بدأ جني ثمار النخيل " التمر " منذ دخول الصيف وخاصة أن الأحساء واحة النخيل وهي أكبر واحة نخيل في المملكة ، وبها مساحات هائلة من النخيل ويقدر عدد نخيلها ب 3 ملايين نخلة , وهي مترامية الأطراف تحيط بها الرمال من جهاتها الأربع ، تجولنا بين مزارعها ، والتقينا فيها مع فهد الحول أحد المزارعين في المحافظة ، والتي تعتبر مزرعتهم من أقدم المزارع ، وتوالى عليها أكثر من ثلاثة أجيال وعمرها الزمني أكثر من 60 سنة وبدأ عمله كمزارع مع والده وعمره 15 سنة. وتحدث فهد الحول حول كيفية تلقيح النخيل والاعتناء بها " هناك مواسم يسبق تلقيح النبات وهو موسم النبات وهو تنظيف النخلة من الأشواك والسعف الطويل الموجودة على النخلة، ومن ثم تبدأ مرحلة التلقيح وهو نقل حبوب اللقاح " النبات الذكري " وهو الفحال إلي النبات الأنثى وهي النخلة بواسطة الإنسان أو الرياح ، ثم نقل حبوب اللقاح بعد فتحة على شكل سنابل نقوم ننقله إلى عذوق النخلة ويطلق عليه باللغة العامية " السف " وهذه الكلمة معروفة عند أهل الأحساء وهي أنواع تأتي قصيرة أو طويلة ، ونقوم بفرده على شكل سنابل ونبدأ بوضعه في العذوق بمعدل 10 إلى 15 من السنابل في العذق الواحد ومن ثم يتم ربطه مع بعض . اما أصحاب المحلات التجارية « يقولون ان سعر الكيلو يصل لتمر الاخلاص من 28 – 35 ريالا للجودة الممتازة ونصف كيلو 14- 16 ريالا اما ربع الكيلو من 5 – 8 ريالات وأضاف الحول " أن في بداية موسم التلقيح نبدأ " بالتلقيح الموحد " وهو المجناز والقر ، ولا يكثر لقاح النبات فيه لأنها تتضرر مما يؤدي إلى سقوط العذق وإنما نضع الشيء البسيط لكي يعقد التنبيت ، ونبقى على هذا الحال ثلاثة شهور ويتوقف ذلك على حسب عدد النخيل الموجود في المزرعة ، ونحن في شهر جمادى الأولى وهو في نهاية تلقيح النخيل ، ونقوم بتلقيح النخل بمعدل 20 نخلة في اليوم ويبغى لها التأني ووجود اللقاح الزين ، ويتم سقي النخيل كل 10 أيام في فصل الشتاء أما في الصيف فيكون من كل 8 أيام ، وموسم التلقيح مرة في السنة تبدأ من " الخلال الصغير " بعدين يكبر ويسمى " بسر " وبعدين رطب وبعد ذلك تمر . واسترسل قائلاً " بعد ذلك يأتي موعد التمر ونبدأ بتنظيفه من الاوساخ او الشوائب المتعلقة به ، ونصنف جودة التمر على حسب طولها وطعمها فتمر الاخلاص هو النوع الاول في المنطقة والمصنف الاول في البيع والشراء ، ففي بعض الزبائن الخاصة تبدا الحجز المبكر ، فمنهم من يريد " من واحد " ومنهم " منين " على حسب الطلب ، ويريد ان نغسله له ونعبئه في اكياس ومن ثم نضعه في " الجصه " وبعد ذلك نضع عليه ثقلا لكي ينزل منه الدبس ، وخاصة اننا مقبلون على شهر رمضان المبارك ، ويتم على هذه الحال اكثر من شهر ومن ثم يأتي الزبون ويأخذه جاهزاً ، والبعض الاخر يأخذه كما هو وهو يقوم بغسله وتعبئة بنفسه ، ولكن يختلف السعر عندنا اذا نحن قمنا بتجهيزه كاملاً ، والآن بعد تواجد المصانع تقوم هي بتعبئته للزبائن وغسله ومن ثم يمتلكون آلات تقوم برصه ، اما من ناحية الغش ففي بعض الاشخاص غير الموثوقين فيهم يقوم بخلط الخلاص الحبة الطويلة مع القصيرة ، وهذا موجود بالسوق ، ولكن اكثر طلب الزبائن هو على نوعية الاخلاص الحبة الطويلة وهو الاغلى وبعده باقي الاصناف " اما أصحاب المحلات التجارية " يقولون ان سعر الكيلو يصل لتمر الاخلاص من 28 – 35 ريالا للجودة الممتازة ونصف كيلو 14- 16 ريالا اما ربع الكيلو من 5 – 8 ريالات مرتفعا وخاصة على النوع فيأتي الإخلاص في المرتبة الاولى وهو انواع فمنهم الاخلاص الملكي المعبأ بالكازو او اللوز وهو الاغلى ثمنا ومنهم العادي الاقل سعرا بقليل ، أما المواطن إبراهيم بن عبدالله " ان في الوقت الحالي ابتعد الكثير من الأسر عن العادات القديمة والتي كانت الأسرة تحجز عند أصحاب المزارع الموثوق بهم ، والآن في وقتنا الحالي تغير كثير فنحن نشتري بالحبة واذا انتهى الكيس نشتري غيره من الشركات التي توزعه في المراكز التجارية ، ولكن سعره مرتفع كثيراً ، وفي رمضان تزيد بعض الشركات السعر ، وخاصة عندما يكون الطلب عليه في رمضان أكثر ، والجودة ليست بجودة العمل عليه كما هو في السابق فكانت تعبأ وتنظف يدوياً ، واتفق باقي المزارعين في المحافظة أن الغرض من الحفاظ على النخل هو أنه رمز لأهل الأحساء منذ القدم ونستفيد من ادخاره للأسرة والباقي للبيع ، ولكن في السابق كان قيمة المن الواحد يبلغ سعره من " 3000 إلى 4000 ريال ولكن في الوقت الحالي قل السعر حتى وصل الى 1000 ريال ، وكثرة الحلويات في هذا الوقت قلل من قيمة التمر في الأحساء ، وخاصة أن بعض مناطق المملكة مثل القصيم تستفيد من صنع بعض المنتجات من التمر ، ونواجه حقيقة مشكلة ارتفاع النبات في السوق والسبب في ذلك تواجد فئة من الناس وهم " الشريطية " لرفع الأسعار وهم ليس بمزارعين وإنما فقط للتربح من أصحاب المزارع ،ويتم رفع الاسعار لنبات التلقيح الواحد من 100 الى 150 ريال، ويتام البيع في سوق الخميس وسوق الأربعاء والبعض يأتي به من نخيل العقير او النخيل المزروع في الشوارع .