دعا ناشطون سوريون على موقع "فيسبوك" للتواصل الاجتماعي إلى مظاهرات جديدة اليوم الجمعة في ما أطلقوا عليها "جمعة الإصرار". وقال الناشطون على صفحة "الثورة السورية ضد بشار الأسد 2011" التي جمعت أكثر من 114 ألف مؤيد، إنهم يدعون لتظاهرة غداً- اليوم - في جميع المحافظات السورية "للإصرار على المطالب.. للإصرار على الحرية.. للإصرار على السلمية". ورفض الناشطون الاتهامات التي يوجهها لهم النظام بالانتماء إلى جهات خارجية، وقال إن ثورتهم "سلمية بيضاء لاتحمل السلاح". واعتبروا أن كل " كل من يحرض على العنف والطائفية والتحريض على التخريب ليس من الثورة". اتفاق يقضي بدخول الجيش إلى بانياس لحفظ النظام ومحاسبة المسؤولين وتشهد سورية منذ آذار/مارس الماضي، موجة احتجاجات تطالب بإصلاحات سياسية واجتماعية انطلقت من مدينة درعا الجنوبية وامتدت إلى مختلف محافظات البلاد، وقد سقط خلالها عشرات القتلى والجرحى في مواجهات مع قوات الأمن التي اعتقلت المئات من المحتجين. الى ذلك وجهت صحيفة "الوطن" السورية شبه الرسمية انتقادات حادة في عددها امس للشيخ يوسف القرضاوي، رئيس الاتحاد العالمي للعلماء المسلمين، بسبب ما اسمته "تحريض" الشيخ و"كلامه المسموم الذي يتوجه به للسوريين" من فوق منبر المسجد. وقالت الصحية ان "يوم الجمعة وهو يوم مبارك اعتاد فيه المسلمون في كل أرجاء العالم أن يذهبوا فيه إلى المساجد ليعبدوا الله وليستمعوا إلى كلام المحبة ولم الشمل والوئام.. لكن يوم الجمعة تحول في سورية إلى يوم للخوف والحيطة والترقب يوم أصبح فيه السوريون يخشون على حياتهم وعلى أطفالهم فيبقونهم في المنازل ويحرمونهم من نعمة الاستمتاع بيوم العطلة الأسبوعي بأمن وأمان لما بات يمثله هذا اليوم من ترهيب نتيجة تحريض (الشيخ المصري يوسف) القرضاوي القابع في قصور الدوحة بقطر وكلامه المسموم الذي يتوجه به للسوريين من منبر المسجد مستغلاً اليوم المبارك ليجعل منه يوماً للفتنة ويوماً للتحريض على القتل". اعتاد الشيخ القرضاوي التطرق في خطب الجمعة في الآونة الأخيرة إلى الوضع الداخلي في سورية، ما انعكس ذلك سلبا على العلاقات السورية القطرية، كما تقول بعض وسائل الإعلام السورية. وأضافت الصحيفة "نحن نريد أن نبعث برسالة واضحة للقرضاوي ملخصها أن السوريين يحملونه مسئولية الدماء السورية التي سالت في بلدهم ومسئولية بث الفتنة بين الشعب الواحد وداخل العائلة الواحدة وعليه أن يدرك أن كل شهداء سورية سقطوا نتيجة لتحريضه وتحريض أمثاله". من جانبه أعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان أن الأجهزة الأمنية السورية أفرجت عن مئات المعتقلين من مدينة بانياس وقرية البيضا والقرى المجاورة لها، كانت اعتقلتهم خلال الأيام الماضية. وقال المرصد، ومقره بريطانيا، في بيان امس إن بعض الأشخاص الذين أُخلي سبيلهم "أكدوا له تعرضهم للتعذيب الشديد على أيدي معتقليهم وتم توثيق عدد من حالات التعذيب، واقسم عدد منهم بأنهم لم يشاركوا في حياتهم لا في تظاهرة ولا في عمل سياسي واعتقلوا في الشوارع لأسباب يجهلونها، وجرى التحقيق معهم حول أمور لم يسمعوا بها في حياتهم". وأضاف أن