شهود عيان اكدوا الاحد مقتل اربعة متظاهرين وجرح 22 آخرين برصاص قوات الامن في حين اعلنت وكالة الانباء السورية الرسمية (سانا) تعرض وحدة من الجيش لكمين مسلح ما ادى الى مقتل تسعة عسكريين بينهم ضابطان واصابة جنود آخرين بجروح. وتشهد سوريا تظاهرات منذ اربعة اسابيع وقد وصلت الاربعاء للمرة الاولى الى حلب، ثاني مدن سوريا، بعد نهاية اسبوع تخللته مواجهات بين قوات الامن وناشطين وادى الى مقتل 30 مدنيا بحسب منظمات حقوقية. وفي لندن، نقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» عن مسؤولين في إدارة الرئيس باراك أوباما قولهم ان ايران تساعد سوريا في قمع التظاهرات المطالبة بالديموقراطية عبر تأمين تجهيزات لمواجهة التظاهرات ومراقبة مجموعات المعارضة. وقال المسؤولون الذين لم تكشف الصحيفة هوياتهم ان طهران بدأت امداد السلطات السورية بمعدات لمراقبة الحشود ويتوقع ان ترسل المزيد. وقال أحدهم «نعتقد ان ايران تساعد ماديا الحكومة السورية في جهودها لقمع شعبها» مضيفا ان طهران تستعين ب «خبراتها» في قمع التظاهرات التي تلت اعادة انتخاب الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد عام 2009. وقال مسؤولون في الدفاع الاميركي للصحيفة ان السلطات الايرانية تؤمن لدمشق ايضا مساعدة تقنية لمراقبة اتصالات مجموعات المعارضة على الانترنت لتنظيم التظاهرات.