السلطات الأمنية السورية "شنت حملة اعتقالات واسعة في مدينة بانياس وقرية البيضا والقرى المجاورة لها على خلفية التظاهرات التي خرجت في بانياس مطالبة بالحرية". وأدان المرصد السوري لحقوق الإنسان "بأقصى العبارات تعرض المعتقلين من أهالي مدينة بانياس وقرية البيضا والقرى المجاورة لها للتعذيب الشديد". وطالب ب"تشكيل لجنة حقوقية مستقلة للاستماع إلى الشهادات الحية عن حالات التعذيب، وتقديم مرتكبيها ومن أمرهم إلى المحاكمة لينالوا عقابهم قصاصاً على ما ارتكبوه من أفعال تتعارض مع الدستور السوري والمعاهدات والمواثيق الدولية التي صادقت عليها سوريا". في ذات الاطار اعلن ناشط حقوقي امس عن اتفاق بين القيادة السورية ووفد من اهالي بانياس الساحلية يقضي بدخول الجيش الى المدينة لحفظ النظام ومحاسبة المسؤولين عن الاحداث التي جرت خلال الايام الماضية في المدينة واطلاق كافة المعتقلين على خلفيتها. واعلن رئيس المرصد السوري لحقوق الانسان الذي يتخذ من لندن مقرا له رامي عبد الرحمن لوكالة فرانس برس "اكد لي مشايخ مدينة بانياس انه تم الاتفاق (الاربعاء) بين وفد من اهالي بانياس ووفد مسؤول عن القيادة على دخول الجيش في اي لحظة". واوضح ان "الجيش سينتشر في نقاط محددة من المدينة لحفظ الامن فيها". واشار الى انه "سيتم منع العناصر الامنية من دخول الاحياء لتنفيذ حملات اعتقال فيها" وتابع ان "اهل المدينة رحبوا بدخول الجيش" مشيرا الى ان "احدى الهتافات التي كانت النسوة يطلقنها خلال اعتصامهن كانت +الله سوريا والجيش والشعب+". وكانت الاف النسوة يتحدرن من قرية البيضة (ريف بانياس) والقرى المجاورة لها اعتصمن على الطريق العام بين بانياس وطرطوس" الاربعاء للمطالبة باطلاق سراح المعتقلين الذين اوقفوا (الثلاثاء) خلال الحملة الامنية التي شنتها القوات السورية في البلدة والقرى المجاورة لها وتضامنا مع مدينة بانياس المحاصرة. ويأتي الاعتصام غداة تعرض قرية البيضة الواقعة جنوب شرق بانياس (280 كلم شمال غرب دمشق) لاطلاق نار كثيف من قبل قوات الامن السورية ورجال مسلحين اوقع خمسة جرحى على الاقل، بحسب ما افاد شهود عيان. واضاف عبد الرحمن "كما تم الاتفاق على اطلاق سراح كافة هؤولاء المعتقلين" مشيرا الى ان "عددهم يقدر بالمئات". وتابع رئيس المرصد ان "وفد القيادة وعد بملاحقة العناصر التابعة للعصابات المسلحة التي عملت على اثارة الفتنة الطائفية ومحاسبة الجهات الامنية التي غضت الطرف ولم تتخذ الاجراءات الكفيلة بايقاف الاعمال التي كادت تشعل المدينة طائفيا". كما وعد الوفد "بتنفيذ كافة المطالب الخدمية للاهالي" بحسب عبد الرحمن. وقالت وكالة الانباء السورية الرسمية (سانا) ان مواجهات وقعت الثلاثاء في مدينة بانياس الساحلية بين الجيش وقوات الامن من جهة و"مجموعات مسلحة" من جهة اخرى اسفرت عن مقتل عدد من الاشخاص بينهم عنصر من الجيش. وكان شهود عيان اكدوا الاحد مقتل اربعة متظاهرين وجرح 22 آخرين برصاص قوات الامن في حين اعلنت وكالة الانباء السورية الرسمية (سانا) تعرض وحدة من الجيش لكمين مسلح ما ادى الى مقتل تسعة عسكريين بينهم ضابطان واصابة جنود آخرين بجروح.